عضو المجلس الوطني
من المعيب والمخزي ان يسقط شهداء من خيرة شبابنا والشعب الفلسطيني المناضل مازال صابرا، ويقف بكل شجاعة وكرامة وعزة نفس امام الاحتلال الغاشم وقطعان المستوطنين، مقابل زعماء لا يتحركون امام هذا الاجرام الصهيوني، واكثر ما عندهم التنديد والوعيد بدون اي اهتمام بهذا الانقسام الأسود والذي تزداد مخاطره يوميا.
خطاب الأخ الرئيس في الأمم المتحدة كان صريحا وواضحا ضد هذا المتعنت الصهيوني وأذنابه وعلى رأسهم أمريكا التي تدعي بانها حامية الديمقراطية وحقوق الانسان وتقرير المصير، وضد التميز العنصري، ولكنها هي وأذنابها من الأوروبيين وفي مقدمتهم بريطانيا التي بغدرها يعاني الشعب الفلسطيني من محتل جبان يقتل وينهب بقوة سلاح الغرب.
ان حماس والجهاد فصيلان لا يشك الشعب الفلسطيني بوطنيتهما، ولكن مع الأسف لا توجد لديهما خبرة كافية حول القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتي هي القوة الحقيقية لتنفيذها على الارض والتي وقعت عليها أمريكا والمحتل.
لا أريد هنا الدخول في تفاصيل هذه القرارات التي أصبحت معروفة للجميع، ولكن من الواجب الوطني ان ننهي هذا الانقسام المدمر فورا، والاتفاق على استعادة الوحدة الوطنية لنكون يدا واحدة ونطالب بتفعيل القرارات الدولية وأهمها الانسحاب من جميع الاراضي المحتلة، وهو القرار ٢٤٢ للعام ١٩٦٧، وتنفيذ القرار ١٩٤ للعام ١٩٤٩ الخاص بحق العودة، وهو القرار المهم جدا، لان هذا القرار هو الذي سيهزم دولة المحتل، بدون طلقة رصاص واحدة. كما علينا تقوية الجبهة الداخلية لكي نتصدى لهذا العدو الذي يقتل أطفالنا وشبابنا يوميا، وتكون مقاومة حقيقية بجميع الوسائل والسبل المشروعة والمقرّة دوليا.
الشعب الفلسطيني يطلب من زعمائه بان يتلقفوا المبادرة الجزائرية وينهوا هذاالانقسام الذي ألحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية، خاصة وان هزيمة الاحتلال لا تتم الا من خلال إنهاء هذا الانقسام.
ان السياسة الحكيمة في كثير من الظروف تتطلب ان نكون حذرين بدون ان نتنازل عن حقنا لانتزاع حريتنا وبدون التنازل عن شبر من ارضنا فلسطين.
ان العالم أجمع، بما فيها عدوتنا أمريكا ورئيسة وزراء بريطانيا الصهيونية يصرون على حل الدولتين، على خطوط العام ١٩٦٧، وإذا طالبنا بشبر واحد زيادة عن ذلك، سنجد أن العالم أجمع أصبح ضدنا.
ان اخر خطاب للاخ الرئيس كان خطابا سياسيا وعاطفيا بامتياز، فالرجاء ان لا تضيعوا هذه الفرصة ان كان خارجيا أو داخلياً بمقاومة تهز الكيان الصهيوني من خلال القرار ١٩٤ للعام ١٩٤٩م.
مع الأسف دول الطوق جميعها وقعت هدنة دائمة مع الاحتلال، في العام ١٩٤٩ والعام ١٩٥٠م بدون شرط العودة والتي تعتبر نكبة أخرى للشعب الفلسطيني.