دعا عضو المكتب السياسي لحركة فتح عباس الجمعة في تصريح صحفي، الى خطوة تصعيدية متوافق عليها مع اللجان والاتحادات الشعبية والهيئات والمؤسسات الاهلية والاجتماعية والفعاليات الوطنية، نتيجة سياسة وكالة الغوث الدولية "الاونروا" في لبنان على تقليصات جديدة في خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وخاصة على الصعيد الصحي، حيث شرعت في حملة تقليصات جديدة طالت الفئات والحالات الاجتماعية الفقيرة تحت حجة العجز في الموازنة، اضافة الى رزمة من التقليصات التي نفذتها الوكالة تدريجياً منذ ثلاث سنوات طالت الخدمات الصحية والبطالة والتعليم والإغاثة والمساعدات، معتبرا انها حرب سياسية منظمة ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقال الجمعة إن هذه الإجراءات الممنهجة والمتتالية، تتسبب في حرمان الأسر الفقيرة من المعالجات الصحية، لافتا الى أن هذه الإجراءات العقابية بحق اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات سياسية بامتياز وليس لها علاقة بأي تبريرات واهية بوجود عجز في موازنة المؤسسة الدولية، فالموضوع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالضغوط التي يشنها المجتمع الدولي على شعبنا الفلسطيني، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة والتآمر على حقوق اللاجئين، خدمةً للاحتلال الاسرائيلي. وتابع، أن هذه القرارات تتجاوز الخطوط الحمراء، وبمثابة إعلان حرباً ممنهجة على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والذي ينذر بتفاقم معاناتهم في ظل حالة الفقر المنتشرة في المخيمات، والذي سينذر بثورة غضب شعبية عارمة بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين. وطالب الجمعة الوكالة بالتراجع الفوري عن هذه التقليصات والقرارات الظالمة، عبر القيام بالإجراءات الفورية لاعادة الامور الى ما كانت عليه، لأن مهام وكالة الغوث الدولية وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مرتبطة بقرار أممي يفرض على هذه الوكالة تحمل مسؤوليات اللاجئين الفلسطينيين واستمرار تقديمها المساعدات المالية والعينية والاغاثية لحين عودتهم الى ديارهم وفق القرار الاممي 194، وأن أي تجاوز لهذا القرار يعني مشاركتها في المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، واستجابة للضغوط الأمريكية التي تستهدف الحقوق الوطنية وخاصة حق العودة. وطالب بزيادة الخدمات المقدمة للاجئين لاسيما الخدمات الصحية والمساعدات الغذائية، والتعليم والتشغيل المؤقت "البطالة"، وتطويرها بدلا من تقليصها، وعدم معالجة ما يثار من أزمات مالية، على حساب تلك الخدمات الأساسية. ودعا الجمعة القيادة الفلسطينية الى اتخاذ موقف واضح من خلال الضغط على وكالة الاونروا بالعودة عن قراراتها على مستوى الخدمات الصحية والاغاثية، باعتبار قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم كفلتها القوانين الدولية. واضاف أن وكالة الغوث انشأت بقرار دولي نتيجة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه بسبب الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية عام 1948، وهي الشاهد العيان على مأساة ونكبة الشعب الفلسطيني، مطالبا بالاستمرار في تحمل مسؤولياتها، لحين تمكن الشعب الفلسطيني من العودة الى ارضه ودياره التي اقتلع منها بدعم من الدول الاستعمارية وتحت سمع العالم وبصره، مشيرا الى أن اللاجئين الفلسطينيين هم الذين قدموا الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين من اجل الحرية والعودة الى ديارهم.