وضعت أحد المناطق الإيطالية، وهى منطقة ألتو أديجى التى تتمتع بالحكم الذاتى، والمعروفة أيضًا باسم مقاطعة بولزانو - جنوب تيرول، فى شمال البلاد، حدًا أقصى لأعداد الزوار فى محاولة لمنع السياحة المفرطة.
وفرضت المنطقة، قيودًا على الزوار الذين يقضون ليلة واحدة، حيث وضعت حد أقصى لأعدادهم بمستويات عام 2019 وفرضت حظرًا على فتح أى أماكن إقامة جديدة، ما لم يتم إغلاق أماكن أخرى.
المنطقة الواقعة على الحدود الإيطالية مع النمسا، واحدة من أشهر المداخل المؤدية إلى جبال الدولوميت، حيث يتدفق الزوار لمشاهدة القمم الصخرية الرائعة التى تتوهج باللون الوردى عند غروب الشمس.
ومن جهته، أوضح أرنولد شولر، المسئول عن السياحة فى ألتو أديجى - الذى اقترح القانون الجديد - أن المنطقة وصلت إلى الحد الأقصى لما يمكن أن تتطلبه، وقال: "لقد بلغنا الحد الأقصى من مواردنا، وواجهنا أزمات متعلقة بحركة المرور، ويواجه السكان صعوبة فى العثور على أماكن للعيش"، مضيفًا أنّهم "يريدون ضمان جودة الحياة للسكان المحليين والسياح، والتى ازدادت صعوبة على مدى العقد الماضى".
وتابع شولر :"السياح يأتون إلى هنا للتنزّه ورؤية الأماكن الجميلة، وليس ليجدوا أنفسهم قد علقوا فى إزدحام مرورى"، إذ أنه فى عام 2022، شهدت المنطقة 34 مليون حالة مبيت لليلة واحدة، وتابع: "فى أوقات معينة من العام وفى مناطق معينة، أصبح الوضع صعب تحمّله".
وشرح: "قطاع السياحة مهم للغاية بالنسبة لنا، للوظائف والاقتصاد، ولكننا وصلنا إلى الحد الأقصى، لذلك اتخذنا هذه الإجراءات لضمان إدارة أفضل لتدفق حركة السير، وتوفر أماكن إقامة للسياح".
ويمنع القانون، الذى سُن فى سبتمبر 2022، أى شخص من فتح مسكن جديد، أو إضافة المزيد من الغرف من دون الحصول على إذن من السلطات المحلية.
وتم تحديد عدد الأسرّة المسجّلة رسميًا اعتبارًا من عام 2019 بأقل من 230 ألف سرير، والآن، لدى أصحاب الفنادق والنزل مُهلة حتى 30 يونيو المقبل لإبلاغ السلطات بعدد الضيوف الذين كانوا يُسكنونها بالفعل فى عام 2019، بما فى ذلك الزوار الذين اتخذوا من الأرائك أسرّة للنوم، والتى لم يتم احتسابها سابقًا فى الأرقام الرسمية.
وسيحدّد هذا العدد النهائى الحدّ الذى لا يمكن تجاوزه فى المستقبل، وسيكون لكل شركة عدد غرف ثابت، وتم حصر 1000 "سرير" آخر لتخصيصه خلال ظروف استثنائية، ومنذ عام 2021، أصبح الوصول إلى البحيرة الجليدية "Lago di Braies" يسرى عن طريق الحجز فقط خلال موسم الذروة.
وأوضح أن تقييد الوصول إلى الأماكن الأكثر شعبية يفيد الجميع، ويقارنه بالمتاحف وصالات العرض التى تبيع عددًا محددًا من التذاكر كل يوم، وأضاف: "لن يَسعد بذلك السكان المحليين فقط، بل السياح أيضًا الذين سيعانون من مشاكل أقل فى الوصول إلى الوجهات السياحية، وسيتمكنون من العثور على أماكن لتناول الطعام".