10 سنوات مضت على الحصار... والأضرار تتضاعف يوماً بعد يوم

2
حجم الخط

يعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق امتد إلى 10 سنوات متتالية، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية وتفاقم الأزمات والمشاكل في حياة أهالي  القطاع

أوضح المحلل السياسي حسن عبدو لوكالة "خبر"، أن قطاع غزة يعيش ذروة الإهمال الاقليمي والدولي وإهمال من السياسة الرسمية الفلسطينية، في حال لم تتغير المعطيات القائمة فلن تتغير حالة الحصار المستمرة على غزة.

وأضاف المحلل المختص بالشؤون الاقتصادية معين رجب لوكالة "خبر"، أن الحصار مرهون بمدى قوة الضغط على القوى الفلسطينية لإنهاء الانقسام، فجزء كبير من الحصار هو مشكلة داخلية الشعب الفلسطيني مسؤول عنها، لذلك يتطلب الأمر أن نبذل جهداً كبيراً تجاه المصالحة من جانب وتجاه المجتمع الدولي من جانب آخر.

تأثير الانقسام في زيادة حدة الحصار

أضاف عبدو أن الانقسام أضاع الفرصة على الشعب الفلسطيني، وأضاع الكثير من الفرص على الصعيد السياسي لتحسين شروط حياة الفلسطينيين أو نيل حقهم، كما أدى إلى تراجع الأبعاد الأخلاقية والإنسانية في نظر العربي الذي كان مهتماً بالقضية الفلسطينية.

الآثار الناتجة عن استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة

وأشار عبدو إلى أن الحصار له تداعيات عديدة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى عزل غزة عن العالم منذ فترة طويلة، مضيفاً أنه طالما لم يكن متغيرات جديدة تؤدي إلى إنهاء الحصار عن قطاع غزة فالأمر سيزيد سوءاً.

في حين قال رجب إن آثار الحصار تزداد سوءاً وخطورة من وقت لآخر، فلا نتوقع من حصار محكم أن يكون هيناً على المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أن الحصار أضر بالدرجة الأكبر أبناء قطاع غزة، لكن أضراره العامة تنصرف إلى الوطن ككل.

وأوضح رجب أن الأضرار كثيرة أصابت كل مواطن خاصة في إغلاق معبر رفح البري، دون أن يكون هناك بديلاً للأنفاق التي جرى تدميرها، وعطلت مصالح مئات الآلاف من الناس منهم المعتمرين والمرضى والطلبة، كما أثر على الايرادات التي كانت تحصل عليها الحكومة في غزة من خلال الرسوم التي كانوا يسددونها عن طريق تذاكر البريد أو المكاتب السياحية.

وأضاف أن المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية المتعلقة بالكهرباء والماء والصرف الصحي هي جزء من الحصار، فنشهد اليوم عدم انتظام في الكهرباء وأثرها على الاستخدام المنزلي لكافة المواطنين و على النشاط الاقتصادي بكافة، كما أن الصرف الصحي له تأثير كبير على البيئة من تلوث في الهواء والتربة والمياه، مشيراً إلى وجود عشرات الآلاف من الموظفين في غزة الذين لازالوا يتقاضون 40% من مخصصاتهم، كما أن البطالة مرتفعة ومؤشر الفقر في ازدياد، وسوء التغذية للأطفال والكبار، فالأضرار التي لحقت بالقطاع تتضاعف يوماً بعد يوم.

وفي الحديث عن الخطوات العملية التي تؤدي إلى التخفيف من الحصار على القطاع، أكد عبدو على ضرورة وجود جهد حقيقي على الصعيد المحلي الفلسطيني قادر على إعادة ملف المصالحة الوطنية بإرادة قوية تؤدي في النهاية إلى حالة وحدة وطنية، أما على الصعيد الإقليمي فيجب إنهاء الصراعات المحلية التي تجري في الأقطار العربية، وإلا لن يهتم المواطن العربي بالقضية الفلسطينية طالما انشغل في قضاياه الداخلية، مشيراً إلى أن العوامل المؤثرة في الحالة الفلسطينية هي عوامل حاكمة ونأمل أن يكون هناك تغيير على المدى القريب.

وأضاف رجب أنه يجب على المسؤولين المسارعة إلى تدارك الموقف درءاً للوصول إلى كارثة في ظل تفاقم أوضاع المواطنين نتيجة وجود عشرات الآلاف من الأسر التي هي خارج بيوتها وتعيش في ظروف مأساوية.

وطالب رجب الإعلام وكافة فئات المجتمع بضرورة القيام بواجبهم من أجل الحد من هذا الوضع المأساوي وتخفيف أعباء المواطنين.

وبالنسبة لجهود الدول العربية، قال عبدو  "على الرغم من بذل جهود كبيرة من دول عربية في السابق لكن اليوم هذا الجهد متوقف، حيث لا يوجد أي جهد عربي أو حركة سياسية باتجاه إعادة ملف المصالحة والملف الفلسطيني على الطاولة الإقليمية والعالمية من جديد"، مرجعاً السبب إلى ما يجري في الإقليم من صراعات وتحولات كبيرة أثرت على مجمل الإقليم وليس فقط على القضية الفلسطينية، ما أدى إلى انشغال السياسة العربية في قضايا لها أولوية لدى  النظام العربي أكثر  من القضية الفلسطينية.

وأشار  رجب إلى أن الدول العربية لها مشاكلها الخاصة التي تعمقت في الفترة الأخيرة، ولا تمتلك امكانيات لأن تبذلها تجاه الفلسطينيين، فالقضية الفلسطينية التي كانت القضية الكبرى في الوطن العربي أصبحت اليوم في تراجع، لكن هذا لا يمنع أن تكون الجسور مفتوحة، لافتاً إلى أنه يجب البدء بأنفسنا قبل أن نطلب من العرب أن يقفوا بجانبنا.