عقَّب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، على عودة بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، كونه الذي اتخذ قرار اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس بهاء أبو العطا، والذي تم اغتياله في 12 نوفمبر 2019 إبان فترة حكم نتيناهو.
وقال شهاب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الجهاد الإسلامي، لا ترى اختلافاً بين حكومة نتنياهو والحكومة الحالية التي اتخذت قرار اغتيال القائدين تيسير الجعبري وخالد منصور"، مُشدّداً على أنَّ الصراع مع الاحتلال مفتوح، وخيارات الجهاد في مواجهة العدوان ثابتة، والتي تتلخص في جملة واحدة "أن كل عدوان سيقابل برد مهما كانت الظروف".
المعركة تُحددها أبعاد الصراع المفتوح
وأضاف: "إنَّ الشهيد بهاء أبو العطا لم يكن يُمثل شخصه، وإنّما كان يُمثل نهج حركة الجهاد الإسلامي وفعلها وسياستها، ورغم ما شكّله اغتياله من تحدٍ للحركة، إلا أنّ الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس"، أثبتوا قدرتهم على تجاوز كل الظروف الصعبة، حيث بيّنت الوقائع قدرة السرايا على فرض معادلات اشتباك، وردع العدو والدفاع عن الشعب الفلسطيني".
وتابع شهاب: "الجهاد الإسلامي لا ترى فرقاً بين نتنياهو وغيره من قادة الكيان الصهيوني، فكلهم سواء في عدوانيتهم وإرهابهم الذي يستهدف الشعب الفلسطيني"، مُردفاً: "المعركة مع العدو لا يُحددها من يتولى سدة الحكم في الكيان الصهيوني، وإنّما تُحددها أبعاد فكرية وأيديولوجية وسياسية كلها تتعلق بالصراع المفتوح منذ احتلال فلسطين، والذي لن ينتهي إلا بانتهاء الاحتلال وزواله عن أرضنا".
يُذكر أنَّ الإهانة الكبيرة التي تعرّض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لدى إنزاله عن المنصّة في مدينة عسقلان المحتلّة، خلال حملته الانتخابية في عام 2019، كانت عاملاً أساسياً في اتّخاذه قرار اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس، بهاء أبو العطا.
واستدعى اغتيال قائد اللواء الشمالي في "سرايا القدس" ردّاً سريعاً من قِبل الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" باسم "صيحة الفجر". إذ بعد أقلّ من ساعة على تنفيذ عملية الاغتيال، توالت عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة باتجاه مستوطنات "الغلاف"، إضافةً إلى مناطق العمق في دولة الاحتلال، وخاصّة غوش دان وتل أبيب، حيث سقطت عشرات الصواريخ.
الاحتلال يحاول عبثًا القضاء على المقاومة
وبالحديث عن محاولات الاحتلال القضاء على المقاومة المسلحة في الضفة الغربية المتمثلة في كتيبة جنين وعرين الأسود وغيرها من المجموعات المقاومة، قال شهاب: "إنَّ العدو يُحاول عبثاً القضاء على روح المقاومة المنغرسة في أعماق ووجدان الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة"، مُضيفاً: "كافة التجارب أثبتت فشل الاحتلال في تحقيق هدف القضاء على المقاومة وستفشل كل المحاولات كما سابقتها".
وأكمل: "إنَّ المقاومة هي ثقافة ونهج مُتجذر في وعي الأجيال وثقافتها وسلوكها، والشعب الفلسطيني اليوم أكثر يقيناً بأنَّ شكل الصراع مع العدو محدد في صورة المقاومة بكل أشكالها، وقد تراجعت تماماً كل مشاريع ومخططات التسوية بكل عناوينها".
وأردف: "إنَّ الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يُدرك بأنَّ وجهتا النظر التي كانت تُروج أو تتحدث عن إمكانية تحقيق تسوية، لم تعد قائمة ولم تعد ممكنة اليوم في ظل تصاعد اليمين الإرهابي المتطرف في الكيان الصهيوني"، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنَّ هذا الأمر يُعطي قوة للمقاومة ومساحة أوسع لكي تتمدد، وتستفيد من وحدة الشعب الفلسطيني حول المقاومة.
واغتالت حكومة الاحتلال أبرز قادة عرين الأسود وديع الحوح "31 عاماً"، في 25 من أكتوبر الماضي في مدينة نابلس- معقل العرين-، في محاولة لضرب المجموعة التي سببت صداعاً للاحتلال على مدار الأشهر الماضية، بالإضافة إلى اغتيال فاروق سلامة 29 عاماً، في الثالث من نوفمبر الجاري، في محاولة أيَضًا لإضعاف كتيبة جنين.
تهديد بن غفير للأسرى يحمل نذر حرب
أما عن موقف الجهاد الإسلامي من تهديدات المتطرف ايتمار بن غفير، الذي من المتوقع أنّ يتسلم حقيبة الأمن الداخلي، للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكّد شهاب على أنَّ حركته لن تسمح بأيّ مساس في الأسرى، مُستدركاً: "هذا التهديد يحمل مؤشرات خطيرة ونذر حرب لن نتهاون فيها، وعلى العدو أنّ يتذكر مشاهد قصف تل أبيب وصواريخ المقاومة وعملياتها".
وختم شهاب حديثه، بالقول: "نحن في مقابل ذلك التهديد العدواني نعد الأسرى وأبناء شعبنا، بأنّ لا ندخر جهداً من أجل حماية الأسرى ومن أجل فكاكهم من سجون الاحتلال".
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قد زعمت اليوم الإثنين، أنَّ زعيم حزب القوة اليهودية، المتطرف إيتمار بن غفير، سيطلب خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إصدار قانون "عقوبة الإعدام" بحق الأسرى الفلسطينيين الذين شاركوا بقتل إسرائيليين.
وبحسب الصحيفة، فإنّه في الحكومة اليمينية الناشئة هناك أغلبية واضحة لمثل هذا القانون، ومع ذلك ليس من الواضح كيف سيكون الليكود متحمسًا لسن مثل هذا القانون، وما السبب الذي سيدفعه لذلك.
وأشارت إلى أنَّ سن هذا القانون كان ضمن الوعود التي أطلقها بن غفير خلال حملته الانتخابية، مُبيّنةً أنَّ هذا البند سيكون ضمن بنود أخرى سيقدمها كمطالب خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة.