منذ تشكيل التحالف الفاشي الجديد لحكومة دولة الكيان العنصري، وهو يسارع لتنفيذ عناصره خطته المعلنة ضد الضفة والقدس، لتعزيز التهويد العام، استيطانا وتدمير منازل وتهجير عرقي وطرد جماعي، مع تكثيف عمليات الإعدام المباشر، وعودة عن قرارات سبق اتخاذهاـ كما حدث في جنين.
يوم الاحد 12 فبراير، قررت حكومة نتنياهو وبشكل رسمي، تشريع بناء مستوطنات جديدة والعمل على توسيع ما يمكن توسيعه لتعزيز "الوجود اليهودي" في الضفة الغربية والقدس، حيث بات اسمها رسميا لدى التحالف الفاشي "أرض إسرائيل"، وتخلى نتنياهو عن غموض كلامه في تصريحات لقنوات أمريكية وعربية، بأنها "أرض متنازع عليها"، بعدما أسقط كليا أنها "أرض محتلة" وفقا للشرعية الدولية أو "ارض فلسطينية" وفقا للاتفاق الموقع مع حكومة إسرائيل (1993)، اتفاق إعلان المبادئ والمعروف إعلاميا بـ "اتفاق أوسلو".
قرار "الوزاري الأمني المصغر" لدولة الاحتلال الاحلالي شكل أهم صفعة صريحة للإدارة الأمريكية، بمكونها المخابراتي والخارجية، وأدارت ظهرها كليا للرجاء الذي كان خلال زيارة وليام بيرنز مدير السي آي أيه وبلينكن وزير الخارجية، والفريق الباقي لمحاولة امتصاص الغضب الفلسطيني، وردا علنيا على طلبهم بعدم الذهاب في خطوات جديدة، وربما صفعة للرئيس الأمريكي بايدن شخصيا بعدما تدخل في الجدل الإسرائيلي الداخلي حول "الثورة المضادة لنتنياهو - ليفين القضائية".
قرارات حكومة نتنياهو، وضعت نهاية موضوعية وعملية لرهان "الرسمية الفلسطينية" الوهمي جدا على قدرة أمريكا على التدخل لاحتواء "الفورة الفاشية اليهودية"، التي بدأت في نسخة جديدة مع تحالف (نتنياهو بن غفير سموتريتش درعي)، وبات الحديث الممل حول الاستنجاد بالتدخل الدولي يساوي صفر، بل ربما يتحول الى سخرية عملية من طلب كهذا بعدما أعلنت حكومة الكيان العدواني قراراتها الأخيرة.
موضوعيا، كان على الرسمية الفلسطينية أن تعيد قراءة تصريحات مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز حول "الانتفاضة القادمة" قراءة مختلفة سياسيا، بأنها ليس تحذيرا سلبيا، بل رسالة انذار مبكر لها، بأن حكومة التحالف الفاشي لن تتوقف ابدا عن مخططها المعلن للتهويد العام، وما يجب أن يكون هو الذهاب لفتح "مواجهة كبرى" معها، ربما يكون ذلك طريق الردع الأول.
وكي لا يصبح الحديث عن "المواجهة الكبرى" مرتبط فقط بمظهر العمل الكفاحي الميداني بكل أشكاله التي ابتدعها شعب فلسطين دون غيره، بل يجب أن يذهب لعمل تكاملي وبالتوازي في ذات الوقت، تصاعد المقاومة الشعبية العامة، مع تسارع "المقاومة الرسمية العامة"، ومنها:
- قيام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بوقف العمل كليا باتفاق "الاعتراف المتبادل" مع دولة الكيان الى حين عودتها للاعتراف بدولة فلسطين.
- اعلان انتهاء المرحلة الانتقالية كليا، واعتبار مؤسسات السلطة القائمة مؤسسات لدولة فلسطين، مع توافق مسمياتها وفقا لتلك المسألة، وإعادة تحديد مهامها لخدمة للفلسطيني داخل الدولة وخارجها.
- اعتبار أرض فلسطين أرض وعاصمتها القدس الشرقية أرض محتلة وفق قرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، وتوضيح المحكمة الجنائية الدولية التي حددت حدود دولة فلسطين.
- وعليه يعتبر كل الوجود الإسرائيلي فوق أي بقعة على هذه الأرض هو "وجود لعدو" وهدف مشروع لمقاومة الشعب الفلسطيني.
- ذلك يتطلب تحديد استراتيجية أمنية جديدة تتفق والرؤية السياسية، بما يتطلب تطوير دورها في مقاومة العدو الخارجي فوق أرض فلسطين المحتلة.
- الذهاب سريعا الى عقد المجلس المركزي برلمان مؤقت لدولة فلسطين فورا، وبمشاركة كافة مكوناته، للمصادقة على قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
- تشكيل برلمان دولة فلسطين المؤقت حكومة جديدة تتفق والمهام الجديدة، شخوصا ورؤية سياسية.
- تشكيل لجنة برلمانية خاصة لدراسة آليات العمل بين الحكومة الجديدة واللجنة التنفيذية.
- بحث سبل العلاقات الوطنية الوطنية وفقا للمرحلة الجديدة، بعدا عن "الرحلات السياحية"، ولتكن كلها داخل جناحي دولة فلسطين.
- استكمال العمل بالذهاب الى مجلس الأمن وطلب الحماية الدولية لدولة فلسطين المحتلة، وفقا للبند السابع، بعدما الغت دولة الاحتلال الاتفاقات الموقعة معها، واعادت احتلال أرض فلسطين، بل وتهويدها رسميا.
- مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية والعدل الدولية لمطاردة دولة الكيان باعتبارها دولة "جريمة الحرب المنظمة"، مستندة الى مفهوم الاحتلال وجرائم القتل وجريمة الاستيطان.
خطوات أولية يمكن البناء عليها، ولكنها الضرورة الرئيسية لتطوير فعل المقاومة الوطنية الشمولي بكل مكوناته الشعبية والرسمية..لو يراد حقا الرد على خطوات التحالف الفاشي..
فرصة سياسية نادرة على الرسمية الفلسطينية أن تستفيد منها..في ظل ما باتت تشكله حكومة نتنياهو من خطر ليس على الفلسطينيين وحدهم بل وعلى قسم من يهود كيانهم...
فات وقت انتظار "قطار النجدة الأمريكي" مساء يوم الأحد 12 فبراير 2023..فعلى الرسمية الفلسطينية البحث عن وسيلة كي تواصل.. أو لتحفر قبر نهايتها بيدها قبل ان يتم حفرها بأيدي غيرها..وعندها ستكون نهاية سوداء!
ملاحظة: مؤتمر القدس اللي انعقد في مقر جامعة العرب أعلن وفاة "مركزية فلسطين" وقدسها عند بعض العرب...اللي ما قدر يرسل وزير خارجيته وفضلوا رحلات غيرها لا يمكن تكون فلسطين جزء من همه..مرحلة جديد يا فلسطينية خلييكم مع ناس الدول مش حكوماتها...هاي بح!
تنويه خاص: صرخة رئيس دولة الكيان العنصري وهلعه الكبير حول المأساة التي تنتظر كيانهم..تكشف أن ما كان قبل ديسمبر 2022 لن يعود أبدا...والقادم أكثر عتمة بكتير مما يراه بعض "غلابة العقل"!