تُفتح غداً صناديق الاقتراع في دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ استعدادًا لجولة خامسة من انتخابات "الكنيست" في غضون ثلاث سنوات؛ مع عدم وجود اختلاف في جوهر البرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة التي تتوحد خلف شعار "الاحتلال والاستيطان"، فجميع البرامج يمينية متطرفة مكشوفة، وأخرى فاشية تتكشف مع كل جولة انتخابية.
تحالف نتنياهو.. تحالف اليمين
الإعلام العبري رسم سيناريوهات متوقعة للحكومة القادمة، بترجيح فوز بنيامين نتنياهو، بـ30 مقعدًا في الانتخابات القادمة وهو أمر يستطيع التفوق به، بينما ستحصل قائمة الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش وايتمار بن غفير، على خمسة عشر مقعدًا تُضاف إلى تكتل نتنياهو.
وسيحصل نتنياهو، على أصوات الأحزاب الحريدية وشاس بثمانية مقاعد، وكذلك سبعة مقاعد من يهوديت هتوراه؛ لكِن كل هذه الأحزاب تُشكل 60 مقعدًا؛ وبالتالي كيف سيحصل على المقعد الآخر الحاسم لتشكيل الحكومة؟.
يقول الإعلام العبري: "سنجد الصوت الهارب- على حد وصفها- ربما من حزب أمل جديد، وربما يأخذ مقعدين أيضاً من حزب أمل جديد بقيادة جدعون ساعر، المتواجد في قائمة المعسكر الرسمي وعندها سيكون لديه حكومة مؤلفة من 62 مقعدًا".
ولكِن إذا لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة تتجاوز 61 مقعدُا، سيلجأ إلى بني غانتس، ويقول له "أنت ستكون الأول بحكومة تناوب؛ شرط الانضمام لنا في الكتلة وبعدك سيكون العشرة أعضاء بقائمة المعسكر الرسمي بمن فيهم جدعون ساعر، وغادى أيزنكوت سينضمون وستكون حكومة مكونة من سبعين مقعدًا".
غانتس، وحسب الإعلام العبري، سيشترط أنّ يكون بن غفير بالخارج وعندها إذا وافق سمتوتريتس على هذا الخروج، ستكون حكومة يمينية بزعامة نتتنياهو من 63 مقعدًا؛ لكِن احتمالات هذا السيناريو ضعيفة.
حكومة الأحلام لـ "لابيد"
السيناريو الثاني، وهو نجاح يائير لابيد بتشكيل حكومة، بفوزه بـ"27" مقعداً، لحزب يش عتيد، وسينضم له شركاؤه من المعسكر الرسمي بزعامة بينى غانتس بعشرة مقاعد، وستة مقاعد من حزب العمل وأربعة من ميرتس، وسينضم ليبرمان رغم كل شيء وستدعم حزب راعم الائتلاف بمقاعدها الأربعة، وبالتالي سيحصل على 56 مقعدًا، ما يفتح التساؤل عن كيفية سعي لابيد للحصول على خمسة مقاعد أخرى.
الإجابة وفق الإعلام العبري، هي باللجوء إلى الأحزاب الحريدية شاش "ثمانية مقاعد" ويهدوت هتواره "سبعة مقاعد"، وعندها سيصبح مع لابيد حكومة الأحلام؛ لكِن يجب إخراج ليبرمان؛ على فرض أنّ الحريديم لم يتركوا نتنياهو من أجل الجلوس مع ليبرمان.
حكومة غانتس.. بمثابة السحر
السيناريو الثالث: تشكيل حكومة بينى غانتس، ويتملك حزبه المعسكر الرسمي عشرة مقاعد فقط، جادي آيزنكوت من نفس حزبه، قال : "لا يُمكن بذلك تشكيل حكومة بهذا الشكل، وإنّما ينبغي على غانتس، إحضار الحريديم إلى حكومته؛ لأنّه بدونهم لاوجود له"؛ لكن السؤال هل يستطيع إحضار مقاعد الحريديم الثمانية؟ الإجابة: "إذا نجح في فعل هذا الأمر سيكون بمثابة السحر؛ لأنّه سيحتاج كذلك إلى غانتس بمقاعده الـ25، وسيحضر حزب العمل وميرتس وحزب راعم؛ لكِن يبقي من الصعب إحضار الحريديم إلى الحكومة".
فوز نتنياهو.. مأزق للسلطة
بدوره، رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عصمت منصور، أنَّ "أزمة الحكومة داخل دولة الاحتلال تُراوح مكانها، وحالة عدم الاستقرار مُستمرة، وتقوم الافتراضات بشأن نتائج الانتخابات المقررة غدًا، على نجاح نتنياهو بجسر الهوة وفق الاستطلاعات وهو بحاجة إلى 61 مقعدًا"، مُردفاً: "حصوله على 61 مقعدًا، هدف ممكن وفي حال نجح بذلك سيُشكل حكومة مستقرة من اليمين".
وأضاف منصور، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لكِن بفشل نتنياهو في تجاوز نسبة الحسم، فإنَّ التساؤلات ستطرح نفسها حول إمكانية نجاح لابيد في تشكيل حكومة، وبالتالي إمكانية غانتس حال فشل لابيد في تشكيل حكومة؟"، مُردفاً: "هنا تبدأ سيناريوهات التفكيك والتركيب المرتبطة بفشل نتنياهو في الحصول على 61 مقعدًا، حيث إنَّ الكثير من النتائج مرتبطة بنسبة التصويت".
وأشار إلى نسب التصويت في الوسط العربي، فإذا كانت نسب التصويت عالية ستضعف فرص نتنياهو وستبقى الأزمة كما هي، مُرجحاً إقبال كبير من الوسط العربي في الداخل على الاقتراع للتجمع العربي؛ لاستشعارهم بالخطر من تشكيل حكومة يقودها نتنياهو وبن غفير.
ويشهد المجتمع العربي، نشاطاً متصاعداً لرفع نسبة التصويت في انتخابات الكنيست الـ25 المقرر إجراؤها غدًا، وذلك بهدف زيادة التمثيل العربي داخل الكنيست، وضمان تمثيل التجمع الوطني الديمقراطي بطرحه السياسي الذي أحدث زخما انتخابياً في الشارع العربي على ضوء الالتفاف الجماهيري حوله.
وتشير كافة الاستطلاعات إلى أنَّ قائتمي "الموحدة" و"الجبهة والعربية للتغيير" ستجتازان نسبة الحسم بأربعة مقاعد لكل منهما بأقل تقدير، فيما تُظهر آخر الاستطلاعات إلى ارتفاع قوة التجمع لتصل إلى ثلاثة مقاعد ونصف، أيّ ما يعادل 3 في المئة من المصوتين بشكل عام، ويقترب بذلك من نسبة الحسم "3.25 في المئة".
وختم منصور حديثه، بالقول: "في المدى المنظور من المرجح أنّ يكون التعامل مع القضية الفلسطينية أمنيًا وسياسيًا كما هو الحال، ولن نرى أيّ تغيير في من يقود السياسة الحالية التي يقودها غانتس ولابيد؛ ولن نشهد تغيير ميداني أو سياسي"؛ مُستدركاً: "لكِن إذا جاء نتنياهو فستكون السلطة في مأزق".