أكّدت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، مساء اليوم الأحد، على أنّ قضية الأسرى تعتبر إحدى أهم القضايا الوطنية، وأهم عناوين الصراع مع العدو المحتل والحكومة الفاشية العنصرية في دولة الاحتلال.
وفي بيان لها، قالت الجبهة الديمقراطية، إنّ "استمرار اعتقال حوالي خمسة آلاف أسير فلسطيني من بينهم مئات الأطفال والنساء وأكثر من ألف أسير معتقل إدارياً، وأكثر من 500 أسير محكوماً بالمؤبد، يواجهون ويتحدون قوانين حكومة الإجرام والتمييز العنصري، التي تهدف إلى تقويض إرادتهم، عبر التنكيل بهم، وسن القوانين الجائرة المستعادة من الأقبية المظلمة لعهود الفاشية في أوروبا، ويواجهون محاولات حكومة الاحتلال الانقضاض على منجزات الحركة الأسيرة التي حققوها بالتضحيات الجمّة ومئات الأسرى الشهداء والمرضى".
وأضافت إنّ "المعارك التي يخوضها أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، ومن ضمنها المعركة الأخيرة التي كان الأسرى يستعدون لها مع بداية شهر رمضان الحالي والتي انتهت بانتصارهم البطولي، لم يكن له أن يتحقق لولا وحدة الحركة الأسيرة والتفاف الشعب الفلسطيني ووقوفه مع الأسرى في معركتهم باعتبارها هي معركة الشعب كله، كما هي معارك الصمود في نابلس وجنين والخليل ورام الله والقدس وغزة وباقي الأراضي الفلسطينية وأراضي الـ48 وفي أماكن اللجوء والشتات"
ودعت الديمقراطية، كافة المؤسسات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية إلى الضغط على حكومة الاحتلال العنصرية بإلزامها بتطبيق اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة بشأن معاملة الأسرى وحقوق الأسير في القانون الدولي والإنساني، وإلى استمرار اليقظة وتعزيز الوحدة الميدانية واستعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الإنقسام، واعتبار ما صنعه الأسرى في وحدتهم نموذجا وطريقًا وحيدًا للإنتصار في كل المعارك ضد الإحتلال على طريق حرية كل الشعب الفلسطيني.
بدورها، أشارت الجبهة الشعبية في بيان لها، إلى أنّ "يوم الأسير الفلسطيني، يحل علينا وما يزال يقبع ما يزيد عن 4900 أسيرٍ وأسيرةٍ في سجون العدوّ الصهيوني؛ بينهم الأطفال والمرضى وكبار السن، ومن تجاوز وشارف على قضاء أكثر من 40 سنةً متواصلةً في سجونه، في ظروفٍ إنسانيّةٍ غاية بالبؤس والمعاناة النفسيّة والصحية".
وأكّدت أنّ ما أقدمت عليه الحكوماتُ الصهيونيّةُ المتعاقبةُ من إجراءاتٍ وممارساتٍ قمعيّةٍ وترهيبيّةٍ بحقّ الأسرى، لم تفت من عضد الحركة الوطنيّة الأسيرة وتماسكها ووحدتها.
ولفتت إلى أنّ الأسرى أوصلوا لنا من خلال خطواتهم النضاليّة الأخيرة، رسالةً واضحةً من جبهة نضالهم المتقدّمة في مقارعة العدو: "أنّ التمسّك بالأهداف والتوحّد خلفها والنضال من أجل تحقيقها، كلّها تشكّل إحدى أهم عوامل الانتصار على العدوّ مهما تعدّدت أشكال تفوّقه، ومهما كان مستوى عدوانه وبطشه وإرهابه".
وتابعت: "لا انفصال في خوض معركة الحريّة والانعتاق، من خلال النضال ضدّ الوجود والمشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي؛ فلسطين، بترابطه العضويّ مع المشروع الاستعماريّ الإمبرياليّ الغربيّ، الذي لاحق – ويلاحقُ - الثوّار من أجل الحريّة في مختلِف بقاع الأرض؛ دولًا وشعوبًا وأفرادًا".
وجّهت تحيّة الفخر والاعتزاز والتقدير للمناضل الأمميّ الرفيق جورج عبدالله، الذي يشارف على دخول عامه الأربعين في سجون الإمبرياليّة الفرنسيّة، مبيّةً أنّ استمرار اعتقاله طوال هذه السنوات، ورفض كلّ مطالب الإفراج عنه؛ يؤكّدُ ويكشفُ بوضوحٍ زيف ادّعاءات التنظير لما يسمّى بــ "العالم الحرّ" الداعي إلى حقوق الإنسان والديمقراطيّة والسلام.
وشدّدت على أنّ يومَ الأسير الفلسطيني يومٌ للحريّة، ليس للأسرى الفلسطينيين فحسب؛ فأبعاد قضيّتهم الوطنيّة والقوميّة والأمميّة، تجعله يومًا لكلّ أسرى الحريّة في هذا العالم.
ودعت الجبهة الشعبية، إلى وضع قضيّتهم في المكانة التي تستحقّها سياسيًّا بكلّ الوسائل والطرق المتاحة والممكنة، والمشاركة الواسعة بإحياء هذا اليوم في الفعاليات المزمع تنفيذها داخل وخارج فلسطين، من قبل القوى والفصائل الوطنيّة والمؤسّسات واللجان المعنيّة بقضيّتهم والمتضامنة مع شعبنا.