هل ستنقلب المعادلة الاسرائيلية القائمة على الافراط في الاستخفاف بالعقل الفلسطيني ؟!

164d691c834858bf58d6b70a0d72fd69
حجم الخط

ما زال هوس المقاومة الفلسطينية يطارد الاسرائيليين وتحديداً القيادات الاسرائيلية التي باتت تحاول بشتى الطرق ان تحقق الأمان للمواطنين الاسرائيليين , لكن سياستهم الأمنية ما زالت تحقق الفشل في كل حرب تقوم بها على قطاع غزة وتبين ذلك من خلال الحروب الثلاثة الاخيرة .

فبعد ان صرح وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت إنه من الضروري انتهاج سياسة جديدة في التعامل مع قطاع غزة تتمثل بخلق أفق لحياة مليوني غزي، مضيفًا أنه من الأفضل الانفصال عن قطاع غزة والتسليم بالواقع القائم هناك وفصل المسئولية عن مليوني فلسطيني يعيشون هناك عبر فتح أفق للحياة أمامهم مع مراقبة أمنية , كثرت التساؤلات في الوسط الاسرائيلي والفلسطيني ايضاً حول مقصد بينيت من هذا التصريح , وهل بالفعل فشلت النظرية الأمنية الإسرائيلية امام جهود المقاومة الفلسطينية وجهوزيتها من خلال ابتداع طرق جديدة من التطوير العسكري ؟

بالاشارة الى ما سبق أوضح المحلل السياسي والخبير بالشأن الاسرائيلي د.هشام ابو هاشم ان طبيعة الانفصال عن الفلسطينيين بشكل عام قضية قديمة جديدة تطرح بين الفينة والأخرى , لافتاً الى ان اسرائيل لا تريد ان تعطي الفلسطينيين حقوقهم بدولة فلسطين 67 وبالتالي فهي تريد ان تضع الفلسطينيين في اماكن واراضي منفصلة عن اسرائيل وعن الدول الأخرى بوجود مراقبة أمنية وعسكرية داخل هذه الأراضي .

وبيّن ابو هاشم ان النظرية الأمنية الاسرائيلية بنيت على قوة الردع لكنها تضررت بشكل كبير جدا , مشيراً الى ان ما رأيناه بالحروب الثلاثة الماضية على غزة دليل على ذلك , تحديداً عندما اخترقت المقاومة الفلسطينية الاراضي المحتلة  كان هناك قوة ردع موازية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية والصواريخ التي وصلت العمق الاسرائيلي والتي كانت سبب رئيسي لتخوف الكيان الصهيوني.

وأَضاف : "لا يوجد نظرية أمنية بشكل سليم , لكن هناك اجتهادات وقرارات تصدر تحت مسمى النظرية الامنية الاسرائيلية", موضحاً ان هناك حرب عقول بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الاسرائيلي , حيث ان كل منهما يحاول ان يسيطر على عقل الآخر وان يأسر الآخر في عمقه .

وفي السياق ذاته اعتبر الخبير بالشأن الاسرائيلي أ. ناجي البطة ان الفصل هو ان يبقى الاحتلال يقحم نفسه في الشأن الغزي , تحديداً وانه المسؤول عن كل المآسي التي يعيشها السكان في غزة والتي أخذ على نفسه بتوفير الخدمات للقطاع , فلا هو أعطاها, ولا منعها وأعطى الحرية لأهل غزة بأن يتصرفوا بما يحقق مصالحهم , مشيراً الى ان الانفصال يعني ان يتركوا غزة لشأنها دون ان يتدخلوا بأمرها بما يدينهم دولياً .

وبخصوص النظرية الامنية الاسرائيلية , أوضح البطة انها تعتمد على اساس قوة الردع وهي التي وضع اساسها ديفيد بن غوريون في اربعينيات القرن الماضي والتي تقوم على عناصر اساسية وهي ان اسرائيل يجب ان تشن حرب استباقية وخاطفة الى جانب توجيه ضربة قاسية للعدو لا يقوم بعدها قائم .

وتابع : هذه العناصر فشلت في الحروب التي سبقت , وانها لم تعد صالحة الان بعد هذا التطور الذي وصلت له المقاومة الفلسطينية في الاونة الأخيرة , لافتاً الى ان فشلها يعود لسببين أولهما ان النظرية الامنية الاسرائيلية لا تحاكي التطورات الحاصلة بالميدان والسبب الثاني والاهم ان اسرائيل كانت تهيئ نفسها لمحاربة جيوش نظامية لدول , وهي اصبحت تحارب تنظيمات تتمتع بشبه دولة قائمة على حرب العصابات .

وأشارالى ان الاجراءات التي يقوم بها رئيس الاركان الحالي تحاول ان تحاكي حرب العصابات القادمة للكيان سواء في غزة او لبنان او حتى في سوريا , على اعتبار ان دمج الوحدات العسكرية المختارة من أجل انتاج وحدات جديدة تقوم بأساسها على حرب عصابات وليس حرب نظامية.

وبيّن ان السلطات الاسرائيلية تبحث في استحثاث نظرية جديدة , تركز على كل ما يتعلق بالحرب التكنولوجية , معتبرين ان هذه المستجدات لم تكن مأخوذة بعين الاعتبار بالنظرية الامنية السابقة وسيتم أخذها بالنظرية القادمة .

وقال البطة ان خيارات الاحتلال الاسرائيلي تتقلص لان الاسرائيليين كانو يعتقدوا بأن أعدائهم سيبقوا أغبياء مدى الحياة ولم يفكروا في تطوير انفسهم , لكن بامكانيات المحاصرين بغزة خرجت صواريخ لم توجد بأنظمة عربية حاربت لعشرات السنين , وهذا دليل على انه لو تم توفير الامكانيات للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة فستكون المقاومة قادرة على استلهام كل معالم القوة في التصنيع العسكري .

وكان
وزير التعليم "الإسرائيلي" زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت هاجم في كلمة القاها بمؤتمر معهد أبحاث الامن القومي بتل ابيب ظهر امس الثلاثاء النظرية الامنية الاسرائيلية قائلاً ان تطور الاعداء ترك اسرائيل في المؤخرة , مشددا على ضرورة تغيير النظريات الامنية بدلا من شراء المزيد من الطائات والقيام بنفس الافعال.