تشهد أسعار الدواجن الحيّة في أسواق قطاع غزّة انخفاضاً ملموساً، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد نحو 9 شواقل، بعد أنّ بلغت أسعاره في أوقات سابقة إلى 16 شيقل للكيلو الواحد، وهو ما يحظى برضا المواطن الذي يمر بظروف حيايتة سيئة، ويرفضه المزارع والمربي، وهو المثل العربي الشهير الذي يقول "مصائب قومٍ عند قوم فوائد".

بدوره، حمَّل رئيس جمعية مربي الدواجن بغزّة، يحيي حلس، وزارة الزراعة المسؤولية الكاملة والمباشرة، عن الخسائر المترتبة على المزارعين؛ جراء إدخال كميات كبيرة من البيض المخصب للأسواق.

وقال حلس، في تصريحٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ وزارة الزراعة هي الجهة صاحبة الاختصاص في السماح للتجار بإدخال كميات كبيرة من البيض المخصب"، مُتسائلاً: "بأيّ حق يتم إدخال 5 مليون بيضة في الوقت الذي تقول فيه الدراسات إنَّ الكميات المسموح بها هي 2 مليون بيضة؟".

وأضاف: "إنَّ الاحتياج الطبيعي من كميات البيض بين المستهلك والمزارع في الحد الطبيعي 3 مليون بيضة أو أقل بـ200 ألف؛ لأنَّ عدد سكان قطاع غزّة حوالي 2 مليون ونصف نسمة؛ وبالتالي احتياج قطاع غزة 2 مليون و800 ألف بيضة كحد أقصى؛ حتى يكون هناك هامش من الربح للمزارع، وفي متناول يد المواطن".

وتابع: "لكِن كميات البيض الهائلة المُدخلة إلى قطاع غزّة تخطت ضعف احتياج القطاع، حيث دخل القطاع خلال الشهور الماضية أكثر من 5 مليون بيضة"؛ مُشدّداً على أنَّ ما يحكم مربى الدواجن قاعدة دولية وهي العرض والطلب؛ فكمية العرض كبيرة مقابل أسواق ضعيفة نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي.

وأشار إلى الخسائر المضاعفة التي تكبدها المزارعين؛ نتيجة زيادة العرض في الأسواق؛ بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج على مربي الدواجن في فصل الشتاء.

وبيّن أنَّ نقابة مربي الدواجن عقدت اليوم اجتماعاً مع وكيل وزارة الزراعة بغزّة، حسن عزام، من أجل خفض كمية البيض المخصب الوارد إلى قطاع غزّة، ليكون للمزراعين هامش ربح، ووقف فتح الباب على مصراعيه لاستيراد البيض المخصب؛ خاصةً أنَّ التجار لا يضعون في حساباتهم مصالح المزارعين.

وتوقع استمرار انخفاض أسعار الدواجن خلال شهر رمضان المبارك؛ كنسبة وتناسب بين كميات البيض المخصب المدخل للقطاع واحتياجات المواطنين، على حد قوله.

وتساءل: "حينما وصل سعر الدجاج في قطاع غزّة إلى 16 شيقل قامت وزارتي الزراعة والاقتصاد بالتدخل بقوة السلاح!، لكِن الآن بعد أنّ وصل السعر إلى 8 شواقل لا يوجد أي تدخل!".

وكشف أنّهم تلقوا وعودات بخفض كميات البيض المدخل إلى قطاع غزّة في شهر رمضان مع دراسة مكثفة للسعر، ليتم وضع هامش ربح للمزارع.

وختم حلس حديثه، بالتأكيد على ضرورة وقوف وزارة الزراعة عند مسؤوليتها وتقديم دراسة حقيقية غير وهمية بسعر تكلفة الدجاج وبناء عليه إدخال كميات متناغمة لمتناول المستهلك وتحقيق هامش ربح ولو بسيط للمزارع.

بدوره، أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة في قطاع غزّة، أدهم البسيوني، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ التحكم في أسعار الدواجن من اختصاص وزارة الاقتصاد، التي تُصدر في بداية كل شهر اللائحة الاسترشادية للأسعار والتي يكون من ضمنها أسعار الدواجن.

وبالحديث عن سماح وزارة الزراعة بإدخال كميات كبيرة من البيض المخصب للقطاع، رأى البسيوني، أنَّ "عرض منتج الدواجن في قطاع غزّة ليس أكبر من الطلب"، مُرجعاً سبب "تذبذب" الأسعار إلى ضعف القوة الشرائية لمنتج الدواجن من جانب المواطنين.

ونوّه إلى تذبذب أسعار الدواجن في أسواق قطاع غزّة، مُضيفاً: "نتمنى أنّ لا نصل إلى الانخفاض، فإذا وصلت حد الانخفاض سيكون للوزارة إجراءات لمواجهة ذلك من أجل حماية المزارع، وهذا الأمر يعود إلى اللجنة المشتركة من وزارتي الزراعة والاقتصاد".

وبشأن توقعات أسعار الدواجن في شهر رمضان المبارك، شدّد على أنّه يجرى الاستعداد بقوة والتخطيط لمسألة إدخالات الدواجن في شهر المبارك، مُتمنياً أنّ تجرى الأمور وفق ما هو مخطط لها.