ثماني سنوات مرت على الانقسام الذي ينهش في جسد الشعب الفلسطيني، فالوضع بحاجةإلى مبادرة من كل الأطراف لتحقيق الوحدة الوطنية التي تعيد الأمل في سير القضية الفلسطينية بشكل سليم.
وقال الناطق باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة لوكالة "خبر"، إن الانقسام له تأثير على الواقع الفلسطيني، حيث كانت له نتائج كارثية في كافة الأوضاع على الساحة الفلسطينية سواء الوضع التنظيمي أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، فهو أنهك قوة الشعب الفلسطيني وأشغل الفصائل في قضايا تكاد تكون ثانوية ليس لها أهمية.
وأوضح عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ابراهيم أبو النجا لو كالة "خبر"، أن الانقسام لم يؤثر فقط على حركة فتح بل أثر على القضية الفلسطينية برمتها و على الوحدة الفلسطينية، فلم تعد تحتل المكانة التي كانت تحتلها في السابق، ولم تعد تهتم المؤسسات الدولية والأمة العربية بالقضية الفلسطينية التي كانت تعتبرها قضيتها المركزية، موضحاً أن الانقسام هو سبب تراجع القضية الفلسطينية.
وتساءل أبو النجا "إلى متى سنبقى نعيش في ظل هذا الانقسام؟! نظراً لأن الانقسام أثر في كل مفاصل الحياة، فالشعب يعيش في حصار خانق ويعاني من عدو متغطرس سبب له الآلام والمآسي".
وفي نجاح إسرائيل بانتهاز فرصة الانقسام، أوضح أبو عيطة أن إسرائيل سعت إلى إحداث الانقسام داخل الشعب الفلسطيني للاستفادة منه وتكريسه لكي يصبح واقعاً دائماً، وتمهيداً لها في استمرارها احتلال أراضي دولة فلسطين، وإعاقة ما تقوم به القيادة الفلسطينية من جهد لإنهاء الاحتلال وقيام الدلولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار أبو النجا إلى أن الانقسام هو الفرصة التي تريدها اسرائيل، ويعد أكبر إنجاز وهدية لم تتوقعها اسرائيل.
أما دور عباس في محاولته إنهاء الانقسام، قال أبو عيطة إن رئيس دولة فلسطين محمود عباس بذل دوراً كبيراً في إنهاء الانقسام، حيث أطلق مبادرة تدعو بتشكيل حكومة وحدة وطنية وطالب حركة حماس الإسراع في الموافقة عليها، موضحاً أن المبادرة تقوم بمعالجة كل القضايا العالقة من معابر وكهرباء وموظفين ورواتب وبطالة وخريجين وعمال، بالإضافة إلى التحضير لإجراء الانتخابات العامة "رئاسية وتشريعية" خلال سقف زمني محدد.
ومن جهة أخرى أعرب أبو عيطة أن حركة حماس متخوفة من المصالحة ولم تستجب للمبادرات التي أطلقتها حركة فتح والرئيس عباس، حتى أنها لم تستجب للحلول الجزئية المتعلقة بمبادرة الفصائل لإنهاء مشكلة معبر رفح.
وأشار أبو النجا إلى أن عباس وقع اتفاقاً لإنهاء الانقسام في الرابع من آيار لعام 2011، بحضور قادة الفصائل كافة، فهو لم يتوان عن تنفيذ أي قرار يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وينهي الانقسام، لافتاً إلى أنه قام بتشكيل حكومة توافق وطني، فتساءل "لماذا لم يسمح للحكومة أن تمارس دورها، أليس هذا طريقاً لإنهاء الانقسام؟!".
لذلك طالب أبو النجا بالوحدة التي نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة العدو الاسرائيلي الغاشم، ولكي نضع القضية الفلسطينية في المكان الذي تستحقه.