تهدئة هشة

تحليل: "الكواد كابتر" تبحث عن صيد ثمين في غزّة.. هل الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى؟

قصف غزة
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

لا تُغادر طائرات "كواد كابتر" الانتحارية، سماء قطاع غزة؛ لتعطي رسائل للمقاومة الفلسطينية والحاضنة الشعبية لها، بـ" هشاشة التهدئة" التي تم التوصل لها الوسطاء الإقليمين؛ خاصةً مصر وقطر بين الاحتلال وفصائل المقاومة.

 وقد جاءت "التهدئة الهشة"، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي أهداف للمقاومة في القطاع، ردًا على إطلاق المقاومة في لبنان ما يقارب من مئة صاروخ تجاه شمال فلسطين المحتلة؛ مساء الخميس الماضي، ردًا على الاعتداءات بحق المعتكفين في الأقصى وإفراغ المصلى القبلي من المصلين بالقوة.

تهدئة هشة

لكِن ما يؤكد هشاشة التهدئة بين المقاومة والاحتلال، أنَّ جميع عوامل الانفجار لا زالت قائمة؛ لعل أبرزها التوقعات بعودة الاحتلال إلى الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، مساء اليوم السبت؛ تمهيدًا لتفريغه من المصلين؛ لتسهيل عملية الاقتحام للمستوطنين صباح غدٍ الأحد؛ لأداء طقوسهم التلمودية؛ على الرغم من أنَّ الأقصى مسجد إسلامي خالص للمسلمين فقط وفق الشرائع السماوية والأرضية.

ما سبق، يطرح تساؤلات حول احتمالات عودة التصعيد مع الاحتلال؛ خاصةً على جبهة غزّة، وهل تبحث إٍسرائيل عن صيد ثمين لبدء جولة قتال جديدة مع المقاومة؟، أم أنَّ الأزمة الداخلية للاحتلال والخوف من الدخول في حرب إقليمية مع حزب الله وإيران يمنع توسيع الرد؟.

عودة التصعيد مرهون بسلوك الاحتلال

 من جهته، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أنَّ عودة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، مرهون بسلوك الاحتلال الإسرائيلي، تجاه الأقصى، حيث تتزامن الاعتداءات مع شهر رمضان الذي يتقاطع مع عيد الفصح اليهودي.

وأضاف منصور، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "عامل التفجير سيبقى ما لم يحترم الاحتلال الوضع القائم في القدس ويتوقف عن الاقتحامات والتقسيم الزماني والمكاني في الأقصى".

البحث عن صورة نصر

وبالحديث عن سعي الاحتلال لصيدٍ ثمين في قطاع غزّة؛ لبدء جولة قتال جديدة، قال منصور: "إنَّ الاحتلال لا يمكن أنّ يؤمن غدره، ويريد الدخول في مواجهة لا يكون توقيتها وفق الجدول الزمني للطرف الآخر ، بل وفق اختياره؛ لذلك سوف يتحين الفرصة والوقت المناسب لبدء جولة من موقع متفوق، ليعطي صورة نصر وإنجاز".

وأشار إلى أنَّ التفاهمات الحالية هشة كونها جاءت دون تفاهمات، داعياً المقاومة إلى الحفاظ على اليقطة ووحدة جبهتها، لأنّها عوامل تردع الاحتلال وتجعله يفكر قبل استهدافها.

هل إسرائيل مستعدة لجولة قتال؟

بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، شاكر شبات، أنَّ "كل عوامل التفجير قائمة، فالاحتلال بذاته عامل تفجير وكذلك سلوكه الاستيطاني أو تعامله المذل مع المواطنين على الحواجز في الضفة الغربية، والأهم ما يحدث في الأقصى من اعتداءات على المصلين وهذه الإجراءات لم يتوقف عنها الاحتلال إلا لحظياً".

وأكمل شبات، في حديثه لوكالة "خبر": "لكِن عملياً الشعب الفلسطيني وفصائله لا يمكن أنّ تُسلم بحقيقية التقسيم المكاني والزماني للأقصى؛ وبالتالي الكرة في ملعب الاحتلال إذا أراد التصعيد سيذهب لممارسة سلوكه الاحتلالي اتجاه المصلين وإذلال الناس على الحواجز، أما إذا قدر الاحتلال أنَّ هذه العمليات ستسبب ردود أفعل على جبهة غزّة أو أيّ جبهة سيُراجع حساباته".

ولفت إلى أنَّ الاحتلال يأخذ بعين الاعتبار انعكاس  سلوكه في الأقصى على الإقليم، مُستدركاً: "حتى الدول التي طبعت مع الاحتلال، ستجد نفسها محرجة أمام سلوكه اتجاه الأقصى؛ لذلك الاحتلال هو الذي يُحدد آثار واتجاه التصعيد أو التهدئة".

وحول احتمالية بدء جولة قتال جديدة في الأقصى بصيد ثمين، قال شبات: "لا يُمكن الجزم بذلك، لأنَّ الكرة في ملعب الاحتلال، فهو الذي يستطيع أنّ يفجر في أيّ مكان سواء في القدس أو الإجراءات ضد الفلسطينيين في الحواجز، أو القيام بعملية اغتيال سواء بغزّة أو أي مكان آخر".

وتساءل: "لكِن ما هي الأداة التي سيستخدمها الاحتلال؟ لا نعلم. رغم أن كثير من تسريبات المحللين المطلعين على الشأن الأمني في إسرائي، تقول إنه اتخذ بعض القرارات السرية التي لم يُعلن عنها والحديث عن اغتيالات".

وخلص شبات، إلى أنَّ "هذه العملية إذا بدأت- يقصد عملية اغتيال في غزة- لا تستطيع إسرائيل إنهائها، والأمور مفتوحة على تصعيد متدحرج ومفتوح، لكِمن السؤال إنّ كانت "إسرائيل" مُستعدة لذلك في ظل أزمتها الداخلية.