أكّد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة"، اليوم الأحد، على أنّ معركة "سيف القدس" شكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت المعركة نموذجاً ملهماً.
وقال أبو عبيدة، في حوار صحفي في الذكرى السنوية الـ 35 لانطلاقة "حماس": "إنّ رسالتنا لشعبنا وشبابنا في الضفة والقدس والداخل المحتل، أن استمروا في تصعيد المقاومة فنحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وأن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصراً محققاً بعون الله".
وأضاف: "نقول لهم بأن عملكم البطولي والنوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر بعون الله تعالى".
وأكمل: "بعد 35 عامًا من انطلاقة "حماس"، فإن كتائب القسام اليوم تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال ورأس حربة في مسيرة شعبنا وأمتنا نحو التحرير والعودة".
ووجه رسالة للأسرى في سجون الاحتلال قائلاً: "نقول لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، أنتم أيقونة حاضرة في كل تفاصيل عملنا الجهادي، وأولوية لا تزاحمها أولوية، وإن قرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً ووقتاً وتخطيطاً من أجل حريتكم، فحريتكم دَينٌ وقرار، وتحية لكم ولصمودكم وعطائكم، وموعدكم حرية وفرج بعون الله تعالى".
وأردف أبو عبيدة: " إنّ كتائب الاقسام تسعى لزيادة غلتها من الجنود الأسرى الإسرائيليين في ظل تعنت الاحتلال، والعدو سيندم على تعنته، وخياراتنا مفتوحة".
واستطرد: "نحن في مرحلة تحرر والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل، ونخوض مع شعبنا بكل أطيافه الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض ولا يزال يفرض معادلات القوة والندية والتحدي للمحتل".
وأضاف: "وعلى صعيد المقاومة والقسام هناك معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بصمود شعبنا وتضحياته وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلالل".
وأكمل: "من أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى".
وذكر: "مما لا شك فيه، ومما بات معلوماً بالضرورة والواقع كحقيقة ناصعة أن العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة الحركة، وبفضل الله فإن الحركة وبعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض. القدس والضفة الغربية ومقاومتها".
وقال: "ترى كتائب القسام في هذا الحراك المقاوم الممتد والمتصاعد بأنه الحالة الطبيعة للرد على العدوان والتأسيس لمرحلة التحرير القادم بإذن الله، وتنظر ببالغ التقدير لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احتراماً وإجلالاً وافتخاراً".
وتابع: "تهديدات الاحتلال تجاه الأقصى خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان، وتحتاج إلى حالة استنفار لشعبنا وامتنا لحماية مسرى نبيهم من هذه الشرذمة البائسة، لكن بعون لله سينقلب السحر على الساحر، وسيكون هذا الإجرام وهذا الجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين بإذن الله".
واستطرد: "رسالتنا للعلماء والدعاة والمصلحين، بأنّ قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير، وإنّ واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وإنّ أهل الثغور في فلسطين يعملون الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام للأسف، فكونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سنداً ونصيراً، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة".
وبشأن تهديدات الاحتلال المستمرة تجاه غزة، قال أبو عبيدة: "إنّ الرد هو ما سيراه الاحتلال في حال أقدم على أية حماقة تجاه قطاع غزة".
وذكر: "مما لا شك أنّ تأسيس الغرفة المشتركة هو سابقة في التاريخ المقاوم الحديث، وإن شعور مجموع قوى شعبنا المقاومة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير ووحدة الدم هو ما سهّل إنشاء الغرفة المشتركة كمنجز وطني مهم، وإن البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بكافة خلفياتها التنظيمية".
وبالحديث عن المعركة الأمنية وصراع الأدمغة التي تقودها كتائب القسام ضد الاحتلال وتطوير وحدات السايب، أشار إلى أنّ هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، تتنوع أدواتها ونحقق فيها إنجازات بفضل الله على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال نظراً لأنّ معركتنا مع الاحتلال مفتوحة ودائمة".
وعقب أبو عبيدة على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أنّ حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة مايو 2021 قائلاَ" "هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهذا يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال".
واختتم حديثه بالقول: "أنّ كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي، وتشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية، وفي كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها".