من المقرر أنّ تنطلق يوم غدٍ الأحد، أولى جلسات المؤتمر الدولي الثالث للعلاج بمنتجات النحل، والذي تستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام، وتُصاحبه دورة تُعد ضمن أكبر حدث من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
وسيُقام المؤتمر في المركز القومي للبحوث في القاهرة، بحضور مشاركين من أكثر من 30 دولة، ويبلغ عدد العروض التي تقدمت للمشاركة في المؤتمر أكثر من 150 عرضاً، قد وتم اختيار قرابة 40 منها للعرض، ويحضر المؤتمر ممثلين عن جهات عديدة من وزارات وهيئات وجامعات ومراكز بحثية.
والعلاج بمنتجات خلية النحل تقنية واعدة لعلاج بعض الأمراض المزمنة والمستعصية، وتقوم على الاستفادة من كافة مُنتجات خلية النحل وبينها العسل وحبوب اللقاح وغذاء ملكات النحل والعكبر وغيرها، عن طريق الفم "الأكل" وعبر تقنية الوخز بالإبر أو من خلال تركيبة كيميائية لمضاد حيوي طبي فعال لأدوية توصف طبياً لعلاج أمراض مزمنة ومستعصية مثل ضمور العضلات والروماتيزم والروماتويد وقصور الموصلات العصبية، وأمراض المناعة الذاتية والذئبة الحمراء، ولرفع كفاءة جهاز المناعة، وذلك وفقاً لمنهجية علمية طبية خالصة جرى تجريبها مختبرياً وسريرياً ومن ثم اعتمادها.
وجاءت هذه التقنية نتيجة أبحاث ودراسات وتجارب وعلاجات سريرية عُرضت في مؤتمرات علمية عالمية في ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفي أول مؤتمر عربي خاص بالعلاج بمنتجات خلايا النحل عُقد في مصر العام 2017م.
وفي 4 ديسمبر 2022 يلتئم المؤتمر الدولي الثالث للعلاج بمنتجات النحل في جمهورية مصر العربية بمشاركة مختصين من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وتركيا ودول عربية وإفريقية، وبحضور لفيف من الشخصيات ذات الاهتمام والتي من المتوقع أنّ تكسب مهارة أو تصقل ما لديها من مهارات في المجال.
وحول هذا المؤتمر قال نائب رئيس المؤتمر، المدير العام لمجموعة النحل الجوال، الخبير أحمد فايز القثامي: "إنّه سيُشارك في المؤتمر رموز عالمية في المجال، بينهم الدكتور تيموشين رئيس الجمعية التركية للعلاج بمنتجات النحل، ورئيس الجمعية الأمريكية للعلاج بالنحل ورئيس الجمعية الكندية، والدكتور علي سبعاوي من فرنسا ممثلاً عن الجمعية الفرنسية للعلاج بمنتجات النحل، والدكتورة سالود من أسبانيا وغيرهم".
وأضاف: "هؤلاء يمثلون رموزاً عالمية للعلاج بمنتجات النحل أتينا بهم ليعطونا ما عندهم من جديد ويروا ما هو موجود عندنا، ولاشك أننا سنستفيد منهم في تقويم وتطوير أعمالنا".
وبالحديث عن أهم الموضوعات المطروحة، أوضح أنه سيتم بحث العلاقة بين الطب الحديث والعلاج بمنتجات النحل، عروض بحوث علمية موثقة تتضمن التجارب وكيفية العلاج وأساليبه مع ربطها بطرق العلاج التقليدية بالأدوية والعقاقير الطبية وغيرها.
ولفت إلى أنَّ فعاليات المؤتمر تشمل جلسات نقاشية وعروض بحثية من مختصين بحضور لفيف من الأكاديميين والجمعيات والشركات المتخصصة والمهتمة، أما محاوره فهي: الاحالة إلى الوخز بالإبر، الصيدلانيات ومستحضرات التجميل، إنتاج وطريقة تطبيق منتجات النحل العلاجية، أهم الأمراض التي يتم علاجها بمنتجات النحل.
وقال القثامي: "إنَّ المؤتمر سيستعرض العديد من الأوراق البحثية ومنها أبحاث تم دعمها من شركة النحل الجوال متخصصة في العلاج بمنتجات النحل"، مُشيراً إلى دورة جديدة للمؤتمر ستُعقد كل سنة أو سنتين بهدف تبادل الخبرات من خلال حلقات نقاش مكثفة مع خبراء عالميين، للوصول بهذه التقنية إلى أعلى قمة في العلاج بمنتجات النحل باعتباره أمل واعد للطب البديل.
وأكمل: "منذ القدم يستخدم البشر عسل النحل في العلاج، ولكن الشيء المستجد هو العلاج بكامل منتجات خلية النحل والتي بدأت تنتشر في عالمنا العربي منذ سنوات محدودة، بعد أن رأينا مدى الاهتمام العالمي بهذه التقنية التي شغلت العديد من المؤتمرات حول العالم فقررنا نقل التجربة كاملة إلى وطننا العربي".
كتب وأبحاث ومقالات ومؤتمرات
وأشار القثامي، إلى أنَّ عام 2015م شهد توقيع اتفاقية مع المركز القومي للبحوث تنص على تشجيع وإجراء أبحاث متخصصة في مجال تربية النحل والاستفادة من منتجات الخلية في العلاج، إضافة لإقامة المؤتمرات ونشر مقالات وكتب وغيرها من النشاطات الأخرى، وتبلورت تلك الجهود في انعقاد ، حيث فاق عدد الحضور ما هو متوقع، فكنا نتوقع حضور 100 شخص فقط ولكن كان الحضور أكثر من 300.
وأردف: "هذه التقنية بدأت بالانتشار في الوطن العربي وهناك العديد من المتخصصين بذلك، وصارت الجهات المختصة تهتم بدراسة وتنظيم مزاولة هذه التقنية لمن يتقنها ونتوقع صدور لوائح تنظيمية في بعض البلدان".
وأضاف: "نحن بحاجة ماسة لزيادة تثبيت وتأصيل وتسجيل أبحاثنا وما توصلنا إليه من انجازات ونتائج إيجابية ورفدها بتجارب مختبرية وسريرية واقعية كي يستفيد منها المرضى وعموم الناس، وغني عن القول أن العالم يشهد توظيف مصانع الأدوية لسم النحل في صناعة الأدوية، وهذا ما نريد إيصاله للجمهور العربي".
كما بيّن أنَّ التقنيات العلاجية الحديثة التي تمضي مسرعة نحو المستقبل، يواكب عالمنا العربي هذه التقنية في خطوة لتطوير تقنية علمية طبية علاجية والاستفادة من منتجات الطبيعة وخيراتها، التي باتت من أكثر التقنيات أهمية في العصر الحديث وهي "تقنية العلاج بمنتجات النحل".
مستقبل العلاج بمنتجات النحل
أما عن مستقبل العلاج بمنتجات خلية النحل، استشهد القثامي بكلمة قالها والده المختص بتربية النحل عام 2005 في كلمة له أمام ندوة بالمملكة العربية السعودية ما وصفه بـ"الإعصار الطبي القادم للعلاج بمنتجات النحل" قبل 17 سنة، مُتسائلاً: "إذا كان العالم ينظر للعلاج بمنتجات النحل كإعصار طبي قادم فكيف هو الآن؟ هذا ما نعيشه اليوم بفعل هذه التقنية العظيمة".