الكاتب : المتوكل طه .
تتذكروا لما ألتقينا
في القدس ، في العيد ، جُوّا السور
وفتحت إيديها للولد والبنت والعصفور
وطارت مراجيح الهوى في ثوبها المسحور
والقبّه فيها تلوّنت لون الذّهب والنور
وحيطانها المعطّرة .. بالحنّا والبخّور
وفوق القناطر طير..
عشّش ع حلق الباب
لـَ يرجعوا الغيّاب ..
رتَّل مع الأجراس
في فرحة القدّاس
آية رضا وسرور
صلّى النبي فيها إمام
ونوَّر المحرابْ
أسرى إليها .. والبُراق يحوم
والأنبيا خَلْفوا على الإيمان
والدّين دعوة حُبّ للقيّوم
هيَّ السلام الحُرّ للإنسان
والخير فيها عامر ومعمور..
و لمّا صدى التكبير يندّه للصّلاه ..
يتناثر البلّور !
والقدس أرض من السما
حَوْلا يدور ..
وعَ المشربيّة في سِحر
عاشق قمر .. مسحور
دستور يا سيدي القمر .. دستور !
القدس .. قرآن الهدى
القدس .. إنجيل الفدى
القدس ..أشجار المدى
للكَرْم والناطور
والقدس .. يا عروق الذهب
القدس ..عنوان العرب
القدس .. آيات الغضب
أحرف لهب وسطور
والقدس .. حنّون الجبل
القدس .. يا عيون العسل
القدس .. شبّاك الأمل
وطيور ترجع للبلد ونسور
وباب القيامة في طفل
من مهده شَعْ النّور
ودرب الألآم بدمعته
مَسّد قلب مكسور
وباب الخليل برفعته
نادى نبي مأسور
منصور يا جرح النبي .. منصور
وفوق الزوايا والتكايا غيوم
تسقي الجِنان الحُور
وتفيض فينا القدس
بحور .. خلف بحور
أسرى النبي وصلّى بكل الأنبيا
ومدّ السلالم للسما .. حتى دَنا
يا قدس يا كلّ المُنى !
كلّ الهنا لّلي عرج
لّلي رأى
لّلي خَطا عَ صخرتك فوق الثريّا والثرى
ودعوات تصعد للسما ونذور
والقدس في ليلة قَدِر
ميّة زهر
حبّة تمر
ضَوّا لياليها البدر
وكل الجوامع والصوامع
والمواقد والجَمِر ..
كلّ الزَهِر
كل الكنايس والمدارس
والحواري والدوالي والصّبِر
بِوجْه الظلم .. تهدر هدر
تأبى الغدر والجور
كان النجم فوق الهتاف مسجّى بالألوان
يحلم ببكره .. وكان يا ما كان
حوله خطر
تحته بحر
فوقه مطر
خلفه سَقر
قدّامهبركان وشرر
وجموع عَمْ ترفع صُوَر
والدم ينبت في حقل لزهورهذي القدس إلْنا .. لكل الناس
زفّه وهَنا واعراس
وولادها الحرّاس ..
بِرواحهم خَطّوا الفجر
آية نَصِرْ عالسور