عندما تتشبث عراقة الماضي بكف شاب عصري لتتحدان معا مخرجتان لوحة فنية تختطف الأنظار , وتقف العقول برهة لتفكر بكيفية صنعها , نجده جالسا يعمل بسلاسة ودقة .
إنه الشاب "سعد محمد العواودة" ابن الثالثة والعشرين ربيعا , من مدينة دورا جنوب محافظة الخليل , والذي اتخذ من الرسم بالرمال الملونة هواية بعد أن كانت موروثا عن والده .
يقول سعد ": بدأت رحلتي مع الرسم بالرمل الملون عندما تعلمته من والدي قبل حوالي ثلاث سنوات , وبدأت بالعمل به رسميا كمصدر دخل قبل ستة شهور , حيث تعلمت أساسيات العمل من والدي وبدأت بإدخال أفكار جديدة من مجال دراستي كمصمم داخلي , إضافة إلى الأفكار التي أراها من حولي .
ويبدأ العمل باستخدام مواد بسيطة , تتلخص بسلك ومحقان لوضع الرمال فيه ومغرفة لغرف الرمال إضافة إلى رمال ناعمة ملونة يتم استخدامها حسب الحاجة , من ثم تبدأ طريقة العمل حيث يتم ترتيب الرمال الملونة في الزجاجة حسب الشكل المطلوب وبالألوان المناسبة , حتى يتم ملئ الزجاجة بالرمال بعد أن تأخذ الشكل المراد رسمه , من ثم يتم ضغط الرمال وإغلاق الزجاجة بمادة الغراء لتصبح فيما بعد جاهزة للبيع .
قام العواودة باستحداث أفكار جديدة على عمله , وهي رسم الشخصيات والرسوم المتحركة بالرمال , الأمر الذي زاد عمله تميزا , خاصة أن هذه المهنة تعد من المهن النادرة في الضفة الغربية ككل .
يقوم سعد بترويج أعمال وعرضها من خلال المحل الخاص بهم في البلدة القديمة في الخليل , لكن الأوضاع السياسية الراهنة في المدينة أدت إلى ضعف كبير في بيع منتجه , خاصة أن موقع المحل الخاص بهم لا يشهد حركة بيع وشراء قبل وبعد الأوضاع الراهنة , الأمر الذي أدى به لعرض أعماله من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك باسم "سعد محمد العواودة " .
وكأي شاب فلسطيني يطمح سعد لتوسيع دائرة مهنته وإشهارها على مستويات عالمية , خاصة إن هذه المهنة باتت مصدر رزق ليس فقط هواية يمارسها , ويأمل أن يجد مكانا مناسبا ليعرض به أعماله ليبيعها ويعرف الناس بهذه الأعمال القديمة وكيف قام باستحداثها .