صحيفة: المواجهة الدامية في نابلس كشفت عن أكثر من رسالة

صحيفة: المواجهة الدامية في نابلس كشفت عن أكثر من رسالة
حجم الخط

نابلس - وكالة خبر

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية"، اليوم السبت، إن المواجهة الدامية بين قوات الاحتلال "الإسرائيلي" والفلسطينيين التي وقعت مؤخرًا في مدينة نابلس كشفت عن أكثر من رسالة.

وذكرت الصحيفة: "المواجهات الدامية في نابلس قبل أيام ومحطّات سابقة مشابهة في جنين وغيرها كشفت أكثر من رسالة متّصلة بحافزية المقاومين الفلسطينيين من جهة، واستمرار تحوّل الضفة الغربية المحتلّة إلى ساحة اشتباك نشطة وفاعلة، من جهة أخرى".

وقالت: "في المقابل، أنبأت المجزرة التي ارتكبتْها قوّات الاحتلال في البلدة القديمة، بمحاولة حكومة بنيامين نتنياهو حرْف اهتمامات الرأي العام الإسرائيلي عن القضايا الخلافية الداخلية، عبر سفك دماء أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. وفي الصورة الأعمّ، تأتي المجزرة في سياق خيار عمليّاتي، من الواضح أن قيادة الاحتلال باتت أكثر اعتماداً عليه، أخذاً بتقدير "شعبة الاستخبارات العسكرية"، في تقريرها الاستراتيجي السنوي، أن "الضفة وقطاع غزة يشكّلان أحد أضلاع المثلّث (إلى جانب الاتّجاهات العالمية وإيران) الذي ينبغي أن يهيمن على أولويات القيادتَين السياسية والعسكرية".

وأردفت: "وفي هذا السياق، يَجري تكثيف العمل على الغزوات الخاطفة ضدّ المقاومين، والسعي لجبْي أثمان مؤلمة من حاضنتهم الشعبية، وهو ما عبَّر عنه وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بقوله "إنّنا سنعمل بيد قاسية تجاه الإرهابيين ومُرسِليهم، هذا ما كان قبل أسابيع في جنين وفي نابلس، وهذا ما سيكون في كلّ قطاع من المطلوب العمل فيه"، في موقف يُؤشّر إلى أن ما جرى ليس حالة عابرة، وإنّما جزء من نهج تصعيدي بدأ تفعيله".

وأكملت: "هذا النمط من الاعتداءات، يؤشّر إلى أن فُرص تنفيذ عمليات يتمّ خلالها اعتقال مقاومين عبر وحدات المستعربين، مِن مِثل يمام ودوفدفان، أصبحت ضيّقة جداً. ولذا، وعلى الرغم من أن الاحتلال يمكن أن يتحدّث عن نجاح تكتيكي من خلال قتل وجرْح العشرات من المدنيين والمقاومين، إلّا أن هذه النتيجة إنّما تعبِّر عن منظور ضيّق وسطحي وخطير حتى بالمعايير الإسرائيلية، بخاصّة وأن الردّ على مجزرة مخيّم جنين لا يزال حاضراً في الوجدان العام".

وأوردت الصحيفة: "يُضاف إلى ما تَقدّم، أن كلّ عملية اقتحام يبدأها الاحتلال مستهدِفاً مطلوبين، باتَت تتحوّل إلى مواجهة قاسية يتحوّل فيها المقاومون إلى أيقونات، فيما تتلطّخ صورة الجيش الإسرائيلي بمزيد من الجرائم المرتكَبة بحقّ المدنيين في بلدات ضيّقة ومكتظّة كالبلدة القديمة، وفي وضح النهار".

وذكرت: "على رغم ما تَقدّم، يستمرّ الاحتلال في تنفيذ مِثل هذه العمليات، مستنداً، على ما يبدو، إلى تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن المقاومة في قطاع غزة ليست في وارد الدخول في تصعيد عسكري واسع في هذه المرحلة".

وأشارت إلى أن "بعض التجارب السابقة أثبتت أن تلك التقديرات قد لا تصيب دائماً؛ إذ إن استمرار تدحرُج الأوضاع الميدانية قد يدفع في نهاية المطاف إلى انفجار كبير، يَجري في خلاله استهداف العمق الإسرائيلي".