معاريف : “حرب وقائية فوراً”.. لقادة إسرائيل: لا تفوتوا فرصة الإنهاء على “جمال عبد الناصر 2023”

-غانور-e1666392262453.jpg
حجم الخط

بقلم  أفرايم غانور

 الواقع المركب والإشكالي لهذه الأيام ما قبل يوم الاستقلال الـ 75 لدولة إسرائيل يشبه الواقع الذي ساد هنا قبل 56 سنة عشية يوم الاستقلال الـ 19 في ربيع 1967. دولة إسرائيل الصغيرة والفقيرة في تلك الأيام علقت في ركود اقتصادي عميق بدأ في شتاء 1966، بعد أن عرض ليفي أشكول حكومته. ووجد هذا تعبيره في موجات إقالة واسعة، وفي إضرابات ومظاهرات لآلاف العاطلين عن العمل الذين كان عددهم يزداد كل يوم، في أجواء اليأس الشديد التي أدت إلى هجرة واسعة من الدولة وولدت في حينه النكتة عن يافطة كبرى نصبت في مطار اللد (الذي لم يكن قد أصبح بعد مطار بن غوريون) – “الأخير الذي سيطفئ النور”.

بالمقابل، لم يتوقف أعداء إسرائيل للحظة عن العمل على إبادة دولة الصهاينة، رأوا في الوضع الاقتصادي الصعب لإسرائيل فرصة ممتازة للخروج في هجوم متداخل لإبادتها.

على رأس هذا المعسكر كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي رأى في ليفي أشكول زعيماً ضعيفاً وغير مقرر مع حكومة مفككة. ما ساهم أكثر من ذلك في إحساس أعداء إسرائيل هذا هو أن علاقات إسرائيل – فرنسا، الصديق الأكبر والأهم لإسرائيل في ذاك الوقت، قد أخفقت، إلى جانب أن الولايات المتحدة “شرطي العالم”، كانت غارقة في حينه في حرب فيتنام حتى الرقبة.

ناصر، الذي تكبد جيشه في حينه خسائر فادحة في حرب خاضتها مصر في اليمن، رأى في الحرب ضد إسرائيل فرصة ليثبت لشعبه بأن لدى مصر جيشاً قوياً وجيداً. إلى جانب كل هذا، دارت في الحدود الشمالية لإسرائيل في منتصف الستينيات معركة يومية مع السوريين على مصادر المياه، فيما عملت سوريا، بمساعدة الأردن، على تحويل مصادر نهر الأردن، وبذلك مست بأحد مصادر الماء الأهم لدولة إسرائيل، التي دشنت في تلك السنين “المشروع القطري”.

في أثناء تلك الحرب التي جرت في حينه شمالي إسرائيل، قصف السوريون الذين تمترسوا جيداً في عشرات الاستحكامات في هضبة الجولان بلدات سهل الحولة بلا انقطاع، وبعامة بلدات الجليل التي كانت منبسطة أمام أقدامهم.

محللون وخبراء عسكريون من تلك الأيام أضافوا إلى هذا أن الاتحاد السوفيتي الذي كان مشاركاً جداً في تسليم وإرشاد جيشي مصر وسوريا، وفهم بأن دولة إسرائيل الصغيرة أنهت المفاعل النووي في ديمونا في تلك الأيام ولها قدرة نووية، شجع مصر على هذه الحرب كي يضرب إسرائيل وقدراتها النووية.

لقد كان هذا إعلان حرب ترك في إسرائيل 1967 إحساساً شديداً من الخوف والقلق من كارثة ثانية. الكل يعرف نتائج تبجح ناصر وهذه الحرب. الجيش الإسرائيلي الذي استعد لهذه الحرب على مدى عقد، أثبت في حينه للعالم المنذهل قوته وقوة دولة إسرائيل الصغيرة التي أصبحت بين ليلة وضحاها قوة عظمى.

كل هذه المقدمة كتبتها هنا انطلاقاً من الإحساس بأن دولة إسرائيل هذه الأيام تمر في الواقع إياه وتحت التهديد إياه الذي شعر به هنا كل من كان يعيش في دولة إسرائيل في 1967. الشرخ والصدع في دولة إسرائيل كما يصوران ويبثان كل يوم لكل العالم من المظاهرات، من خطابات وتصريحات السياسيين، تخلق عن حق إحساساً بدولة في تفكك، مما يشجع أعداءها الكثيرين والمتحمسين على استغلال الزخم للهجوم، ولإبادة دولة اليهود.

في الوقت الذي تشتعل فيه كل أضواء التحذير على خريطة إسرائيل بكل قوتها، لا شك هناك أو مكان للتردد؛ دولة إسرائيل ملزمة بالخروج الآن وفوراً إلى حرب وقائية ذكية ومفاجئة، لتضرب منظومة آلاف الصواريخ لدى “حزب الله” في لبنان، الموجهة نحو الجبهة الداخلية لإسرائيل، ولتوجه ضربة قاضية إلى “رأس الأفعى” الإيرانية ولتنزل ضربة قاضية على حماس والجهاد الإسلامي. ليس سهلا مثلما يكتب هنا، لكنه أمر الساعة. صحيح أنه لا أحد يريد حرباً يسقط فيها أفضل أبنائنا، ولا أحد يريد رؤية خراب ودمار، لكن من المهم أن نعرف، بأن الزمن يعمل في صالحنا. كل تأخير وانتظار سيشدد هذا الصراع على وجود دولة إسرائيل.

 

 معاريف