المنطقة تسابق الزمن.. وأين نحن

08131783070030779318284182254500.jpg
حجم الخط

بقلم:نبيل عمرو

 

منطقتنا المثخنة بالصراعات، تتجه الى إطفاء نيرانها المشتعلة.
• مصالحة سعودية إيرانية.. برعاية الصين، تتقدم
• جهود مكثفة لإعادة سورية الى الجامعة العربية، وقد تكون قمة الرياض هي ذروة نجاح هذه الجهود.
• مساع سرية وعلنية، لتطبيع العلاقات التركية السورية والمصرية كذلك.
وحين تثمر هذه الجهود، تبريداً لمناطق الاشتعال، يفضي الى تطبيع العلاقات بين المتصارعين، يكون الشرق الأوسط قد دخل مرحلة جديدة، تتولى فيها قواه الفعالة ترتيب علاقاتها ولأول مرة -ربما- تراقب الولايات المتحدة ما يجري، غير قادرة على الإعاقة أو توظيف الجهود لمصلحة اجندتها مثلما كانت تجري عليه الأمور في زمن سابق.
الدور البارز والذي يصح أن يقال عنه "المركزي" هو ما تقوم به السعودية من تحرك مدروس ومتقن عربيا، حيث التحضير للقمة الوشيكة، وإقليميا حيث العلاقة المستجدة مع ايران، والتي سبقتها علاقة مع تركيا .. ودوليا من خلال استغلال كل المساحات المتاحة امامها وتوظيف إمكاناتها باستقلالية ذكية وفق مصالحها ومصالح أشقائها وحلفائها.
السعودية .. مؤسسة المبادرة العربية للسلام، والتي تحولت ال مبادرة عربية وعلى نحو ما إسلامية تراكم رصيدا قويا يصلح لتنشيط الاجماع العربي، حول القضية الفلسطينية، ومسألة السلام في الشرق الأوسط، ذلك بعد عقد من الزمن فقد فيه العرب تأثيرهم المفترض في قضاياهم، حتى صارت بلدانهم مسرحاً لحروب أهلية في غاية الشراسة، ما فتح الباب واسعاً أمام التدخلات الأجنبية بحيث صار الشرق الأوسط مسرحاً لحرب كونية مصغرة. أنتجت أوسع تدمير للمدن وأغزر تهجير للمواطنين، وكان بديهيا أن تتراجع مكانة القضية الفلسطينية التي كانت ولو سياسيا وإعلاميا تسمى بالمركزية، الى ذيل القضايا المعاصرة حتى كادت تنسى.
الوضع العام.. يتحرك بصورة إيجابية في منطقتنا، غير أنه ليس كذلك في حالتنا الفلسطينية، الجامدة المتجددة، عند انقسام يئس الفلسطينيون كما يئس المتدخلون من الاشقاء والأصدقاء من إيجاد حل له، وحين يستبد الانقسام، والاحتلال لا يتوانى عن توظيفه لمصلحة أجنداته المضمرة والمعلنة، فلا يظنن أحد بأن أي تطور إيجابي على صعيد المنطقة يخدم الحالة الفلسطينية بل على العكس تماما قد يكون على حسابها ما دامت على هذا القدر من الشلل والتشرذم وانعدام القدرة على توظيف التطورات الإيجابية لمصلحتها، وفي السياسة لا شيء يحدث تلقائيا ودون جهد ولا ثمرة تسقط في حضن المتكاسلين والمنتظرين.
في هذا الزمن. زمن الأوبئة الفتاكة والحروب التدميرية التي وقعت في الشرق الأوسط وها هي تتواصل في قلب أوروبا، لم تعد القضايا تقاس بعدالتها وانما بقدرة أهلها، والامر هنا ليس مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية بل انها القدرة على توظيف الإمكانيات المتوفرة بالشكل الصحيح. وهذا امر يعتمد أساسا على البنية الذاتية للكيانات المهددة وبقدر ما تصمد هذه البنى بقدر ما تنجو.
وللنظر الى حالنا بعين فاحصة وعبر منظار واقعي وعملي، فلا نرى غير حالة انتظارية لما يمكن أن يأتي من خارج البيت، دعوات، مبادرات، مسكنات.. لا جديد على صعيد ترتيب البيت وقدرات الصمود الشعبي، ولا جديد على صعيد وحدة الشعب والوطن، ولا جديد في السياسة يختلف عن المناشدات ... وهذا لا ينتج غير العزلة والتهميش فأخطر التهميش ليس ما يقوم به الأخرون وانما ما تقوم به لنفسك ولقدراتك.
كل التطورات التصالحية ولكي تصب في صالحنا، فلا بد من أن نقدم برهانا مقنعا.. عن قوة حضورنا في المعادلات استنادا الى متانة وضعنا الداخلي وهذا حتى الآن وبكل أسف غير متوفر.