"إعمار غزة"..هل أصبح قضية ابتزاز وطني؟!

1761813000-3145-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور 

بدأت بعض الأطراف الفلسطينية والعربية، تدرك أن توقيع اتفاق شرم الشيخ لم يكن بتلك "الوردية السياسية" التي حاولت الترويج له، ليس بما به من ثغرات تصل إلى حد "الكارثية"، ولكن بغياب آلية واضحة متفق عليها لتنفيذ ما توافقوا عليه.

إلى جانب ما أعلنته دولة الاحتلال بأنها لن تتنازل عن "السيطرة الأمنية المطلقة"، ما يعني تغيير جوهري في مراحل المستقبل القادم، جاء الكشف عن موقف أمريكي بتقسيم مسألة إعمار قطاع غزة حسب المشهد الأمني، ليرسخ ذلك التغيير الكبير.

الحديث عن بدء إعمار قطاع غزة من "المنطقة الصفراء" حيث سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة، وكثافة سكانية منخفضة جدا، وتعطيل البناء في المنطقة الحمراء، المفترض أنها تحت سيطرة "قوة الاستقرار الدولية، تفتح الباب لوجود نموذج "أ" حيث "النعيم الأمريكي – الإسرائيلي"، ونموذج "ب" حيث الفقر والنزوح والتشريد.

سريعا جاء رد فعل عربي علني، خاصة مصر وقطر، بصفتهما من رعاة الاتفاق والضامنين برفض منطق تقسيم حركة التعافي وإعادة الإعمار، كونها خطة تكاملية تم الاتفاق عليها عربيا، وغالبية أممية، فيما الحديث عن محاولة التلاعب بذلك هدفه الأساس تكريس مبدأ فرض التهجير بطرق أخرى، خاصة وأن أمريكا وتل أبيب ستضع قيود حديدية على الانتقال بين المنطقة الصفراء والمنطقة الحمراء لممارسة الضغط الإكراهي نحو الخارج وليس الداخل.

الرفض العربي لرؤية أمريكا بفرض "التهجير" من قطاع غزة بطريقة جديدة، كتعديل على رؤية ترامب التي تم رفضها، لكنه لم يتخل عنها، ضرورة سياسية لكنه بالمقابل يفتح الباب حول ما هي خيارات الرد التي تملكها الدول العربية لقطع الطريق على المخطط التهجيري في ظل واقع غير إنساني، لا يمكنه تحمل تعبات معقدة في ظل ما سيكون مع دخول فصل الشتاء.

هل تملك الدول العربية الرافضة، وبحق، للمؤامرة الأمريكية المنسقة مع دولة العدو الاحلالي، قوة تأثير واقعية لكسر مسارها، بأن تعلن فتح صندوق مالي خاص بإعادة الإعمار تكون هي صاحبة الكلمة الأولى به، خاصة وأن الولايات المتحدة لن تساهم بأي مبالغ مالية في "صندوق الإعمار".

القيام بتشكيل "صندوق عربي" لإعادة إعمار قطاع غزة، يصبح أكثر من ضرورة خلال مناقشات المشروع الأمريكي حول قطاع غزة في مجلس الأمن، ما يمثل قوة ضاغطة على مسار المناقشات، بل وربما يحدث تغييرات رئيسية في مضمون الخطة التي تخدم استراتيجيا رؤية دولة الكيان، خاصة الفصل والتهجير.

تشكيل "صندوق عربي" لإعادة إعمار قطاع غزة، يمكن أن يكمل مهامه بوضع جزء من الدعم للحكومة الفلسطينية المركزية، في ظل حصار حكومة الفاشية اليهودية والاستيلاء على حقوقها المالية، المعروفة باسم "أموال المقاصة"، وتعزيزا لدورها التمثيلي خاصة في اليوم التالي بعد الحرب.

تشكيل "صندوق عربي" لإعادة إعمار قطاع غزة، سيكون خطوة تعيد الاعتبار للحضور العربي، وإغلاق باب الثغرات الخطيرة التي برزت خلال زمن الحرب منذ 7 أكتوبر، وتأكيدا لعلاقة انتماء أصابها خلل كبير، بل منها كان له ما فاق "الضرر الممكن".

تشكيل "صندوق عربي" لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم الحكومة المركزية، رسالة إعادة اعتبار للقرار العربي في مواجهة محاولة خطفه لصالح تركيا وتل أبيب وبعض صغار يعتقدون أنها قناة "تكبير" المكانة والدور، وكأنها عمليات تجميل لبعض مناطق الجسد المشوهة.

الاكتفاء برفض المخطط الأمريكي لإعادة الإعمار عبر نموذج "أ" و"ب" مقبول سياسيا، لكنه واقعيا يذهب لمنع "الإعمار" وهو هدف مركب لواشنطن وتل أبيب.

الانتقال من مرحلة "الرفض الكلامي" لمخطط أمريكي إسرائيلي إلى مرحلة تأسيس قواعد عمل جديدة، تصبح هي قاعدة الفرض وليس قاعدة المفروض.

ملاحظة: حكي حماس انها اتفقت مع مصر على تشكيل لجنة إدارة غزة واليهود رفضوا..بينت انها حركة مصرة على جلب خراب أكتر.. تجاهلت السلطة مع انها هي هي حفيدة البنا قالت قبل يومين انها مع لجنة برئاسة وزير ..طيب تكذبوا على الناس هاي طبيعتكم من 1928..بس تكذبوا على دول هاي حقها خراب فخراب.. ناس الكذب نسيجهم لا آمان وطني لهم..

تنويه خاص: واحد من فصائل "تحالف الفرس".. اللي قادوا أكبر نكبة على المشروع الفلسطيني.. بيقلك لن نسلم السلاح في غزة الا لدولة فلسطينية..طيب يا بو بارودة أي دولة بدك.. اللي تنازلت عن 78% من فلسطين مثل ما كنت تحكي ليل نهار..ام دولة كل فلسطين..فيك تحكي أم ركبك سابت..يا متفرسن!