بعث رئيس حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، رسائل طمأنة للمجتمع الدولي حول السياسات التي ستتبعها حكومته المقبلة التي يتحالف فيها مع شركائه من الحريديين وتيار الصهيونية الدينية الذي يضم شخصيات كاهانية فاشية وقيادات في الحركة الاستيطانية الصهيونية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها صحفي أمريكي مع نتنياهو هي الأولى منذ فوزه في الانتخابات التي أجريت مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وتوجه نتنياهو إلى الأوساط السياسية في واشنطن والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي كانت قد عبّرت عن مخاوف من سياسات الحكومة الإسرائيلية المقبلة في ما بالحقوق والحريات والديمقراطية والسياسات الأمنية.
وقال نتنياهو: "إن "إسرائيل" لن تحكم بقوانين التلمود (الشريعة اليهودية)؛ لن نمنع وجود منظمات مجتمع المثليين والمتحوِّلين جنسياً، سنبقى دولة قانون".
وشدد نتنياهو على أنّه هو و"الليكود" من سيحدد سياسة الحكومة المقبلة، مدعيًا أنّه لن يسمح باتخاذ خطوات من شأنها أنّ تؤدي إلى تدهور الأمن أو الإضرار بالديمقراطية أو حقوق الأقليات.
وعن شركائه في الائتلاف المقبل، قال نتنياهو: "إنّ المسألة ليست أننا نحن من ننضم إليهم، هم من ينضمون إلينا. نحن أكبر حزب في الائتلاف ولن نتنازل. كان البعض قلقًا من أنني سأعطي الملف الأمني لأحد الأحزاب الصغيرة، كانوا قلقين جدًا من ذلك، أخبرتهم أن هذا لن يحدث. هذا خط أحمر، حقيبة الأمن ستبقى في أيدينا".
وتابع: "إنّ الأمن ليس مجرد اعتراض صواريخ، بل يشمل كذلك عملية اتخاذ قرارات سياسية يمكن أنّ تتسبب في تأجيج الأوضاع (الميدانية). أحاول تجنب ذلك".
وحول مشاركة المتطرف بتسلئيل سموتريتش والفاشي إيتمار بن غفير في حكومته المقبلة، قال نتنياهو: "إنّ المحكمة الإسرائيلية العليا صادقت على خوضهما الانتخابات، ويجب أن يكون ذلك واضحًا".
وأشار نتنياهو في المقابلة إلى تصريحات زملائه المستقبليين في الائتلاف بشأن التغييرات التي يعتزمون إجراءها في النظام القضائي، وقال: "إنّه يؤمن بضرورة التوازن بين السلطات الثلاث".
وأكمل: "إنّ هذا التوازن تعرض للانتهاك بشتى الطرق بسبب سلطة النظام القضائي. وتصحيح الوضع لا يعني تدمير الديمقراطية، بل حمايتها".
وردًا على سؤال حول الإرهاب اليهودي في سياق مشاركة بن غفير في الحكومة المقبلة، ذكر نتنياهو، "أنّه لا أحد يحصل على إذن للقيام بأعمال إرهابية. إذا كنت يهوديًا وقمت بتنفيذ هجوم إرهابي، فستتم معاقبتك مثل أي شخص آخر. تعريف الإرهاب يتم وفقًا للفعل وليس وفقًا للمنفذ".
واعتبر نتنياهو أن هناك فرقًا كبيرًا بين العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية، والعلاقات التي تجمع بين "إسرائيل" وسائر الدول الديمقراطية في الغرب، وبين علاقات "إسرائي|ل مع الدول غير الديمقراطية، وقال "لدينا علاقة قوية مع الولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية الأخرى، حتى لو كنت أنتقد مواقفهم في بعض الأحيان".