خسر أصحاب مزارع الدجاج أعداداً كبيرة من الدواجن، نتيجة موجة البرد القارس الذي أحاط بقطاع غزة، وعدم توفر مستلزمات الدفء داخل المزارع، جاء ذلك بالتزامن مع شح كميات الغاز المتدفق الى القطاع، وتزايد عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وقال احد أصحاب سامي فياض: "إننا نواجه أصعب الأزمات في الفترة الراهنة و ذلك لانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كلي، وعدم وتوفر كميات غاز تكفى لتدفئة المزارع في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير".

و أضاف: "لجأنا إلى العديد من الطرق لتدفئة المزارع ولكن دون جدوى، لكونها طرق بدائية ولا تُوفي بالغرض، بالإضافة إلى أن انخفاض درجات الحرارة كبدنا الكثير من الخسائر، لافتا إلى أنه خسر ما يزيد عن 4500 شيكلاً خلال الموجة الأخيرة.

ومن جهته قال التاجر خالد شعلان الذي يملك أربع مزارع للدواجن في محافظة دير البلح لوكالة خبر: أنه لم يستطع التعامل مع موجة البرد بشكل جيد، وذلك لتعدد المنخفضات التي تعرضت لها المنطقة بالأيام الاخيرة، ولعدم توافر الامكانيات اللازمة لتدفئة المزارع.

وأوضح: "أن المزارع تحتاج إلى درجات حرارة عالية للحفاظ على حياة الدواجن، فشح الغاز وانقطاع التيار الكهربائي سببا في فقدان أعداد كبيرة من الدواجن، مشيرا الى أنه خسر ما يزيد عن 10 آلاف شيكلا خلال موجة البرد الأخيرة".

ووبدوره ,قال مدير دائرة الانتاج الحيواني في وزارة الزراعة طاهر أبو حمد لوكالة خبر: إن الدواجن تتأثر بدرجات الحرارة، حيث تحتاج إلى درجة تتراوح ما بين (22-32) درجة مئوية.

ودعا "أبو حمد" المزارعين إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الدواجن، من خلال عمل صيانة للمزارع وإغلاق الثقوب التي تسمح بدخول مياه الأمطار.

وذكر "أبو حمد" أن الوزارة تتواصل مع هيئة البترول بغزة لتوفير كميات الغاز اللازمة للتدفئة، لافتاً إلى أن الأخيرة استجابت للطلب، وأرسلت شحنات كبيرة من الغاز.

"أبو حمد" نوه إلى أن عدد المزارع في القطاع يبلغ أكثر من 1433 مزرعة، فيما يصل عدد المزارع المنزلية إلى 1000 مزرعة.

وفي سياق آخر، قال مدير عام الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة بغزة نزار الوحيدي لوكالة "خبر"، إن الأمطار الغزيرة التي صاحبت المنخفض الجوي؛ لها تأثير إيجابي على المزروعات؛ كون الأراضي في غزة تعاني من جفاف في معظم فترات العام.

 وأكد الوحيدي على أن المزارعين بغزة سيحظون بموسم زراعي شتائي متميز؛ في ظل استمرار هطول الأمطار بمعدل كبير فاق الأعوام المنصرمة، موضحاً أن نسبة الهطول وصلت إلى 99% في وقتٍ مبكر من الموسم.

وأوضح أن كمية الأمطار التي هطلت بلغت 345 ملم منذ بداية الشتاء، بمعدل 126 مليون متر مكعب، مشيراً إلى أن الخزان الجوفي استقبل كمية من المياه تكفي محاصيل القطاع كافة لهذا العام، حيث قدرت بـ 33 مليون متر مكعب، فيما يوجد 50 ملم كرقم متوسط لجميع المناطق خلال فترة الهطول الحالية .

وفيما يتعلق بالأثار السلبية الناجمة عن تساقط حبات البرد على المحاصيل الزراعية، أكد الوحيدي على أن الخسائر ليست جسيمة حتى اللحظة، داعياً المزارعين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة؛ خلال فترات سقوط حبات البرد؛ من أجل ضمان سلامة محاصيلهم.