كانت تحظى الزهور بمختلف اصنافها بعنايه شديدة منذ غرسها حتى تفوح برائحتها العطرة في بساتين قطاع غزة ،ومنيَ المزارعين بخسارة كبيرة جراء الحصار الذي يعاني منه القطاع منذ قرابة العشرة أعوام ,حتى قرر الكثير منهم عدم زراعتها من ناحية، وتوقف الدعم الهولندي لقطاع الزهور من ناحية ثانية.
و عرفت زراعة الزهور في فلسطين منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فقد عرفت في قطاع غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته نحو ألف ومئتي دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.
وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، تراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000 وقيام الجانب الإسرائيلي بإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير و تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية.
وقال المزارع زكريا صيام وهو من اكبر مزارعي الزهور في قطاع غزة لوكالة "خبر" أن زراعة الزهور في قطاع غزة توقفت رسميا وبشكل نهائي منذ سنتين، مبينا أن المساحات المزروعة تسوق محليا فقط ولا تتجاوز العشرة دونمات.
و أوضح أن قطاع غزة توقف عن التصدير نهائيا وذلك بسبب عدة عوامل أهمها توقف الدعم الهولندي رغم محاولات المزارع النهوض بسوق الزهور إلا أن الاغلاقات المتكررة للمعابر وظروف الحصار ألقت بظلالها على هذا القطاع.
و أضاف صيام الى أن تدني اسعار الزهور في اوروبا كبدت المزارعين خسائر فادحة دفعتهم للعزوف عن هذه المهنة والاستغناء عنها لكونها مكلفة وتحتاج إلى عناية فائقة منذ وضع البذور حتى النضوج ، مبينا ان جميع الاراضي تحولت لمحاصيل الخضورات.
و أشار ايضا إلى أن عمليه تسويق الزهور محليا غير مجدية و ليست مربحه بتاتا ,مضيفا: بالكاد يحصل من خلالها المزارع على قوته اليومي فقط و في بعض الاحيان يتكبد بالخسائر و ذلك في ظل التغييرات المناخية المختلفة .
وبدوره ,أوضح المهندس سعيد صيام احد المشرفين بدائرة المتابعة والإشراف بوزارة الزراعة في غزة أننا نشهد اختفاء لاهم المزروعات الانتاجية بقطاع غزة و ذلك مع استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة و وضع عقبات امام آليات التصدير للزهور خاصة لكونها من اكثر السلع منافسة بين الاسواق الغزية والإسرائيلية.
وأضاف: ان زراعة الزهور في قطاع غزة كانت من القطاعات الإنتاجية الزراعية المهمة في قطاع غزة, إذ كان يسهم بحوالي 25 مليون دولار سنوياً من الدخل القومي.
ويبلغ عدد العمال الذين يعملون في قطاع الزهور 4500 عامل، وذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
وكان قطاع غزة يصدر 60 مليون زهرة سنوياً إلى أوروبا وبالاخص الى هولندا إلا أن المزارعين في عام 2012 تمكنوا من تصدير خمسة ملايين زهرة فقط؛ بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر والان لا يتواجد وردة واحدة لكي تصدر.
وبالحديث عن المساحات التى يتم زرعها لا تتجاوز عشرة دونمات و ذلك لتغطية احتياجات السوق المحلي فقط .