قال مدير عام دائرة الآثار بوزارة السياحة، جمال أبو ريدة، إنَّ الكشف عن عشرات القبور في مقبرة رومانية تعود إلى ألفي عام في مدينة غزة، دليلٌ على الجذور العميقة للشعب الفلسطيني في أرضه، ودحض لمزاعم الاحتلال بأنَّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
وأضاف أبو ريدة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ المقبرة الرومانية المكتشفة، تقع في حي الكرامة غرب جباليا، بمنطقة المحاربين القدامى داخل مدينة غزّة".
وأشار إلى أنّه جرى في البدايات، اكتشاف خمسين قبراً موزعين على مساحة دونم، في داخل منطقة المحاربين القدامى، مُبيّناً أنَّ وزارة الآثار تقوم بأعمال تنقيب في المكان بالتعاون مع المدرسة الفرنسية.
وأوضح أنّه يجري تأمين مكان المقبرة الرومانية المكتشفة في منطقة الكرامة غرب جباليا بسياج أمني؛ بحماية الشرطة الفلسطينية، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنّه تم التواصل مع اليونسكو والمدرسة الفرنسية لمساعدة الوزارة في أعمال التنقيب.
واعتبر أنَّ الاكتشاف الأخير للمقبرة الرومانية، يأتي ضمن اكتشافات وزارة الآثار خلال العام 2022، حيث تم اكتشاف الأرضية الفيسفسائية شرق البريج، وكذلك مقبرة رومانية في منطقة المحاربين القدامى؛ ما ينفي مزاعم الاحتلال ويؤكد على أنَّ الشعب الفلسطيني جذوره ضاربة في التاريخ.
ويستخدم الفنيون أدوات بدائية وهم يقومون بأعمال التنقيب والحفر تحت الأرض، في محيط القبور التي تم العثور عليها، وذلك على بعد عشرات الأمتار من مدينة سكنية جديدة تقيمها مصر لدعم سكان قطاع غزة.
وفي حزيران عثر عمال بناء على عدد من القبور في هذه المنطقة أثناء إقامة المدينة السكنية المصرية.
بدوره، قال فضل العطل، رئيس فريق التنقيب الذي يضم 12 فنياً ومتخصصاً: "إنّه تم العثور حتى الآن على 51 قبراً رومانياً تعود للقرن الأول الميلادي، ونتوقع العثور على ما بين 75 و80 قبراً".
وبيّن أنّها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قبور ذات "شكل هرمي، ومقبرة كاملة من العهد الروماني في غزة، وهذا دليل على أن الطريق الروماني القديم كان موجوداً، إذ لدينا 4 أنواع من القبور الرومانية".
وأكمل العطل: "كما عُثر على عدد من القطع الأثرية والجرار الفخارية وبعض الأواني الزجاجية"، مُضيفاً: "نحن في مرحلة التوثيق والبحث والحماية، ومن ثم نُريد معرفة عدد الأشخاص في القبور وسبب الوفاة وستتم دراسة المكان بالكامل".