هارتس : الحكومة الإسرائيلية توسّع دائرة الدم

نير حسون.jpeg
حجم الخط

بقلم: نير حسون

 

 



الدم، لم تكن دائرة في أي يوم ملموسة أكثر مما كانت نهاية الأسبوع الماضي. يمكن رفع الخيط ومتابعة كيف أن القتل يؤدي إلى القتل والدماء تؤدي إلى الدماء. لذلك، نشاطات الحكومة، التي تلوح في الأفق، وصفة مؤكدة لمواصلة أعمال العنف.
فتحت الدائرة الأخيرة قبل 25 سنة. ففي 13 أيار 1998 خرج خير علقم، من الصلاة في المسجد الأقصى وذهب إلى العمل في القدس الغربية. في شارع شموئيل هنفي تمت مهاجمته بسكين وتوفي. كان هذا جزءا من سلسلة عمليات قتل لفلسطينيين في القدس في تلك الأيام. على جثة احدهم تم نقش نجمة داود. جاء الرئيس عيزر وايزمان إلى بيت العائلة وقام بإدانة العملية. في الشرطة وفي "الشاباك" قدروا بأن الأمر يتعلق بعملية قتل على خلفية قومية، وتم الاعتراف بأن العائلة متضررة نتيجة الأعمال العدائية. كانت هذه المرة الأولى التي تعترف فيها الدولة بقتيل فلسطيني متضرر من الإرهاب. بعد مرور اربع سنوات ولد خيري علقم، الحفيد الذي سمي على اسم جده. بعد 12 سنة من عملية القتل أوقف "الشاباك"، في عملية مغطاة إعلاميا، ناشطاً من "كاخ" وهو قريب إيتمار بن غفير بتهمة تنفيذ سلسلة عمليات قتل، لكن تم إطلاق سراحه في النهاية دون تقديم لائحة اتهام ضده.
قبل ثلاثة اشهر ونصف الشهر، قتل "مخرب" من سكان مخيم شعفاط للاجئين، عدي التميمي، جندية في حرس الحدود، نوعا ليزر. التميمي نفسه قتل أثناء محاولة تنفيذ عملية أخرى بعد أسبوعين. يوم الأربعاء الماضي، اقتحم مئات رجال الشرطة المخيم لهدم بيت التميمي. يعتبر هدم بيت "مخرب" قتيل عملية مثيرة للغضب من ناحية أخلاقية وقانونية، حيث يتعلق الأمر بشكل واضح بمعاقبة أبرياء. في الجيش وفي "الشاباك" يعتقدون أن عمليات الهدم تردع "المخرب" القادم (وإن كان في جهاز الأمن هناك أيضا من يعتقدون خلاف ذلك). محكمة العدل العليا، التي تقف في بؤرة محاولة الانقلاب القضائي، ناقشت كل طلب من عشرات الطلبات التي تم تقديمها لجهاز الأمن من اجل هدم بيوت "مخربين"، وتمت المصادقة على 99 في المئة منها تقريبا.
أثناء العملية في شعفاط لهدم بيت التميمي قتل صالح محمد علي (17 سنة). في الشرطة قالوا في البداية، إنه كان يحمل سلاحا، بعد ذلك تبين أن الأمر يتعلق بدمية. وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، توجه، الخميس الماضي، لإعطاء شهادة تقدير للجنود الذين قتلوا صالح محمد علي، "أنا فخور بكم وأقدركم واعرف كم تعملون من اجل أن نستطيع أن ننام جيدا في الليل. ولا شك لدي بأنه عندما يهددكم مخرب بمسدس، حتى لو تبين بعد ذلك بأنه دمية، فإن دعمكم مطلق. أنتم تصرفتم بشكل صحيح، وسعيتم إلى الوصول إلى العدو وجلبتم الفخر لنا جميعا"، قال بن غفير في الاحتفال.
عائلة صالح محمد علي وعائلة علقم مرتبطتان بقرابة. أحد أقارب عائلة علقم قال للصحيفة، إن موت محمد علي كان الأمر الذي دفع خيري علقم (21 سنة)، حفيد الذي قتل قبل 25 سنة، لتنفيذ العملية في منتهى السبت في حي "نفيه يعقوب" في القدس. حسب قناة "الجزيرة" فإن المنشور الذي نشره علقم على صفحته في الفيسبوك قبل انطلاقه للعملية كان تأبين محمد علي. بعد ذلك حمل المسدس وقتل سبعة يهود، خرجوا بعد تناول وجبة السبت أو كانوا في الطريق لدرس في التوراة.
في الوقت الذي انشغل فيه رجال زاكا (تشخيص ضحايا الكارثة)، بتنظيف الدماء في ساحة العملية في "نفيه يعقوب" علم عن موت شخص آخر وهو وديع أبو رموز (16.5 سنة) من سلوان، الذي أطلقت عليه النار في ليل الأربعاء الماضي على يد رجال الشرطة في مواجهات تطورت في القرية بين الشباب الفلسطينيين ورجال الشرطة. ما زال جثمانه محتجزا، ولم يسلم لعائلته. في اليوم التالي، ارتفع اللهب اكثر عندما قتل تسعة فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين. في هذه الأثناء، صباح، أول من أمس، خرج محمود عليوات (13 سنة) وهو يحمل مسدسا للبحث عن يهود. أب وابنه كانا في طريق عودتهما من الصلاة أطلقت عليهما النار وأصيبا اصابة متوسطة وبالغة. الدائرة مستمرة.
رسم دائرة الدم وفهم ديناميكيتها لا يعني فهم أو تبرير العنف ذاته. ولكن إذا كنا تعلمنا أي شيء من الدوائر الدموية ومن قصص كثيرة في السابق فإنه لا يوجد أي وقود افضل من هذا لحريق الدم. الطرفان عالقان في هذه الدائرة: قتل الفلسطينيين يحرك فلسطينيين آخرين من اجل تنفيذ عمليات، وقتل اليهود يحرك الحكومة وقوات الأمن لنشاطات عنيفة أكثر فأكثر، نتائجها هي عدد آخر من القتلى. في هذه المرة عندما يكون وزير الأمن الداخلي هو بن غفير والحكومة تتكون من اليمين المتطرف واليمين المتطرف جدا فإنه يبدو أن كل هذا الجهاز يعمل على المنشطات. في الأيام القريبة القادمة بالتأكيد سنشاهد المزيد من هدم البيوت وعمليات الاعتقال والعقاب الجماعي واليد الحرة للقوات على الأرض. دوائر أخرى ستفتح والأفق سيتبخر.

عن "هآرتس"