أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني ، يقضون زهرة أعمارهم بعيدا عن الأهل والأحبة ، في زنازين موحشة، تنهش عظامهم، وتتغلل إلى أجسامهم في البرد القارس، في ظل تحذيرات من ارتفاع أعداد الأسرى المرضي إلى أكثر من 1500 حالة مرضية مع موجة البرد القارس التي تجتاح فلسطين.
وحول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال يقول موفق حميد مدير عام مؤسسة حسام لوكالة خبر أن " السجون المركزية لدى الاحتلال مثل النقب وهشارون وغيرها من السجون التي يبلغ عددها 23 معتقل ويقبع بها 7 آلاف أسير تفتقر لأدني المقومات الإنسانية".
وشدد حميد على أن السجون بنيت منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين مطلع القرن العشرين، لذلك تسودها البرودة والرطوبة العفنة وتدخل لها المياه مثلما سبق وأن حدث مع الأسرى في سجن النقب.
وأكد على أن تصميم السجون بجعل باب الغرف مفتوحة من أجل السجان تسمح للجرذان والصراصير بالدخول للأسرى مما يضاعف من معاناتهم بجانب البرد القارس.
وأكد أنه بحسب المعلومات التي ترد لهم من السجون ارتفعت نسبة الأسرى المرضى من 1000 أسير إلى 1500 نتيجة المنخفضات المتتابعة خلال فصل الشتاء.
وبشأن إدخال الملابس والأغطية للأسري من جانب ذويهم ,ينوه حميد إلى أن ما يسمى بمصلحة إدارة السجون تمنع ذلك، وتفضل شرائهم للبطانيات والأغطية من"الكنتينه" مما يزيد من العبء المادي على ذويهم.
وتابع: أن "كل أسير يكلف ذويه في الشهر ما يقارب من 1000 إلى 1200 شيكل شهريا، في الوقت الذي تخصص فيه هيئة شؤون الأسرى فقط 450 شيكل للأسير كمصروفات".
ويذكر حميد: أن الأسرى في سجون الاحتلال يتحايلون على الظروف القاسية بتوفير بدائل بدائية مثل الاحتفاظ "بالمغارينا "التي يلف بها الورق "الكلينس" ، منوها الى أن ساحات السجون قد اكتست في هذه الأوقات بالثلوج.
بدوره يؤكد المحامي في مؤسسة الضمير سامر موسى أن اسرائيل تسعى جاهدة لجعل السجون بيئة مناسبة لقهر ومضاعفة معاناة الأسرى من خلال سوء تصميم السجون ومراكز التحقيق.
ويذكر موسى أن إدارة السجون تعذب الأسرى في كل فصول العام بالحر الشديد والبرد الشديد.
ودعا موسى الصليب الأحمر باعتبارها الجهة الراعية لحقوق الإنسان إلى التنسيق مع سلطات الاحتلال لتوفير الأغطية والمستلزمات الضرورية للأسرى في سجون الاحتلال.
وذكر أن منظمة الصحية العالمية أوصت بتوفير الغذاء والملبس والأغطية التي تلبى احتياجاته الأساسية كأسير.
وأكد على أن إسرائيل تحرم الأسرى من حقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع الدولية مما يعرضهم للمرض الذي هو نتيجة طبيعية لظروف قاسية داخل المعتقل.
ونوه أن إسرائيل منذ أن بدأت عمليات الاعتقال إلى اليوم تكرر أبجديتها ومفرداتها بحق الأسرى.
وحول تحركات مؤسسات حقوق الإنسان لإيصال صوت الأسرى للعالم يؤكد موسى أن الكل يعلم الحقيقة عبر التقارير التي توثق جرائم إسرائيل وترسل لمجلس حقوق الإنسان، كذلك من خلال مكاتب الأمم المتحدة حول العالم.
وأكد أن القوى العالمية التي تقع تحت سيطرة القوى الكبرى المسيطرة في مجلس الأمن تصر على إغماض العين عن الحقيقة التي تحاول إسرائيل عبثا إخفائها عن العالم.