تحت عنوان "هذا العام سنفرض القربان"، أعلنت ما تُسمى جماعة "العودة إلى جبل المعبد"، عن مكافأة مالية بقيمة 20 ألف شيقل، لكل مستوطن ينجح في "ذبح قربان الفصح" داخل المسجد الأقصى.
"المكيدة الكبرى للأقصى"
وتُقيم منظمات ماتُسمى "جبل الهيكل"، اليوم الأحد، تدريبات للحدث السنوي على تقديم قربان "عيد البيسح" اليهودي.
وأفادت صحيفة هآرتس، أنَّ هذه المراسم التي ستُقام بالقرب من المسجد الأقصى، سيتم خلالها ذبح عنزة صغيرة وسلخها وتقديمها من أجل تدريب المستوطنين استعداداً لتقديم القربان الحقيقي في المسجد الأقصى عشية العيد.
وكان 15 حاخاماً قد بعثوا رسالة إلى نتنياهو وبن غفير، طالبوا من خلالها السماح للمستوطنين بذبح القرابين لهذا العام في المسجد الأقصى.
واستباقاً ليوم "المكيدة الكبرى" للأقصى، كما وصفها خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أعلنت منظمة "شباب هار ايل"، إحدى "منظمات الهيكل"، عن نيتها تنفيذ اقتحام جماعي كبير للمسجد، احتفالاً بما يُسمى "يوم العالية"، وهو اليوم العاشر من نيسان العبري، والذي يرمز إلى الهجرات اليهودية من الشتات إلى فلسطين.
فتوى الحاخامات.. خلفيات سياسية
ورصدت المنظمة مكافآت مالية تعويضية لكل مستوطن تعتقله شرطة الاحتلال أثناء مشاركته في "قربان الفصح"، بحيث يحصل الذي يُعتقل أثناء التحضير على 500 شيقل، أما من يُعتقل داخل البلدة القديمة وهو يحمل "نعجة الفصح" فسيحصل على 1200 شيقل، ومن يُعتقل داخل الأقصى وهو يحملها فتعويضه سيكون 2500 شيقل.
وتُشكل هذه المبالغ ضعف ما أُعلن عنه من مكافآت خلال العام الماضي؛ وتأتي جزءاً من حملة غير مسبوقة تُطلقها "جماعات الهيكل" لفرض القربان في المسجد الأقصى بالقوة هذا العام، وتحديدًا يوم الأربعاء المقبل.
بدوره، اعتبر وزير شؤون القدس السابق، خالد أبو عرفة، أنَّ قرار الحاخامات بذبح القرابين داخل ساحة المسجد الأقصى، مساء الأربعاء المقبل، قرار خطير جداً وله أبعاده المختلفة.
وأشار أبو عرفة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، إلى أنَّ "هذه الفتوى لهؤلاء الحاخامات تُخالف فتاوى طائفة عريضة من الحاخامات اليهود، ما يعني توسع الهوة والشرخ على صعيد النسيج اليهودي داخلياً".
وأضاف: "لا أستبعد أنّ تكون هذه الفتوى لها خلفيات سياسية، بمعنى أنَّ الحكومة الصهيونية الحالية تهدف إلى مضاعفة أوراق الضغط على الطرفين الفلسطيني والأردني المتعلقة باقتحام المسجد الأقصى".
وتابع: "فإما أنَّ تتحقق الفتوى عملياً ويتم ذبح القرابين، وبذلك تزداد مساحة السيطرة زمانياً ومكانياً على المسجد الأقصى، وإما أنّ يقوم الطرفان الفلسطيني والأردني بالتنازل عن أمور مختلفة خوفاً من اشتعال المنطقة مقابل أنَّ يتراجع الحاخامات عن ذبح القرابين".
نتنياهو أمام نارين
وبالحديث عن سماح نتنياهو لجماعات الهيكل بـ"ذبح القرابين"، قال أبو عرفة: "إنَّ نتنياهو أمام نارين، فهو من جهة يُريد إرضاء شركاؤه في الائتلاف ببعض الملفات مقابل ملفات عديدة اضطر إلى رفضها تحت طائلة مظاهرات احتجاجات اليسار وكذلك الغضب الأمريكي".
وأكمل: "ومن جهةٍ أخرى يُدرك نتنياهو أنَّ فتيل الأقصى هو أحد أشد الصواعق خطورة على الساحة الفلسطينية، وأنَّ أبعاد وتطورات أيّ اشتعال ناتج عن ذلك لا تُحمد عقباها".
وأردف: "ما يزيد الاحتقان أنَّ الجماعات اليهودية المتطرفة ترى أنّه من المستحيل التراجع خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بحرية الاقتحامات في المناسبات الدينية الموافقة للنصف الثاني من شهر رمضان".
وختم أبو عرفة حديثه، بالقول: "أمام كل ذلك يتأكد للجميع أنّ المشهد أمسى جاهزاً للانفجار مع أول حادث خطير قد ترتكبه عصابات المستوطنين في الضفة الغربية أو الجماعات اليهودية المتطرفة في المسجد الأقصى المبارك".