مساء الثامن من أكتوبر 2022، وفي مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، انطلق "الفدائي" عدي التميمي حاملا مسدسه مقتحما أحد أكثر حواجز جيش الاحتلال تحصينا أمنيا في مدخل مخيم شعفاط، ليسطر علامة كفاحية مستحدثة في تاريخ الثورة ومسار المقاومة ضد العدو الغاصب.
عملية شعفاط برصاص عدي، علها الأكثر قيمة سياسية – كفاحية في السنوات الأخيرة، باستهدافها حاجزا عسكريا محصنا في المدينة المقدسة وطنيا ودينيا، عملية مباشرة اقتحام وتنفيذ كان مشهد جنود قوات الغزو خلالها كافيا ليظهر أبعادها، ارتباك وهروب وخوف غير عادي قتل عدي من قتل وأصاب من أصاب ولم تطلق عليه رصاصة واحدة...فخرج رافعا هامة "الفدائي" الذي أعاد لمحمود درويش قيمة نصه التراثي تخليدا لمسار الثورة وفدائييها، ليهتف الفلسطيني عاليا "باسم الفدائي الذي صنع من مسدسه أفقا".
عملية شعفاط برصاصات "عدي" المعدودة فتح أفقا ثوريا للفلسطيني، في ظل كآبة سياسية لم يعرفها منذ يناير 1965، رغم كل ما عاش احتلالا ونزوحا جديدا، تكاد تطيح بما أنتج زرعا لحصاد كيانه الأول فوق أرضه فلسطين..رصاصة اخترقت جسد الفتنة الانفصالية التي صنعت جرثومة سرطانية في مصانع العدو العام لفلسطين القضية والوطن والشعب.
عملية شعفاط، ليست كما مضافا لمسار الفعل الثوري العام، بل "انحرافا كفاحيا" لتغيير مسار المواجهة، الذي لا خيار غيره سوى "الانهيار العام" لمشروع الحلم الكياني الوطني، ونصرا لمشروع التورتة والتهويد، وفتنة لا تنتهي.
عملية شعفاط، ومنذ أن أطلق الفدائي عدي رصاصته الأولى نحو صدر أحد الغزاة، ادخل دولة الكيان في حالة من الإرباك الأمني، لم تعرفه منذ عام 2004، لحظات الغضب الفلسطيني العام عشية استشهاد الزعيم المؤسس والفدائي الأول في الثورة المعاصرة الخالد ياسر عرفات.
عشرة أيام، كشفت من "الثغرات والعيوب" ما لم تكشفها قبلها، بما فيها تلك التي طالت تل أبيب عاصمة الكيان، ليس بكيفية التنفيذ الإبداعي فحسب، بل في القدرة الخارقة على "الخروج الآمن" من موقع التنفيذ، وتفشل كل المؤسسة الأمنية في الوصول إليه، رغم المزاعم التي لا تنتهي بقدرات خارج المألوف.
ولأن "عملية شعفاط" ليست رقما مضافا للفعل الثوري، قرر "الفدائي عدي" أن يعيد مشهدا خارقا لتنفيذ جديد، فاختار المستوطنة الأكبر والأكثر أهمية أمنية لدولة الكيان، مستوطنة "معالية أدوميم" على أرض أبو ديس والعيزرية في القدس، فذهب حاملا ذات المسدس مخترقا حاجز أمنيا، فأطلق ما امكنه رصاصات أصابت من اصابت، ولكن البطولة الفردية المعاصرة توقفت مساء يوم 19 أكتوبر 2022...
وتبرز قيمة فعل "الفدائي عدي" بتك "الفرحة الهستيرية" التي أصابت رئيس الحكومة الفاشية في تل أبيب ووزير جيشها، لحظات بعد التأكد أن الذي كان رصاصا مقاتلا أمام حاجز المستوطنة الأخطر، هو الشاب الذي كسر هيبة دولة وكيان ليلة الثامن من أكتوبر 2022، وهو الذي رسم مسارا لن يكون فعلا فرديا وانتهى...
من عملية شعفاط الى عملية القدس الثانية، وما نشرته أجهزة أمن الاحتلال صورا وشرائط مصورة كشفت أن التحدي للفدائي عدي كان "أسطوريا"، لحظات المواجهة في ليلة 19 أكتوبر لن تزول أبدا من ذاكرة الوطن والشعب، وستصبح رمزا مضافا لرموز فلسطين.
وردت فلسطين بفعل التمجيد الوطني العام، كما لم يكن، لـ "الفدائي عدي" الذي رسم برصاصه أفقا ثوريا قادما، انطلق ليصرخ " يــافــجـــر فلسطين الــطـــويـــل..عـــــــجـــــــل قــــلـــــيـــــلا"!
ملاحظة: حسنا فعلت "الرئاسة الفلسطينية" في بيانها الأخير باعتبار ما يحدث ضد أهل فلسطين بيد جيش العدو جرائم حرب تستحق العقاب..عهيك لازمها اليوم قبل بكرة تطلق اسم "عدي" شهيد فلسطين على أحد قاعاتها في المقاطعة..خطوة رمزية آه بس كتير قيمتها عالية..منتظريكم!
تنويه خاص: محاولة البعض المرتعش من فضح أمره ..وحقيقة دوره بالطعن والغدر الوطني، الدخول لـ "خطف عدي" وهو شهيدا تكشف أن "الدناءة السياسية" لا حدود لها!