"غير لائقة فأنتِ صماء بكماء".. تلك العبارة كانت كفيلة بتحطيم أحلام الفتاة العشرينية هبة الفرا في الحصول على حقها بالتوظيف الحكومي، وفقاً لنصوص القانون باستيعاب ما نسبته 5% في الوظائف الحكومية وغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
"هبة محمد كامل الفرا" من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزّة، تقدمت كغيرها من الخريجين أملاً في الحصول على وظيفة تتوج بها مسيرة حافلة من النجاح رغم ما تُعانيه منذ الولادة بسبب "الصم والبكم"، اصطدمت بجدار الواقع المؤلم الذي لا يضع تلك النجاحات في عين الاعتبار.
والدة هبة، قالت في حديثها لمراسلة وكالة "خبر": "إنَّ هبة تخرجت من كلية متوسطة في مجال تكنولوجيا الإبداع بالجامعة الإسلامية وحصلت على الشهادة، وبعد ذلك التحقت في كلية تنمية القدرات بخانيونس وتخرجت بتخصص تربية خاصة لكي تحصل على وظيفة".
وأشارت والدة هبة، إلى أنَّ كريمتها تقدمت في اختبارات التوظيف ونجحت فيها، وأرسلوا لها طلباً للمقابلة أسوةً بغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة، مُضيفةً: "توجهت برفقتها إلى ديوان الموظفين بغزّة وقال لي أحدهم أنّه يُتقن لغة الإشارة".
وأكملت: "تقدمت هبة في الاختبار الشخصي وأبلغوها بانتظار الرد، لكِنها اصطدمت برسالة أنّها لا تصلح للتوظيف، لأنّها صماء بكماء بحسب تعبير تلك الرسالة، على الرغم من معرفتهم بأنّها من ذوي الاحتياجات الخاصة".
ولفتت إلى أنَّ هبة انزعجت من نص الرسالة وتوجهت برفقة والدتها إلى ديوان الموظفين بغزّة وقدمت شكوى ضد فحوى الرسالة، متسائلةً: "تقدم ذوو الاحتياجات الخاصة لاختبارات التوظيف مثل أيّ شخص طبيعي، لكِن لماذا يتم الرد عليهم بهذه الرسالة؟!".
بدوره، أكّد رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، د. صلاح عبد العاطي، على أنَّ كافة المواثيق الدولية كفلت للأشخاض ذوي الإعاقة الحق في العمل، حيث نصت لوائح التشغيل على توظيف ما لا يقل عن 5% من الأشخاص ذوي الإعاقة في المرافق الحكومية وغيرها.
وأضاف عبد العاطي، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "حق الأشخاص ذوي الإعاقة يجب أنّ يكون على رأس أولويات الجهات الحكومية، كما يجب أنّ يتم تذليل كل العقبات من طريق حقهم في العمل".
وأردف عبد العاطي: "قمنا بمجموعة من الحوارات والمخاطبات والمكاتبات على مدار تاريخ وجود السلطة، من أجل تغيير لفظ غير لائق أو عاجز أو غير قادر، لكي لا تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الحق في التوظيف والعمل".