تشهد الساحة الفتحاوية في غزة والضفة الغربية حراكا غير مسبوق جاء بعد بحث عدد من الدول لخليفة الرئيس محمود عباس والذي تجاوزه سنه الثمانين عاما ,ولازالت حركة فتح تشهد إختلاف داخلي كبير خصوصا على سياسته الأخيرة وخلافات أيضا داخل اللجنة المركزية وبين عدد من أعضائها وأيضا الخلاف الأساسي بين الرئيس وأبرز قادة فتح على الأرض وأقربهم الى الجماهير النائب محمد دحلان.
الإختلاف داخل فتح
وبالإشارة الى الإختلاف في حركة فتح وتصاعدوتيرته في الآونة الأخيرة وبروز عدة أصوات منها تطالب بإعادة تقييم للتجربة وتصويب أوضاع الحركة والمضي قدما نحو مصالحة فتحاوية داخلية من أجل تحديد موعد نهائي للمؤتمر السابع وإنتخاب أعضاء لجنة مركزية جدد وضخ دماء جديدة في الحركة ,أوضحت عضو المجلس الثوري للحركة تحرير الحاج أن ظاهرة الإختلاف داخل حركة فتح سواء بين أعضائها أو مع القيادة ظاهرة صحية لطالما أن الإختلاف موجه نحو التصحيح من الأوضاع القائمة.
وأشارت إلى أن الإختلاف موجود عبر مراحل الحركة النضالية وتاريخها ويعتبر ظاهرة مقبولة لأي حركة تنتهج الديمقراطية ,وتعتز بها ومشاركة الجميع في القرار بعيدا عن الديكتاتورية والتفرد بالقرار.
فيما اعتبر عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح وأحد أبرز قادة الإنتفاضة الأولى والثانية في الضفة الغربية النائب جمال الطيراوي أن ما يحدث من حراك داخل حركة تجاوز عمرها الـ 51 عام أمرا طبيعيا.
وأشار الى أن الأصوات التي خرجت من اللجنة المركزية وعبرت عن طموحات ابناء الحركة وإن جاءت متأخرة فإنها تدعو الى تغيير مهم جدا الحركة بأمس الحاجة له ,مشيرا الى أن التصريحات التي صدرت تؤكد على أن الحركة ستبقى الضمان للمشروع الوطني الفلسطيني ويجب الحفاظ عليها وتصويب أوضاعها.
وطالب الطيراوي كل "الصامتين" في الحركة بالخروج عن صمتهم وتقديم كل ما يلزم من أجل العبور بالحركة الى بر الأمان ,وتوحيد صفوف كوادرها ,مشيرا الى أن قوة الحركة في وحدتها ولا مشروع وطني دون حركة فتح.
الإصطفاف داخل الحركة
وإعتبرت الحاج أن حركة فتح مثل كل التنظيمات تمر بحالة من الإخفاقات ,الأمر الذي لا يعني أن حركة فتح تعيش حالة من التعافي ,ويتطلب بذل المزيد من الجهد من أجل تصويب الخطأ وعودة اللحمة الفتحاوية إلى مسارها الطبيعي بعيدا عن الإصطفافات.
وشددت على وحدة حركة فتح الداخلية وتسوية اوضاعها من أجل التوجه لوحدة وطنية لاستثمارها في المشروع الوطني وإستثمار الهبة الجماهيرية.
ودعت الى الوقوف الى جانب غزة واستحقاقاتها ومتطلباتها ,مشيرة الى أن إحتياجات غزة مسؤولة من حركة والحكومة وأيضا حركة حماس التي تسيطر عليها.
فيما إعتبر النائب جمال الطيراوي أنه لا يوجد عملية إصطفاف داخل الحركة بقدر ما وصفها بالأصوات التي بدأت تخرج عن صمتها وتعبر عن حماية الحركة من الإنزلاقات.
نضوج فكري
وأشار الى أن هناك حالة من النضوج والتطور في تفكير بعض أعضاء اللجنة المركزية يحاولون الخروج بها من المأزق الذي تعيشه الحركة ويرفضون كل السياسات الهادفة الى تدميرها ,مشيرا الى أن هذه الأصوات يجب أن نستمع إليها ونستثمرها جيدا لتصويب الأوضاع الخاطئة.
ورفض حالة الصمت المخيمة على عدد كبير من قادرة الحركة إزاء ما يحدث داخلها من إشكاليات تتفاقم يوما بعد يوم ,ومحاولات البعض من تجييرها لهم كشركة إستثمارية.
وأكد على أن قوة حركة فتح تكمن في وحدتها الداخلية ,وأن الطلوب حاليا هو الدفع باتجاه مصالحة فتحاوية داخلية وترتيب البيت الفتحاوي ,مشيرا الى أن الإصطفاف لن يكون الا خلف الحركة من أجل حمايتها وحماية المشروع الوطني.
يشار الى أن عدد كبير من قادة حركة فتح غالبيتهم أعضاء في اللجنة المركزية خرجوا عن صمتهم وطالبوا القيادة الفتحاوية بالعمل الجاد على الوحدة الداخلية والإتجاه نحو تصويب أوضاع الحركة.