احتفل برنامج "مستدامة" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، مساء يوم الثلاثاء، باختتام النسخة الثانية من مسابقة فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة 2022.
وفاز بالمركز الأول: شركة "فلو لس "Flowless ومقرها رام الله، وبالمركز الثاني: شركة آيس تك IceTech من غزة، وبالمركز الثالث مناصفة: تكنولوجيا المستقبل وحلول الطاقة Future Technology and Energy Solutions، سستين تك Sustain Tech، وكلاهما من غزة.
ونظمت الاحتفالية بالتزامن في رام الله وغزة، بحضور ممثلين عن الحكومة والمؤسسات الدبلوماسية في فلسطين ومجتمع الأعمال الفلسطيني.
بدوره، قال وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي: إنّ"برنامج فلسطين للابتكار في الطاقة النظيفة الذي تنفذه "اليونيدو" ضمن برنامج "مستدامة"، لعب دورًا رائدًا في التعريف بمفهوم التكنولوجيا النظيفة ودفع تطوير صناعة التكنولوجيا النظيفة في فلسطين".
وأضاف: "لم يقتصر البرنامج على توفير التمويل للمشاريع التجارية المبكرة فحسب، بل قام أيضًا ببناء قدرات كل من الشركات الناشئة والمنظمات المضيفة، وشجع التشبيك التجاري، ووفر روابط مع المستثمرين المحتملين وأصحاب المصلحة الآخرين".
وتابع: "حان الوقت الآن لترسيخ هذه الأسس للمصلحة الوطنية طويلة الأجل لإطار عمل التكنولوجيا النظيفة، بحيث يمكن الاستمرار في تحويل الأفكار الفلسطينية الرائعة الجديدة إلى مشاريع ملموسة حتى في المستقبل".
من جانبه، قال وزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي إن "قطاع الريادة والطاقة النظيفة والمتجددة عنصر أساسي للتنمية والنهوض الاقتصادي، وأن الطاقة النظيفة هي مؤشر مهم وأساسي لقياس الاستدامة الاقتصادية والوطنية للدول"، مشيرًا إلى أن "تحدي توفير الطاقة في فلسطين من أكبر التحديات وعلى رأس الأولويات الوطنية للحكومة".
وشكر السعداوي الاتحاد الأوروبي على دعمه غير المشروط سياسيا لدولة فلسطين، كما شكر الجهات المنفذة للمشروع على جهودها نحو فلسطين خضراء مبنية على الطاقة النظيفة.
من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف "إن تغير المناخ والأحداث الجارية في جميع أنحاء العالم تذكرنا مرة أخرى بمدى أهمية الطاقة النظيفة للأمن والاستقرار الاقتصادي لمجتمعاتنا."
وأضاف أن "الطاقة النظيفة تقلل من التأثير على النظام البيئي الطبيعي، وتتمتع بميزة إنتاجها محليًا، وتسمح بعدم تعطل النظام الصناعي بسبب إمدادات الطاقة غير المنتظمة وباهظة الثمن"، مشيرًا إلى أن "هذا مهم بشكل خاص هنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يعاني الفلسطينيون بسبب عدم السيطرة على مواردهم الطبيعية واعتمادهم الكامل على استيراد الطاقة".
وتابع: "نعمل بشكل وثيق مع اليونيدو، ووزارتي الاقتصاد الوطني، والريادة والتمكين، وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية، لمواجهة هذا التحدي، ويعد برنامج مستدامة دليلًا ناجحًا على هذه الشراكة الاستراتيجية".
وأردف: "إن عملنا المشترك يوفر دعمًا كبيرًا ومستدامًا للشركات الناشئة الجديدة مع تقديم التقنيات الجديدة التي ينفذها رواد الأعمال في التكنولوجيا النظيفة للشركات القائمة".
من جهتها، قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة، منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز إن "مبادرة (كلين تك) تأتي في الوقت المناسب، في ظل أزمة الطاقة العالمية".
وأضافت: "علاوةً على ذلك، هنّا في فلسطين، يواصل الفلسطينيون دفع أحد أعلى أسعار الكهرباء في الشرق الأوسط، ما يعيق التنمية"، مشددة على أن مسابقة رواد فلسطين للتكنولوجيا النظيفة، فرصة مهمة لتمكين المشاركة والمساهمة في إنشاء أعمال جديدة ودعم فلسطين استراتيجيا".
بدوره، قال مدير إدارة الطاقة في "اليونيدو" طارق المطيرة: "من خلال البرنامج العالمي للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة (GCIP)، كانت اليونيدو في طليعة ابتكارات التكنولوجيا النظيفة وريادة الأعمال المستدامة منذ عام 2011. وحتى الآن، يعمل البرنامج في أكثر من 10 بلدان، وحقق عوائد ملموسة مع مشاركة الآلاف من الشركات الناشئة والصناعات".
وأضاف: "في فلسطين، تلتزم اليونيدو بإزالة الحواجز التي تعترض تطوير الأعمال والتكنولوجيا في الصناعات، وبتعزيز تحقيق النجاح التجاري المستدام، من خلال إتاحة خبراتها لنمو واستدامة النظام البيئي الفلسطيني للتكنولوجيا النظيفة".
من جانبه، قال رئيس مكتب برنامج "اليونيدو" في فلسطين أحمد الفرّا إن "كلينتك هنّا للمساهمة في التحدي الأكبر الذي تواجهه حضارتنا: تعزيز الاستدامة".
وأكمل: "على مدار العام الماضي، عملنا بجد لتدعيم النظام البيئي للتكنولوجيا النظيفة الذي ساعد برنامج مستدامة في بنائه"، مشيرا إلى أنه "مع خدمات ما بعد التسريع الجديدة، والمواد التعليمية المخصصة، ومختبرات التصميم الرقمي للأجهزة، والإرشاد المتخصص في احتياجات التكنولوجيا النظيفة، والأهم من ذلك، مع نظام ملكية وطنية يمكنه احتضان وإنجاح هذا النموذج، نحن على ثقة من أن الشركات الفلسطينية في هذا القطاع يمكن أن تنمو وتساهم في تعزيز القدرة التنافسية للطاقة ومكافحة تغير المناخ".
وأتاحت الاحتفالية للرواد الذين تأهلوا للمرحلة النهائية من النسخة الثانية لمسابقة فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة، لعرض مشاريعهم والتنافس على ثلاث جوائز تصل قيمتها 25,000 يورو لكل جائزة.
ووصل للمرحلة النهائية 8 شركات ناشئة هي: فلو لس Flowless، فود هارفست Food Harvest، توربينات الرياح الحرة Free Wind Turbine، تكنولوجيا المستقبل وحلول الطاقة Future Technology and Energy Solutions، آيس تك IceTech، نور تك Noor Tech، تحويل نفايات بلاستيكية إلى وقود Plast2Fuel، سستين تك Sustain Tech))، تم اختيارها من قبل لجنة فنية مكونة من خبراء محليين ودوليين متميزين، يعملون في مجال ابتكارات التكنولوجيا النظيفة واستشارات الأعمال، خلال برنامج تدريبي على مدار يومين قبل المسابقة النهائية.
وشملت المشاريع المتأهلة، نماذج أولية وحلول تتعلق بكفاءة الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة وقطاعات ربط المياه بالطاقة، وتهدف إلى الاستجابة لتحديات الطاقة التي يواجهها القطاع الصناعي.
كما تهدف هذه المشاريع إلى دعم تطوير ريادة الأعمال المتخصصة، ذات القيمة التكنولوجية العالية، والتي ستساعد في خلق وظائف جديدة وتعزيز الابتكار التكنولوجي والمرونة والقدرة التنافسية في مجال الطاقة للصناعة الفلسطينية بشكل عام.
ويعد برنامج فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة أول برنامج لرواد التكنولوجيا النظيفة وتسريع مشاريعها، يتم تنفيذه على الإطلاق في فلسطين والمنطقة، وقد أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في تموز/ يوليو 2021 في إطار برنامجها الرائد (مستدامة).
و"التكنولوجيا النظيفة CleanTech"" تشير إلى جميع التقنيات والحلول المصممة لمواجهة التحديات البيئية، بما في ذلك إمدادات الطاقة وتحسين الموارد، وتعزيز التنمية المستدامة، وتعتبر مجالًا تنمويًا مهمًا لتحقيق مستقبل مستدام، لأنها تساعد في تقليل الأثر السلبي للأنشطة البشرية على البيئة وتخفيف آثار تغير المناخ. ونمت هذه الصناعة بسرعة في السنوات الأخيرة -بلغ حجم السوق في عام 2021، 200 مليار دولار- ومن المتوقع أن تستمر في النمو في السنوات المقبلة.