اثارت تصريحات الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون جدلا كبيرا في الساحة الفلسطينية والاسرائيلية بعدما صرّح بانه يحق للشعب الفلسطيني الوقوف بوجه الاحتلال والعمل على مقاومته، و حث خلال تصريحه على ضرورة إنهاء الاستيطان، و التوصل الى حل ينهي الصراع وضمان حق اقامة دولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة وفق حل الدولتين، و طالب بترجمة هذه الاقوال الى افعال.
و خلقت تصريحات "كي مون" توتر في الداخل الإسرائيلي، حيث استنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو التصريحات ووصفها بأنها تقوم على تعزيز الارهاب بالمنطقة.
وتعقيبا عما سبق ,وخصوصا على تصريحات "كي مون"، وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. ناجي شراب خطاب "كي مون" في جلسة مجلس الامن التي طالب فيها بضرورة نيل الفلسطينيين حقوقهم بأنها جاءت تعبيرا عن الارادة الدولية ولها تأثيرا على الرأي العام اتجاه القضية الفلسطينية، مضيفا بان مثل هذه التصريحات تساعد المفاوض الفلسطيني أن يوظفها في تفعيل القرارات الشرعية الدولية ودعم قرارات مجلس الامن.
وأضاف شراب: " أن الولايات المتحدة هي التي تتحكم بالامور وأن بان كي مون أصبح متحررا من الضغوطات الامريكية المستمرة، مشيرا الى أنه لم يدلي بأي تصريحات تصب في صالح القضية الفلسطينية، والتي سبق وأن انتقدها أكثر من مرة.
و أوضح شراب: أن هناك ابعاد سياسة تصب في مصلحة الموقف الدبلوماسي الفلسطيني في الامم المتحدة، ويمثل الارادة والشرعية الدولية وهذا التأثير رمزي وليس ملزم ولكن يؤثر في سياسة الدول ويضع امريكا واسرائيل في موقف محرج .
وأكد شراب على أن تلك التصريحات لها تأثير على المجتمع الغربي وتأثير على مكونات السلوك السياسي لدول الاعضاء ، ولكن تساءل: "هل سيصل الانصياع الكامل الى التأثير على الموقف الدولي والاوروبي وتعتبر عامل من عوامل التأثير في زيادة بشكل أكبر بالضغط على اسرائيل ويدعم مواقف الإتحاد الاوروبي الاخيرة المتمثلة في مقاطعة المنتجات الصهيونية في الضفة الغربية وغزة، في حين أن بان كي مون في مقام وزير الخارجية وله تأثير بشكل كبير جدا كأحد العوامل في تحديد مواقف الدول الأعضاء بالامم المتحدة .
و قال أن التصريحات تُأخذ بالاعتبار ولكن قرارات الشرعية الدولية تحتاج الى قوة للتنفيذ على أرض الواقع وتغيير في الهيكلية والقوة الاقليمية والدولية لصالح الشعب الفلسطيني ونضاله ويحتاج الى قوة عربية ودولية وفلسطينية وتحولات في بنيية القوة حتى تتحول الى قررات ملزمة .
ورجح بأن السبب يكمن في السياسة الدولية التي لا تعرف إلا لغة المصالح والقوة ,مضيفا: أذا بقينا عنصر ضعيف لا يمكن أن يتغير شيئ وبحاجة الى قوة اقتصادية ومقاومة صلبة والخروج من الغيبوبة السياسية .
ومن جهته وصف الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مقترحات بان كي مون بأنها مهمة وما يقوله يعبر عن الرأي العام ولا يصدر عنه تصريحات ذات مضامين مهمة الا في حال خلافات بين الدول، مشيرا الى أن من الواضح أن هناك مؤشر عدم رضى من المجتمع الدولي والولايات المتحدة على السياسة الاسرائيلية.
وأضاف: المفروض من هذه التصريحات أن تعطي مؤشرا على عدم رضى المجتمع الدولي على السياسية الاسرائيلية و يشكل عام محفز للسلطة الفلسطينية ليس فقط للتوجه للمحكمة الجنائيات الدولية بل الى مجلس الامن كمشروع طلب الحماية الدولية ومشروع انهاء الاحتلال ومشروع الدولة .
و اشار إلى أن هذه التصريحات تمنح السلطة الفلسطينية التعامل الجدي مع "الجنايات" الدولية والامم المتحدة بدفع هذه القرارات الى الطريق السليم .
و بالإشارة عن كونها تصريحات مفاجئة من مجلس الامن اوضح عوكل بانها ليست بجديدة على الفلسطينيين بل قام بتصريح مثل هذا في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني منذ اندلاع انتفاضة القدس وبعد مرور اربعة شهور من الانتفاضة اسرائيل تستمر بجرائمها فاصبح لمثل هذه التصريحات لها وزن ثقيل على الساحة في استمرار الاستيطان وعترسته.