شهادات حيّة

تقرير: أحد عشر قمراً في ثلاجات الاحتلال.. عندما تقتل "إسرائيل" الفلسطيني مرتين!!

احتجاز إسرائيل جثامين الأسرى
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

"الحزن يتجدد في العائلة مع كل يومٍ يمضي على الأسير الشهيد بسام سايح، في ثلاجات الاحتلال"، حيث يقول خلدون، شقيق الشهيد السايح وهو ابن مدينة نابلس: "إنَّ الحزن يُحيط بوالدتي التي غزتها الأمراض، يكاد لا تمر ساعة دون ذكر سيرته وتجدد الأماني، باسترجاع جثمانه؛ حتى يُكرم ويدفن حسب الشريعة الإسلامية".

الشهيد الأسير بسام السايح.. جرح مفتوح

وبحسب "خلدون" شقيق الشهيد السايح، فإنَّ شقيقه بسام، مُحتجز في ثلاجات الاحتلال، مُنذ 8 سبتمبر 2019 عندما كان يبلغ من العمر 47 عاماً، دون معرفة مكان احتجازه، مُضيفاً: "طرقنا أبواب المؤسسات الحقوقية، لكِن كانت تُوصد هذه الأبواب في وجوهنا دون إجابة تشفي الصدور".

وأكّد خلدون، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ شقيقية الشهيد بسام، فارق الحياة وحيداً بعد أنّ أنهك السرطان جسده النحيل، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي يُمارسها الاحتلال بحق الأسرى؛ لتصفيتهم واحداً تلو الآخر، في انتقام واضح منهم وانتهاك لحقهم في المقاومة الذي كلفته الشرائع السماوية والإنسانية، كما ذكرت اتفاقية جنيف الرابعة.

وختم خلدون، الذي هو أحد أشقائه الثمانية، حيث لدى الأسير ستة أشقاء ذكور وشقتين من الإناث، حديثه بالقول: "إنَّ من حق العائلة الإنساني أنّ تسترجع جثمانه، وإلقاء نظرة الوداع على جثمانه الطاهر"، مُتسائلاً: "ماذا يُريد الاحتلال منه بعد أنّ قتله ببطيء وحرمه من استكمال حلمه الصحفي فهو خريج ماجستير صحافة وعلوم سياسية، وكان يصبو للوصول لأعلى الدرجات العلمية والعملية".

كمال أبو وعر.. قتلٌ بطيء

أما عائلة الشهيد الأسير كمال أبو وعر، الذي قتله الاحتلال بالإهمال المتعمد لوضعه الصحي، بعد اكتشاف إصابته بالسرطان، فحُرم من التشخيص المبكر وتلقى العلاج، وكذلك من زيارة الأهل ودعمهم النفسي وهما مفتاح العلاج الحقيقي لأيّ مريض سرطان، فكان مصيره القتل البطيء، حيث كان الاحتلال يسمح لشقيقة كمال الوحيدة بزيارته وعند وصولها باب السجن أو باب المستشفى يمنعها من الدخول، وفق ما يقول محمد الشقيق الأصغر للشهيد الأسير كمال أبو وعر.

وشدّد محمد أبو وعر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ الاحتلال لم يسمح خلال عام كامل لأياً من أشقائه الثلاثة أو أخته برؤية أخيهم المريض؛ رغم علمهم أنّه في أيامه الأخيرة من المرض، وقد اُستشهد بتاريخ 10 نوفمبر 2020.

وأكمل: "لم يشفع لأخي قضائه 18 عاماً بين جدران السجون، وحكمه بست مؤبدات"، مُؤكّداً في السياق ذاته على حق عائلة الشهيد أبو وعر، بتكريمه ودفنه حسب الشريعة الإسلامية، باعتباره حق إنساني لا جدال فيه.

أنيس دولة.. وصية والدتي تورث

"فارقت والدتي الحياة، ولم تطبع قبلة الوداع على رأس أخي أنيس، كانت وصيتها لي هي ملاحقة الاحتلال في كل محفل حتى نتمكن من استرجاع جثماني أخي"، حيث يستذكر أمير الذي تجاوز الـ70 عاماً، وصية والدته باسترجاع جثمان أخيه أنيس، التي سيورثها لأبنائه وأحفاده.

وقال أمير وهو شقيق الشهيد الأسير أنيس دولة: "تم أسر أخي أنيس، وهو جريح بعد اشتباكات مع الاحتلال في مدينة نابلس عام 1968، إثر استشهاد شادية أبو غزالة، ليُعاقبه الاحتلال بأقسى أنواع التعذيب والتنكيل في سجنى نابلس وطولكرم؛ لكِن أخي أنيس لم يستسلم وكان في مقدمة الصفوف مع إعلان الأسرى خوضهم إضرابات عن الطعام؛ لتحسين ظروفهم". 

وأضاف: "في 31 أغسطس 1980، اُستشهد أخي أنيس، أثناء خوضه إضرابًا مفتوحاً عن الطعام، إثر تضامنه مع أسرى سجني نفحة وعسقلان، ليعد أقدم شهداء الحركة الأسيرة؛ لكِن لم يسلم جثمانه حتى اللحظة".

ويُواصل روايته في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "وصلنا رسائل متضاربة من الصليب الأحمر حول وضع أنيس، فقالوا لنا أنّه تم إطلاق سراحه بتاريخ 31 أغسطس 1980"، مُستدركاً: "عندما طالبنا بتشريح جثمانه بعد عامين من وفاته"؟ لم يتم الرد علينا".

وتساءل أمير: "هل سرق الاحتلال أعضاء جسد أنيس؟، وبعد ذلك تم وضع اسمه في مقابر الأرقام ليسلم جثمانه، لكِن لم يُسلم رغم تسليم جثامين رفاقه كالشهيد راسم حلاوة والجعفري".

وأردف: "نتمنى من القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، متابعة الملف حتى يتم دفنه حسب الشريعة الإسلامية، تكريماً له". كانت هذه مناشدة أمير، شقيق الشهيد الأسير دولة الذي ينحدر من مدينة قلقيلية.

يُذكر أنَّ حوالي 11 أسيراً شهيداً يحتجز الاحتلال جثامينهم في ثلاجات ومقابر الأرقام، أبرزهم الشهيد الأسير عزيز عويسات، المحتجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 20 مايو 2018، والشهيد الأسير فارس بارود، المحتجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 6 فبراير 2019، والشهيد الأسير نصار طقاطقة، المحتجز جثمانة منذ استشهاده بتاريخ 19 يوليو 2019، والشهيد الأسير سعدي الغرابلي المحتجز جثمانه منذ استشهاده، بتاريخ8 يوليو 2020.

وكذلك الشهيد الأسير سامي العمور، المحتجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 18 نوفمبر 2021، والشهيد الأسير داوود زبيدي المحاجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 15 مايو 2022، والأسير الشهيد محمد تركمان، المحتجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 14 أكتوبر 2022، وأخيراً الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، المحتجز جثمانه منذ استشهاده، بتاريخ 20 ديسمبر 2022.