هارتس : لماذا الرهان على غانتس في ظل وجود لابيد؟

حجم الخط

بقلم: نوعا لنداو


قبل ثلاثة أيام على موعد الانتخابات يمكن الافتراض وبثقة أن قراء «هآرتس» تم تحذيرهم بما فيه الكفاية من الخطر الرئيس على المعسكر الديمقراطي – الليبرالي: حكومة يمينية كاملة برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تضم إلى جانب المتدينين أيضا رؤساء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير كشركاء كبار. لذلك، من يتم تحركهم بالأساس الرغبة في منع هذا السيناريو سيصوتون لأحزاب معارضة لنتنياهو وبن غفير بشكل واضح. أي بالأساس يوجد مستقبل ومن على يساره (باستثناء حالة إسرائيل بيتنا الغريبة).
لكن السؤال الذي لم يتم حتى الآن حله بشكل كامل، رغم المحاولات الكثيرة للإقناع بعكسه، هو: هل يمكن التعامل مع قائمة المعسكر الرسمي – حزب بني غانتس وحزب جدعون ساعر وحزب غادي ايزنكوت – كجزء واضح من الكتلة المناوئة لبيبي؟ هل التصويت لهم هو تصويت موثوق ضد نتنياهو وليس فقط ضد بن غفير؟.
هناك أسباب كثيرة، أيديولوجية وهوياتية، لحقيقة أنه ما زال هناك دعم لغانتس في أوساط معارضي بيبي في الوسط السياسي، وحتى في أوساط الذين يعتبرون أنفسهم يساراً، حتى بعد خيبة الأمل من انضمامه لنتنياهو.
على سبيل المثال، «الأمنيون» لمصوتي الوسط الذين يفضلون غانتس (وايزنكوت) على مرشحي يوجد مستقبل والعمل. هناك أيضا حب شخصي وبسيط للشخص الذي اعتبر شخصية رسمية وصلبة.
يصعب قياس درجة هذا الدعم الشخصي بالنسبة للمقاعد التي يجلبها للحزب يمينيون، من بينهم من جاؤوا من حزب يمينا والقبعات المنسوجة، الذين لم يجدوا لهم مكانا في معسكر الكهانية. ولكن دعما معينا لغانتس في الوسط – يسار موجود. وإلى هذا الجمهور هو يتوجه بحملة تستهدف إقناعه بأنه في هذه المرة لن ينضم لنتنياهو في أي حال من الأحوال.
هذا كان هدف خطابه في مؤتمر الديمقراطية الذي عقدته «هآرتس» و»صندوق إسرائيل الجديد» في الأسبوع الماضي، عندما أعلن أنه «إذا شكل نتنياهو الحكومة فأنا سأحترم اختيار الشعب وسأخدمه من المعارضة».
هذا كان أيضا هدف مقال رفيف دروكر («هآرتس»، 24/10) الذي كتب فيه أن «حكومة نتنياهو – غانتس غير موجودة في صناديق الاقتراع» (رغم أنه يعترف بأنه يفضل غانتس ونتنياهو على بن غفير ونتنياهو).
الناخبون الذين يعتبرون أنفسهم يساراً من السهل الشرح لهم لماذا يجب ألا يصوتوا لغانتس. هم بإمكانهم في نهاية المطاف التصويت لأي حزب في الكتلة، من يوجد مستقبل ويسارا. هم يعرفون أنه في ظل وجود غانتس كوزير للدفاع فإن عنف المستوطنين سيزدهر أكثر من أي وقت مضى، في حين أن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ستكون ملاحقة. هم يعرفون أن غانتس يعني ساعر، الذي يهدد هو أيضا جهاز القضاء، ليس لأسباب شخصية، بل بالتأكيد لأسباب أيديولوجية.
لكن مصوتي الوسط الذين لا يريدون رؤية نتنياهو في الحكم، ولو حتى الثاني في التناوب، ومع ذلك يفضلون غانتس على لابيد، يجب عليهم أن يسألوا أنفسهم لماذا في الحقيقة يجب منحه فرصة. لماذا نعطي غانتس الخيار هل عليه أن يفي بوعده أم لا، عندما يكون بالإمكان ببساطة التصويت للابيد، زعيم حزب الوسط الكبير الذي يقود الكتلة المناوئة لبيبي. حتى لو كانت هناك احتمالية 1 في المئة فقط بأن يخرق غانتس هذا الوعد بسبب الدعوات لإنقاذ إسرائيل من بن غفير، لماذا نقوم بالمغامرة؟ أيضا لابيد، مثل غانتس، هو ليس يسارا. وحتى أن رؤيته أقل «أمنية». وعلى أي حال الاثنان سيكونان في الكتلة نفسها.
مصوتو الوسط، وبالتأكيد اليسار، يجب عليكم إبقاء غانتس لليمينيين. كل هدف انضمامه لساعر ومتان كهانا هو جذب الأصوات من اليمين الرسمي، وليس جذبهم من الوسط – يسار. لا تمنحوا غانتس الفرصة. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل.

عن «هآرتس»