رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري

صمود أحمد سعدات لـ"خبر": الأسرى المضربون يُطالبون بهواء نقي وسماء بلا قضبان

صمود أحمد سعدات
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أكّدت صمود سعدات، كريمة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وزوجة الأسير المضرب عن الطعام عاصم الكعبي، على أنَّ زوجها يخوض إضرابَا مفتوحًا عن الطعام لليوم الـ16 على التوالي رفضًا لسياسية الاعتقال الإداري؛ وقد فقد ما بين 6 إلى 8 كيلو من وزنه، لافتةً إلى أنَّ الأسير عاصم يعيش على الماء والملح فقط كما بقية الأسرى المضربين والبالغ عددهم 50 أسيرًا، والذين دخل عدد منهم في مرحلة الخطر، مثل الأسير جهاد شريتح الذي تقيأ الدم؛ الأمر الذي يؤكد دخول الأسرى المضربين مرحلة الخطر الحقيقي على حياتهم.

وأوضحت سعدات، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنَّ "38 أسيراً مُضربين عن الطعام في معتقل عوفر، من بينهم زوجها الأسير عاصم الكعبي، بالإضافة إلى 18 أسير في سجن النقب، وكذلك الأسير زكريا الزبيدي في سجن عسقلان، وصلاح حمودة في هداريم".

وقالت: "إنَّ إضراب الأسرى عن الطعام،  بمثابة صرخة لتحطيم سياسية الاعتقال الإداري التي باتت أداة للاحتلال؛ لاعتقال أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني سواء من كبار السن أو المرضى أو الأسرى المُحررين من أصحاب المحكوميات العالية ومن الأسرى الإداريين الذين يخرجون بشكلٍ مؤقت للحياة ومن ثم يُعاد اعتقالهم".

وأضافت: "إنَّ مطلب هؤلاء الأسرى هو إلغاء سياسية الاعتقال الإداري، مُردفةً: "لن يتم إنهاء الاعتقال الإداري إلا بإنهاء الاحتلال؛ ولكن الإضراب يأتي لوضع حد لهذه السياسة، وبالتالي مطلب الأسرى هو هواء نقي وسماء بلا قضبان".

وأشارت إلى أنَّ زوجها الأسير عاصم الكعبي، قضى 18 عامًا بشكل متواصل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفترة الحرية لم تتجاوز السنة والأربعة شهور، حيث قد تحرر بتاريخ 22 إبريل، ليعود إلى الاعتقال الإداري بتاريخ 24 أغسطس 2022 بلا تهمة".

وشدّدت على أنَّ اعتقال الاحتلال الإداري لزوجها عاصم الكعبي؛ يأتي للانتقام من ماضيه النضالي، مُشيرةً إلى أنَّ زوجها لم يتعرف بعد على الحياة كأيّ إنسان طبيعي، بسبب مكوثه 18 عامًا بشكلٍ متواصل داخل المعتقلات.

ويُواصل 50 معتقلًا إداريًا في سجون الاحتلال الصهيوني، 30 منهم لليوم السادس عشر على التوالي، و20 لليوم الثاني، خوض الإضرابٍ المفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري بحقهم، حيث يُطالب المعتقلون وهم من كوادر وعناصر وأنصار الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

ويأتي هذا الاضراب احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري، وعمليات تجديد الاعتقال التي تتم أكثر من مرة دون تحديد سقف زمني لذلك، خاصةً في أوساط الأسرى المحررين.

ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين 780 معتقلاً بينهم 6 قاصرين على الأقل، وأسيرتان، ويقبع أكبر عدد منهم في سجني "النقب" و"عوفر"، وهذه النسبة هي الأعلى منذ الهبة الشعبية عام 2015.

وأصدر الاحتلال منذ عام 2015 وحتى العام الجاري ما يزيد على 9500 أمر اعتقال إداري، ومنذ بداية العام الجاري أصدرت نحو 1365 أمر اعتقال إداري، أعلاها في شهر آب/ أغسطس الماضي، وبلغت 272 أمر اعتقال.

ومنذ أواخر عام 2011، حتى نهاية العام الجاري، نفذ الأسرى ما يزيد على 400 إضراب فردي، جلها ضد الاعتقال الإداري، حيث إنَّ ما يزيد على 80% من المعتقلين الإداريين هم معتقلون سابقون تعرضوا للاعتقال الإداري مرات عديدة، من بينهم كبار في السن، ومرضى، وأطفال.

وختمت سعدات التي تنتظر طفلها الأول من الأسير عاصم الكعبي، حديثها بالإشارة إلى غيظ الاحتلال من كون عاصم شخص اجتماعي؛ الأمر الذي يؤكد أنَّ الاحتلال يسعى لتحويل الأسير بعد تحرره إلى العزل الاجتماعي".