أكّد المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، على أنَّ "الأسير المناضل وليد دقة الذي أمضى أكثر من 37 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خضع يوم أمس، لاستئصال جزء كبير من رئته اليمنى، بعد أنّ طرأ تدهور كبير على وضعه الصحي مُنذ ثلاثة أسابيع، حيث يُحتجز في مستشفى برزيلاي الإسرائيلي، بعد اكتشاف إصابته بالتهاب حاد في الرئتين ومعاناته من نقص حاد في نسبة الهيموجلابين بالدم".
الإهمال الطبي.. سرطان يجر سرطان للأسير دقة
وأضاف عبد ربه، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الأسير دقة لا زال يُعاني من نوع نادر من السرطان في النخاع العظمي، أدى لتفاقم حالته الصحية، مما يُشكل خطورة حقيقية على حياته، علماً بأنّه تم اكتشاف إصابته بسرطان الدم مُنذ العام 2015".
وتابع: "نظراً لسياسة الإهمال الطبي الممارس بحق كافة الأسرى، تفاقمت حالة الأسير وليد دقة الطبية واستدعت نقله إلى المستشفى الإسرائيلي تحت وطأة الحراسة المشددة في ظل وضع صحي صعب وقاسي".
وأشار إلى وجود خطورة حقيقية على حياته في المشفى، مُوضحاً أنَّه يتم تركيز المطالبات على كل المستويات لإنقاذ حياته؛ بسبب التدهور الكبير الذي طرأ على حالته الصحية.
من هو الأسير وليد دقة؟
واعتقل الأسير دقة، في 25 من آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.
وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".
عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط العام المنصرم، رُزق الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة.
يُذكر أنَّ الاحتلال أصدر بحقه حكماً بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عاماً، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عاماً.
خضر عدنان مُضرب مُنذ 68 يوماً
وعلى صعيدٍ موازٍ، أكّد عبد ربه، على أنَّ الأسير خضر عدنان، مستمرٌ في إضرابه عن الطعام مُنذ 68 يوماً، وهو محتجز داخل ما يُسمى مجازاً مُستشفى الرملة، ويُعاني من نقص كبير في الوزن وكذلك من نقص كبير في نسبة السوائل والأملاح في الجسم، ويدخل في مرحلة من الغيبوبة المتقطعة ويُعاني من حالة هزال وإنهاك شديد.
وشدّد على رفض الأسير خضر عدنان إجراء أيّ فحوصات طبية على أيدي السجانين، كما أنّه لا يحصل على أيّ نوع من التحاليل والمدعمات، وبالتالي هو في حالة صعبة صحياً.
وحذّر عبد ربه، من خطر الموت الذي يُهدد حياته في ظل استهتار إدارة السجون بحالته، وكذلك محاكم الاحتلال التي عملت على تجديد توقيفه حتى 29 من شهر أيار المقبل، في ظل إضرابه الذي تجاهلته بالمطلق محاكم الاحتلال التي عمدت على توجيه لائحة اتهام بحقه؛ كذريعة للإبقاء عليه رهن الاعتقال وبالتالي الأمور أصبحت أخطر مما مضى.
يُذكر أنَّ الشيخ الأسير خضر عدنان، يخوض الإضراب السادس له عن الطعام في سجون الاحتلال، رفضاً لاعتقاله الإداري، الذي أدى إلى قضائه ما يقارب من ثماني سنوات في كافة سجون الاحتلال.