أثارت سفارة المستعمرة لدى السويد ضجة إعلامية، واحتجاجات جماهيرية من قبل الطائفة اليهودية هناك، بسبب كتابة كلمة فلسطين، على خارطة فلسطين، نشرتها شاشة القناة الخامسة السويدية.
احتجوا على كلمة فلسطين، وطالبوا بوضع مفردة "إسرائيل" مكانها، مع أن المقصود السويدي هي قبة الصخرة والمسجد الأقصى، أي القدس الشرقية، وتم ذلك في نطاق برنامج تعريفي بفنانة سويدية من أصل فلسطيني، ولذلك وضعوا الاسم والخارطة للاستدلال على أصل أسرة الفنانة، ومن أين هي؟؟.
سفارة المستعمرة قدمت احتجاجات، وتحركت الطائفة اليهودية، وفرضت على مخرج البرنامج تقديم الاعتذار، مع أن هدفه كان تعريف المواطن السويدي بأصل الفنانة ليلى الغريني، وليس شطب المستعمرة أو إلغاء وجودها.
أكتب ذلك، وأنقله، لإظهار مدى تمسك مؤسسات المستعمرة وامتدادها في العالم، بتغيير المعالم والأسماء، وشطب كل ما هو فلسطيني والعمل على أسرلته وتهويده، بينما يتطوع بعض الكتبة عندنا ويمررون تطبيع مفردات المستعمرة في يومياتنا، فكلمة "إسرائيل" دارجة، عادية، إلى الحد أصبحت مقبولة، وحينما تسجل ملاحظتك على ذكر "إسرائيل" يرد عليك بقوله: "هي واقع موجود، لا نحبها ولكنها موجودة، ولن نغير الواقع إذا لم نذكرها"، وهو بذلك يُقدم خدمة مجانية للمستعمرة، عبر تكرار ذكر مفردة "إسرائيل" بديلاً عن فلسطين، ولكنه في الواقع يُقدم خدمة للمستعمرة بتسويق وجودها وذكرها كما ترغب مؤسسات المستعمرة والقائمين عليها.
لقد عاد صحفيوا المستعمرة إلى فلسطين مثقلين بالإحباط، لعدم تجاوب الجمهور العربي الإسلامي المسيحي، في قطر مع صحافة المستعمرة وأجهزتها الإعلامية، وعبروا عن رفضهم العلني، إجراء أي مقابلة أو تعليق مع أي شبكة إعلامية إسرائيلية.
هذا هو الفرق بيننا وبينهم، هُم يتمسكون بما يروا فيه أنه يخدم مشروعهم الاستعماري، بينما البعض عندنا ولدينا من ضيقي الأفق، حتى ولو كانوا من الكتاب أو الصحفيين أو المعلقين، من لا ينتبه لهذه التفاصيل، ولا يتمسك بشرعية مفرداتنا ومضامين حقوقنا.
هي فلسطين، كانت وستبقى وستعود، لأهلها وشعبها، ولأصلها عربية إسلامية مسيحية كما هو الشعب الفلسطيني بتعدديته وحضانته، متمسك بما هو لديه، بوعي وصمود، حتى يستعيد ما فقده، مهما تقادم الزمن، ومهما علت قوة المستعمرة.
الولايات المتحدة تم هزيمتها في فيتنام، والاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وفرنسا بالجزائر، وعادت جنوب إفريقيا لناسها وشعبها وإفريقيتها، وهو ما سوف يحصل لفلسطين، ولشعبها، فهي فلسطين وليست إسرائيل يا كتبة!!.