مع ساعات مساء يوم أمس الاربعاء اشتعلت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بنبأ استشهاد الفدائي عدي التميمي اثناء تنفيذه عمليته الثانية مستهدفاً حراس مستوطنة معاليه ادوميم بعد ان كان قد أفرغ رصاصات مسدسه بعدد من جنود العدو قبل عشرة ايام على مخيم شعفاط، وخلال الايام العشرة جند الاحتلال نصف جيشه في محاولة القبض على الفدائي الفذ.
عدي وفي كلا العمليتين قدم نموذجاً فريداً للفدائي الفلسطيني في الاولى ترجل من السيارة سحب مسدسه وبرباطة جأش اطلق ثمانية رصاصات من المسافة صفر اصابت خمسة جنود صهاينة اصابات مختلفة بينما فرَ الباقون، في هذه العملية قتلت مجندة كانت تقف بسادية مطلقة تتحكم بأبناء شعبنا وهم يجتازون حاجز شعفاط، ومثل هبوب الريح اختفى عدي بين أبناء شعبه الذين حلقوا شعر رؤوسهم احتضاناً لعدي بينما جنون الاحتلال باحثاً عنه ولم يجده وقد بحث الاحتلال واجهزته الامنية على رجلٍ واحدة عشرة ايام بلياليها وفرض حصاراً جائراً على مخيم شعفاط والعديد من البلدات والمدن الفلسطينية واقام عشرات الحواجز واستخدم كل ما لديه من تقنيات لكن البطل عدي التميمي عاد ليفاجئهم مترجلاً واثقاً من نفسه شاهراً مسدساً يطلق الرصاص بكل ثقة على حراس الامن في مستوطنة معالي ادوميم.
الفيديو الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي يظهر ان المسدس سقط من يديه التي اصيبت كما يبدو لكنه اعاد التقاطه بكل شجاعة. واستمر بإطلاق النار الى أن فرغت خزنة الرصاص وكمن يمتلك قلب أسد فقد بحث عن الخزنة الاخرى ليواصل مطاردة عناصر الاحتلال برصاصه رغم اصابته بأكثر من طلقة في مناطق متفرقة من جسمه وبقي يقاتل بفروسية حتى الرمق الاخير ليكتب نهايته التي تليق بالأبطال، فقط انها نهاية رجل شجاع لشعب شجاع لن يركع ولن يستسلم،،
عدي استشهد وسكن الحزن قلوب الشعب الفلسطيني في كل مكان، رحل عدي هذا الشاب الوسيم لكنه قدم لشباب فلسطين نموذجاً للبطل الذي يبعث على الفخر وهو يواجه الاحتلال بكل شموخ ويكتب بدمه معالم المرحلة الجديدة التي يؤكد فيها شعبنا بأن الصراع مع الاحتلال ممتد حتى انهائه بكل مظاهره وحتى يتمكن شعبنا من تحقيق اماله في العودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.