قال قائد حركة "حماس" في قطاع غزّة، يحيى السنوار، اليوم الجمعة، إنَّ "مدينة القدس ستبقى حاضرة في وجدان الأمتين الإسلامية والعربية".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مهرجان "الضفة درع القدس"، مساء يوم الجمعة 14 أبريل 2023، بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يُصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بكل عام.
وأضاف: "لقد ترجمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عهد ووصية الإمام الخميني خير ترجمة، ومشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تأكيد آخر نعتز به ونقدره ويعتز به أبناء شعبنا الصابرون المرابطون".
وأكمل: "مشاركة الجماهير الحاشدة في يوم القدس دليل دامغ على أهمية القدس ومكانتها، وأنّها تتربع في صميم قلوب أمتنا وأنها القضية الجامعة الموحدة التي يمكن الأمة الالتفاف حولها، فيهدف هذا اليوم إلى أنّ تبقى القدس حاضرة في ضمير الأمة ووجدان العالم ولتجديد العهد في كل عام مع القدس والأقصى".
وأردف: "الواجب الشرعي يحتم على الأمة نبذ الخلافات وتوحيد مشروع الأمة، والضرورة توجب على الدول العربية والإسلامية أن تتصالح وتُنهي حالة النزاع"، متابعاً: "إننا نرى أنَّه من الضرورة المُلحة عودة سوريا للجامعة العربية، والمسارعة لبناء وترميم ما دمرته الحرب فيها".
واستدرك: "وقع علينا ظلم كبير من كثير من المحبين الين أرادوا أنّ ننحاز لطرف دون آخر فيما وقع من نزاعات داخلية، الأمر الذي سيشغلنا عن مسارنا الاستراتيجي للتحضير لمعركة وعد الآخرة".
وتابع: "نطمئن أمتنا أننا وإخواننا في محور القدس وبعد أن تخلت غالبية الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية عن واجبها في الدفاع عن القدس والأقصى، قد قطعنا شوطًا كبيرًا على طريق جهوزية محور القدس على طريق وعد الآخرة القريب".
وأضاف: "نتابع تفاصيل الرباط في القدس واعتداءات الاحتلال بحق المرابطين، وإن قيادة المقاومة وقيادة محور القدس ستتدخل لمساندتكم وحين يلزم فإننا لن نتردد في حمايتكم"، كما وجّه حديثه للمرابطين قائلاً: "أنتم تملكون مفاتيح السلم والحرب ولا تستصغروا أنفسكم فخلفكم جيوش جرارة ليس من فلسطين فحسب بل من كل محور المقاومة".
كما توجه برسالة إلى أهلنا بالضفة الغربية، قال فيها: "يا أهلنا في الضفة ويا رجالنا في أذرع المقاومة، كتائب الأقصى وعرين الأسود وسرايا القدس وأشاوس الأجهزة الأمنية الشرفاء، ما أعظم فعلكم".
واستطرد: "إنَّ شعبكم يعشقكم ويقدس جهادكم ومقاومتكم تراقب فعلكم وجرائم العدو، وإن قيادة المقاومة ومحور القدس لن يبخل عنكم بالغالي والنفيس لتعزيز ثورتكم"
واستكمل: "العدو ظن أنه بإمكانه سحل نساء المسلمين في الأقصى دون رد، فقد لقن المقاومون في الضفة الاحتلال درسًا بعملية بطولية قتل فيها 3 مستوطنين، لكِن العين بالعين والدم بالدم وما يجيب الرطل إلى العشرة".
وقال: "إنَّ يوم القدس العالمي ليس كلمات ولا خطابات وإنما صواريخ وأنفاق وجيوش وبارود، وكل أيام العام تحولت إلى أيام للقدس نفديها بالأرواح والمهج".
وناشد الأمة بالقول: "يا أمتنا وعلمائنا ونخبنا ومثقفينا، ترون والعالم يرى الحرب الدينية التلمودية التي يشنها شذاذ الآفاق على أقصانا وضفتنا، فماذا تعني ممارسات الاحتلال في الأقصى؟".
وتساءل السنوار: "ماذا يعني إذلال المسلمين على الحواجز وهم في طريقهم للأقصى من أجل العبادة؟ ماذا يعني منع دخولهم من بوابات البلدة القديمة وبوابات القدس وسحلهم واعتقالهم؟ ماذا يعني إصدار قرارات الإبداع للمرابطين؟ ماذا يعني مهاجمة المعتكفين في رمضان؟ ماذا يعني سحل نساء المسلمين والحرائر على الأرض؟ ماذا يعني مهاجمة المصلين واقتحامات المستوطنين في الأقصى وتأديتهم للطقوس التلمودية في الأقصى وعلى بواباته وتدنيس الحرم القدسي؟ إذا لم تكن هذه الحرب الدينية فماذا تعني الحرب الدينية؟ أين دوركم وما هو واجبكم يا علمائنا ومشايخنا؟".
وتطرق السنوار إلى انتهاكات الاحتلال بحق المسيحيين، متسائلًا: "ماذا يعني مهاجمة الكنائس ومنع إخواننا المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم في القدس؟!"، مُشيراً إلى أنَّ العالم تحرك ليسكب الماء البارد على المنطقة، لكِن الاحتلال الفاشي لم يلتزم، فكان الرد صعقة بسيطة ليفهم ردة فعل المقاومة في الضفة وغزّة وجنوب لبنان وفي المنطقة.
وأضاف: "الاحتلال بعد درس "غزة والضفة وجنوب لبنان" ذهب للتبريد التكتيكي وجمع قادته يتحدثون عن سياسة استعادة الردع، وستبقى المقاومة في غزّة والضفة ومحور القدس بالمرصاد للاحتلال وسنقوم بواجبنا للدفاع عن قدسنا وأقصانا وضفتنا وشعبنا وحرائرنا".
كما توجه بكلمة لزعماء العالم الحر، بالقول: "أقول لزعماء العالم الحر، أين أنتم مما يحدث؟ لقد انكشف كذبكم وزيف ادعاءاتكم في الدفاع عن حقوق الإنسان وباتت المكاييل المزدوجة واضحة"، مضيفًا: أن "عبارات الاستنكار والإدانة لم تعد كافية ولابد من تغيير استراتيجي، وإنهاء التطبيع ودعم المقاومة وإغلاق سفارات الاحتلال".
وذكر: "من لم يوجّه بوصلته للقدس اليوم، سيلفظه التاريخ وتلعنه الأجيال وحينها ولات حين مناص"، مُحذراً الاحتلال من العبث بالقنبلة النووية المسماة الحرم القدسي والمسجد الأقصى.
وفي حديثه ليهود العالم، قال السنوار: "أوجه رسالة خاصة ليهود العالم الذين ينكرون ما يحدث من حكومة الاحتلال، أعلوا صوتكم برفض سلوكها ومقاطعتها وإجبارها على تغيير مسارها، فأنتم أول المرشحين للاحتراق من الحرب الدينية التي يشعلونها".
وختم السنوار حديثه، بالقول: "أوجه رسالة للسواد الأعظم من المحتلين في أرضنا، أنتم ترون قلة من الشاذ يجرونكم لحرب ستدمر مستقبلكم، فهم يريدونها حربًا دينية إقليمية مجنونة وسنخوضها".