"القادم حرب كبيرة"

تحليل: رغم حسابات إسرائيل.. هل تستطيع الفصائل تنفيذ وصية الشيخ الشهيد خضر عدنان؟!

عدنان
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

كان الاستشهاد ممراً إجبارياً للشيخ الأسير خضر عدنان "45 عاماً"، لمن تابع عن كثب قضية إضرابه السادسة والأخيرة، فقد توقف الجسد النحيل عند 86 يوماً من الإهمال الطبي داخل زنازين مسلخ سجن الرملة، فلم يرحمه الاحتلال بنقله لمشفى حقيقي وقرر إعدامه مُنذ لحظة إعلانه الإضراب عن الطعام، وذلك بإصرار الاحتلال على رفض الاستجابة لمطالبه العادلة بالحرية أو حتى الإفراج عنه بكفالة مالية مراعاة لظرفه الصحي.

المحطة الأخيرة للإضراب.. الشهادة

في حديثٍ سابق، لوكالة "خبر" مع زوجته رندة موسى، والتي طالما وصفها الشيخ الشهيد، بأنّها جيشه الأول والأخير في معركته، قالت: "إنَّ الاحتلال يتعمد عدم إظهار صورة الشيخ في إضرابه؛ حتى يستفرد به، وهو ما حدث فعلاً، فغابت الكاميرات عن تصوير الشيخ الشهيد والجوع يذيب لحمه وشحمه وينخر عظمه، وحضرت وهو أمام معهد أبو كبير في تل أبيب والشيخ جثة هامدة".

شهادة الشيخ خضر عدنان، كانت صادمة، للشارع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية، التي اعتادت خروجه منتصراً من معارك الأمعاء الخاوية التي خاضها خلال الأعوام السابقة بدءًا من العام 2004، و2012، و2015، و2018، و2021، وأخيراً 2023.

وفي ردود الفعل على استشهاد الشيخ، عمَّ الإضراب الأراضي الفلسطينية الضفة وغزّة، بينما لم تمضِ ساعات قليلة على استشهاده حتى بدأت صواريخ المقاومة تدك مستوطنات الاحتلال المحيطة بغزّة؛ لترد طائرات الاحتلال مساء أمس، بقصف مواقع تدريب المقاومة في أنحاء مختلفة من القطاع.

وتواصلت جولة التصعيد برد المقاومة بصواريخ مضادة للطيران وصواريخ أرض جو؛ على طائرات الاحتلال التي غزت سماء القطاع بانفجارات حولت أرضه لساحه قتال؛ رغم عدم ابتعادها عن تجمعات السكانية أمتار معدودة؛ الأمر الذي تسبب بسقوط شهيد وعدد من الإصابات.

وأخيراً مع ساعات الفجر الأولى، كشفت مصادر مُطلّعة عن اتفاق وقف إطلاق نار متبادل بين فصائل المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية، لكِن الاحتلال من جانبه لم يُعلن كعادته التوصل لوقف إطلاق النار.

القادم.. حرب كبيرة

بدوره، توقع المختص في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، عدم صمود الهدنة بين فصائل المقاومة والاحتلال بسبب تواصل الاعتداءات "الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني على مدار الساعة، مُرجحاً أنّ تؤدي الهدن القصيرة في نهاية المطاف إلى حربٍ كبيرة.

ورأى الهندي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنَّ رد المقاومة على استشهاد الشيخ خضر عدنان؛ خاصةً حماس يُعزز من مكانتها الإقليمية والدولية؛ لذلك تحرص على الرد؛ الأمر الذي يعطيها شرعية أكثر ويزيد من قوتها كونه يأتي في سياق الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وبالحديث عن قدرة الفصائل على فرض ضغط على إسرائيل، لتحرير جثمان الشيخ الشهيد خضر عدنان، وفقاً لوصيته، قال الهندي: "إنَّه لا يستطيع أحد الضغط على إسرائيل، باستثناء الولايات المتحدة، فهي الدولة الوحيدة التي لديها سجون ومقابر للشهداء وليس لديها استعداد للتنازل لأحد من الوسطاء سواء مصر أو الأردن".

وأشار إلى أنَّ أحد أسباب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة في العام 2015، هو حسابات "إسرائيل" في قصة جثامين الشهداء، مُستدركاً: "إسرائيل لا تحتفظ بجثامين الشهداء من أجل التفاوض مع حماس على جنودها من القتلى، بل لعدم إثارة الناس وإخراج مظاهرات كبيرة في مواكب تشيعهم".

وأوضح أنَّ القانون الإسرائيلي المجرد، يفترض أنّ من يموت ينتهي حكمه ويتحرر جثمانه، فجثمان الشهيد ناصر أبو حميد، مُحتجزاً رغم حتى الآن رغم تدخل جميع الأطراف بما فيها أمريكا وأوروبا ومصر والأردن.

هل تُنفذ وصية الشيخ؟

وقد جاء في وصيه الشيخ الشهيد خضر عدنان الذي شرع في إضرابه عن الطعام في الخامس من فبراير الماضي وانتهي باستشهاده في 2 مايو الجاري: "إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي وسجوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات واجعلوه قبراً بسيطاً واطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر وأن يجعل قبورنا رياض من رياض الجنة لا حفرة من حفر النيران وأنّ يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم".

وختم الهندي حديثه، بالتساؤل: "بالتالي هل ستنجح الضغوط في تحرير جثمان الشيخ خضر عدنان بالنظر إلى حسابات إسرائيل في هذه المسألة؟!"، مُضيفاً: "إسرائيل لديها فرصة ذهبية لتنفيذ سياستها في الضفة الغربية أكثر من الـ70 سنة الماضية من احتلالها لفلسطين".