في ظل المعطيات القائمة... هل ستشهد غزة حرباً قادمة؟!

12625843_10206944282738771_1419188965_n
حجم الخط

أفادت وسائل إعلام اسرائيلية، أن جيش الاحتلال سيبدأ غداً الأحد، تدريبات عسكرية واسعة في منطقة الشمال وغور الأردن يستمر حتى الأربعاء القادم.

وفي هذا الخصوص أوضح المحلل السياسي المختص بالشأن الاسرائيلي ناصر اللحام لوكالة "خبر"، أن اسرائيل تقوم بتصدير أزمتها الأمنية والسياسية داخل الخط الاخطر وقلق الجمهور الاسرائيلي وفقدانه الأمن إلى قطاع غزة، عن طريق إثارة الحديث عن حرب مقبلة، والتهويل من دور الأنفاق في محاولة لتحقيق عدة أهداف، أولها إثارة غريزة الخوف عند المجتمع الاسرائيلي لكي يكفوا عن المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو، ثانيها اعتراض المبادرة الفرنسية والدعوة لمؤتمر دولي، ثالثها النجاة من حركة المقاطعة العالمية التي عجزت اسرائيل عن إفشالها.

وأفاد المحلل السياسي هاني حبيب لوكالة "خبر"، أن مجمل التصريحات الاسرائيلية كانت على المستويين السياسي والأمني وكذلك بعض التصريحات الفلسطينية، تشير لما كان قبل الحرب الاسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، مما يجعل المواطن الفلسطيني يشعر وكأن هناك حرباً قادمة لا بد منها.

وأضاف حبيب أن هناك بعض المحللين الاسرائيليين يشيرون إلى أن هذا العام لا يمكن أن ينتهي بلا حرب، فكل هذه الأجواء تجعل عملية القول بإمكانية قيام حرب اسرائيلية رابعة على قطاع غزة باتت واردة، مشيراً إلى أن هذا جزء من الحرب النفسية، فإسرائيل لديها قناعة أن التهديد بالحرب يحقق النتائج المرجوة دون وقوعها.

ورداً على قول صحيفة "معاريف" العبرية إن المقاومة في قطاع غزة تستعد لمواجهة عسكرية، قال اللحام إن المقاومة في غزة دائما تستعد لمواجهة عسكرية، فمنذ نشأتها وحتى الآن مستعدة لمقاومة اسرائيل وأي عدوان آخر.

وأشار حبيب إلى أن هناك إمكانية لحرب استباقية على ضوء ما تشيعه اسرائيل من تنامي قدرات حركة حماس على صعيدين الأنفاق من ناحية والصواريخ من ناحية أخرى، فنحن أمام موجة اختلط فيها الحقائق بالشائعات  والحرب النفسية هي الحرب العملية، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بشكل دقيق بما يمكن أن تأول إليه الأمور.

وبالنسبة للتصريحات التي صدرت مؤخراً عن قادة حركة "حماس" حول بناء الأنفاق، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، أوضح اللحام أن حماس تريد أن ترفع معنويات الجبهة الداخلية وتسجل رسالة ردع ضد إسرائيل وكل من يحاول أن يفرض عليها حل إجباري في قطاع غزة، لذلك ردت حماس على التهديدات الاسرائيلية وتجاوبت معها بمزيد من التصعيد.

في حين قال حبيب إن هذه التصريحات جزء من العمل الإعلامي، وحركة حماس لم تكن بحاجة إليها لأنها تفعل فعل الصاروخ في هذه الفترة الحساسة والهشة، داعياً إلى التدقيق في التصريحات قبل إطلاقها.

وأشار اللحام إلى أن أنفاق المقاومة هي خطوة دفاعية نظراً لامتلاك اسرائيل سلاح الطيران القادر على قصف أي هدف على شعاع 10 آلاف كيلو متر، فلن تصمد حركة حماس ولا أي فصيل آخر أمام سلاح الجو وطائرات ال إف 35 المتطورة  والقاذفات ساعة واحدة دون وجود الأنفاق التي بمثابة خط حماية ودفاع للبقاء، منوهاً إلى وجود نوعين من الانفاق، أنفاق فيتنام، وأنفاق غزة التي هي أكثر تطورا وعلماً وهندسة من نظيرتها التي هزمت الجيش الأمريكي.

وأكد حبيب على أن الأنفاق تشكل مشكلة كبيرة لدى إسرائيل، حيث كانت هناك بعض الإشارات على أن اسرائيل ليس بوسعها تحديد أماكن ومدى اختراق صواريخ المقاومة، في المقابل اسرائيل قد يكون لديها الكثير من المفاجآت فهي تعمل بصمت على عكس المقاومة التي تهلل كثيراً من إنجازاتها.

واعتقد اللحام أن الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة لن تسمح لإسرائيل القيام بحرب جديد عليه، نظراً لأنها تقصف أموال أوروبا. مشيراً إلى أن الاحصائيات التي أعلنتها الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية تؤكد بأن أكثر من نصف المباني تم إعادة إعمارها وهناك المزيد من الإعمار.