الأزمة السُّودانية بين مآرب السِّياسة وانتعاش اقتصاد الحرب..!!

حجم الخط

بقلم صلاح محمد إبراهيم أبو غالي

 

 

 يحتوي التُّراب السُّوداني على ثروات هائلة من الموارد الطبيعية والتي بلا شك كانت ولا زالت سبباً رئيسياً في تأجيج الصِّراعات.
إذاً فالقضية ليست نزاعاً إثنياً أو قبلياً بقدر ما هي توجُّه نحو مصالح ذات أهداف محدَّدة ومعلومة، وهي حقيقة توصَّل إليها الجميع..
وتأتي "دارفور" في مقدِّمة المناطق التي تتمتَّع بموارد متنوِّعة وهائلة استُخدمت كوقود للصِّراع بدلاً من توجيهها نحو تحسين أوضاع ملايين المواطنين الذين يعانون من الفقر والبطالة والغلاء.

محاور وقوى الصِّراع :
الصِّراع في السُّودان بات يتحوَّل إلى حرب مفتوحة بالوكالة، تقودها محلِّياً قوَّات المكوِّن العسكري "الجيش" بقيادة (البرهان) في مواجهة مع قوَّات الدَّعم السَّريع بقيادة (حميدتي) وحليفتها قوَّات الحرية والتَّغيير "قحت" بقيادة (حمدوك) ، وتتجاذبهم إقليمياً السُّعودية والإمارات ومصر وتركيا "وكلاء الغرب في المنطقة"، ودولياً تقودها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين..

ثروات تحت أرض الصِّراعات في دارفور :
صراع المصالح وفتح ساحات نفوذ دولية جديدة كان ولا زال هو عنوان الأحداث الدائرة في السُّودان ، وساحة السُّودان أصبحت إحداها لما فيها من مقدَّرات مائية ونفطية وذهب وموارد طبيعية أخرى ، وعليه فقد بات الصِّراع محموماً للسَّيطرة على تلك الموارد..

لماذا إقليم دارفور ؟؟
وبالإضافة إلى الأسباب السِّياسية للصِّراع في دارفور ارتبطت الأزمة بالموارد الموجودة في باطن أرضها..
إذ تتوزَّع الثروة المعدنية في إقليم دارفور بين الحديد والرَّصاص والغرانيت والكروم والنُّحاس والرُّخام ومواد البناء، وتقدَّر كمِّيَّاتها بملايين الأطنان، كما تمتلئ دارفور بمخزون هائل من اليورانيوم يبلغ نحو ستة ملايين طن، حسب بيانات غير رسمية.

أهداف الصِّراع :
ويأتي الهدف الحقيقي من وراء ذلك كلِّه وهو فصل "إقليم دارفور" كما تم فصل "جنوب السُّودان" من قبل لخدمة الأجندات والمخطَّطات والأطماع الدولية للإستيلاء على مقدَّراتها ومواردها.
فمن يمتلك موارد الإقتصاد يمتلك مفاتيح السِّياسة وقيادة العالم.

النَّتائج المترتِّبة على الصِّراع :
مع انتهاء الصِّراع المسلَّح في السُّودان ، سيخرج الطَّرفان (المنتصر والمهزوم) وقد خسر كل منهما أفراداً من قوَّاته، والدَّمار الشَّامل الذي سيصيب مؤسَّسات الدَّولة، إلى جانب ارتفاع معدَّلات الفساد والجَّريمة المنظَّمة، والنَّتيجة الحتمية للصِّراع، زيادة معدَّلات الفقر والبطالة..
وأيضاً انهيار وتراجع الموارد الماليَّة، فضلاً عن الخسارة العامَّة التي ستُمنى بها البلاد باعتبارها منطقة صراع، فلا تقربها الإستثمارات الأجنبية، كما ستهجرها الاستثمارات المحلِّيَّة، وتكون البلاد في حالة ضعف، ستمكِّن مشروعات إقليمية ودولية للنَّيل منها.