أعلنت فرنسا نيتها عقد مؤتمر دولي بهدف مواصلة الجهود لحل الدولتين واستئناف المفاوضات، مهدددة أنها إن لم تثمر الجهود فإنها ستعترف في الدولة الفلسطينية .
وبالإشارة إلى تلويح فرنسا في الاعتراف بفلسطين ، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة د.مخيمر أبو سعدة، أنه ليس غريباً على فرنسا أن تتخذ مواقف ايجابية مع فلسطين والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن فرنسا لديها مواقف سياسية متقدمة عن باقي دول الاتحاد الاوروبي، وهي اعترفت بفلسطين بصفة مراقب في 29 نوفمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكذلك من الدول التي صوتت لصالح فلسطين كعضو داعم في اليونسكو.
وأضاف "مخيمر" : "لو عدنا للوراء، فإن رؤساء فرنسا سابقاً كانت لهم مواقف داعمة ومساهمة للرئيس عرفات".
و أوضح مخيمر أن فرنسا تدرك حالة الجمود السياسي في الصراع السياسي الفلسطيني الإسرائيلي كما تدرك أن نتنياهو واليمين المتطرف غير معني بحل الدولتين ولا بالتوصل لتسوية سياسية .
ويرى المحلل السياسي د. عمر جعارة ، أنه يجب ألا نصفق لهذه التهديدات إلا بعد أن تتحول لقرارات، موضحاً أن كثير من الدول الأوربية كالبرازيل هددت أيضاً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنه لم يُقرر، لهذا من المبكر التصفيق له، ولا يجب إلا بعد الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية 67 وفق اتفاق اوسلو .
وأضاف جعارة:" أنه حتى وان تم الانسحاب فإن هذا حتى يُعتبر نصراً للإسرائيليين ذلك أنهم يلاحقون اربعة مليون فلسطيني في الـ22% المتبقية لهم من أرضهم.
وعن دوافعها في الاعتراف، قال "د. مخيمر" أن باراك اوباما في أيامه الاخيرة ولم يتبق له إلا اقل من عام، وبالتالي فإن من الصعب على الرئيس الأمريكي ان يقوم بجهود جديدة لاستئناف المفاوضات أو التوصل للتسوية، مضيفاً أن فرنسا مقتنعة بأن أمريكا ليست جدية في القضية الفلسطينية، وهي منشغلة بقضايا أكثر سخونة مثل "داعش" والإرهاب والملف النووي.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية تراجعت ولم تعد لها اولوية في الشرق الأوسط، لهذا هي عبرت عن هذا الموقف بالتلويح بالاعتراف، وكما يقال في السياسة:" أنها قامت بإلقاء الحجر في المياه الراكدة"، ولكن تأييدها للموقف بدون تأييد أمريكي للأفكار الفرنسية سيكون من الصعب تسويقها في الشرق الأوسط لأن اسرائيل من المؤكد أنها سترفض .
وفي إطار تأثيرات الاعتراف على إسرائيل ، يعتقد "د. مخيمر " أنها لو أقبلت على لاعتراف بفلسطين سيكون التأثير من منطلق أنها عضو دائم في المجلس الدولي وهي جزء من المنظومة المؤيدة لإسرائيل، وهذا سيكون له تداعيات، كازدياد عزل اسرائيل والدعم المتواصل للقضية الفلسطينية.
وأوضح "د. جعارة " أن هذا يؤثر على اسرائيل لأن الولايات المتحدة الامريكية لا تستغني عن حلفائها الأوربيين ، ذلك أن فرنسا العضو الأكثر شغباً على أمريكا في حزب الناتو وتستطيع التأثير على امريكا والدليل أنه في 1956 عندما هاجمت فرنسا وبريطانيا مصر بدون مجلس الأمن وفعلت ذلك لأن الفيتو الأمريكي كان بالمرصاد، تماماً مثل ما فعلت فرنسا عندما هاجمت أمريكا العراق .
ويرى أن فرنسا تستطيع أن تؤثر على المنظومة الأوربية ولكن الثقل الأوروبي على القرار الأمريكي ضئيلاً ومشكلتنا مع ساكن البيت الأبيض مهما كان اسمه ولونه ومهما لوحت فرنسا وغيرها بالاعتراف فإن اسرائيل لا تأخذ بالاً لها لأن الثقل الأوروبي على القرار الأمريكي ضعيفاً لأن العولمة الأمريكية هي الأقوى في العالم .
يشار إلى أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د صائب عريقات أكد في تصريح لوكالة خبر على أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد له على أنه سيتم تطبيق التصريحات الى حقائق ملموسة على الأرض.