فلسطين :معضلة إختيار الرئيس!

تنزيل (4).jpg
حجم الخط

بقلم:دكتور ناجي صادق شراب


لعل التحدى الأكبر والذي قد يحسم الكثير من المقاربات المستقبلية للقضية الفلسطينية مسألة إختيار الرئيس .فاليوم يزداد الحديث عن مرحلة ما بعد الرئيس وعن السيناريوهات الممكنة والمتوقعة . ولا شك أن كل سيناريو تترتب عليه نتائج معينه.ويحتل منصب الرئيس أهمية كبرى تستمد من أهمية القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومن المناصب التي يشغلها.

وهنا بعض الملاحظات الأولية :الملاحظة الأولى ان الرئيس عباس سيشكل نهاية مرحلة المؤسسيين للقضية الفلسطينية ، ونهاية لما يعرف بالشرعية التاريخية الثورية.الملاحظة الثانية تفكك السيطرة وتوزيعها في المناصب الرئاسية ، وهذا في إطار توزيع المناصب كوسيلة للتوافق.الملاحظة الثالثة إمكانية بروز الحلول الإقليمية للقضية الفلسطينية أو ما يعرف بالحل الأردني من خلال طرح حلول ومبادرات سياسية معينة. الملاحظة الرابعة تراجع وتقليص في دور ومكانة القضية الفلسطينية . والملاحظة الخامسة تزايد إحتمالات الإنقسامات داخل حركة فتح، وتثبيت حالة الإنقسام السياسي وتحولها لحالة سياسية ثابته. والسؤل عن اهم السيناريوهات المحتملة لخلافة الرئيس وهنا يبرز أكثر من سيناريو.الأول القانوني الدستوري وهو سيناريو مستبعد تماما في ظل الإنقسام وحل المجلس التشريعي، وأساس هذا السيناريو والذي على أساسه تم إنتخاب الرئيس عباس ان يتولى رئيس المجلس التشريعي الرئاسة لفترة إنتقالية لمدة شهرين يتم بعدها إجراء إنتخابات رئاسية . السيناريو الثاني ان يتم ترشيح أمين سر المنظمة ليكون رئيسا للمنظمة ومن ثم رئيسا للدولة على أساس أن المنظمة هي المرجعية السياسية العليا ولها الصفة الشرعية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وفي هذا السياق تأتي الدلالات السياسية لإختيار السيد حسين الشيخ أمينا للسر وقيامه ببعض المهام الرئاسية . ويلحق بهذا السيناريو ان يكون لفترة إنتقالية يتم التوافق فيها على إجراء الانتخابات الرئاسية على أساس أن الرئيس ينبغي أن يأتي بالإنتخابات ،. هذا السيناريو قد يكون أكثر واقعية في حال التوافق بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن ثم تأييد فصائل المنظمة، وقد يلية إعترافا إقليميا ودوليا.

السيناريو الثالث وكما تنبأت به مجموعة الأزمات الدولية الإحتجاجات وإنتشار العنف وهنا قد يأتي دور المؤسسات ألأمنية وإختيار شخصية أمنية لفترة إنتقالية وهنا ابرز ألأسماء ماجد فرج. والسيناريو ألأخر إنهيار السلطة بالكامل وتولي إسرائيل المهام ألأمنية والإحتلالية بالكامل وهذا سيناريو مستبعد للحاجة المشتركة لوجود السلطة الفلسطينية فلسطينيا وإسرائيليا وعربيا ودوليا. وهنا قد يبرز إسم رئيس الحكومة كشخصية إنتقالية لتولي الرئاسة . كل هذه السيناريوهات متوقعه ،ويبقى سيناريو منظمة التحرير الأكثر إحتمالا وقبولا وخصوصا بممارسة صغط على حركة حماس في غزة للقبول بالحل الإنتقالي إلى حين إجراء الانتخابات مع تثبيت وجودها في غزة. ولعل أكثر السيناريوهات خطورة سيناريو ربط الضفة الغربية بالأردن تحت خيار الحل الكونفدرالي او الفيدرالي كحل وسط بين الحل الأردني والحل الفلسطيني والإسرائيلي.

ويبقى أن منصب الرئيس ستحكمه المحددات العربية والدولية وموقف إسرائيل من أي مرشح للرئاسة ، فالمنصب ليس باسم من سيكون، ولكن بالإلتزام بالإتفاقات الموقعة أولا والإلتزام بالحلول السياسية وهذا قد يكون شرطا مسبقا للإعتراف بالرئيس والقبول به. فنحن أمام منصب مركب تتجاوز محدداته المحددات الفلسطينية ، ولن يكون بمقدور اي مرشح تجاوز الواقع السياسي الذي فرضته إتفاقات أوسلو والإلتزام بالحل السياسي والشرعية الدولية. وما ينبغي التأكيد عليه أهمية التوافق الفلسطيني على منصب الرئيس الذي يعتبر أحد مكونات مقومات الدولة الفلسطينية والشخصية المحورية التي قد تجسد وحدة العمل السياسي والمحافظة على القضية الفلسطينية وإستمراريتها.