هارتس : لماذا قتلتم الأطفال والنساء في غزة؟

روغل الفر.jpeg
حجم الخط

بقلم: روغل ألبير

 

 



فيما يأتي بعض الأسئلة الموجهة إلى رئيس الأركان، اللواء هرتسي هليفي:
ما هدف العملية التي تقودها في غزة؟ يمكن الافتراض أن هدفها ليس قتل مواطنين أبرياء من غزة، ومع ذلك، فقد أصدرت الأوامر بقتلهم. لأنك كنت تعلم بصورة أكيدة بأنهم سيتعرضون للأذى. هذه مسؤوليتك. لقد قُتلوا لأنهم كانوا أبناء ونساء وجيران زعماء "الجهاد الإسلامي" الثلاثة في غزة. اغتال الجيش الإسرائيلي تحت قيادتك الثلاثة. ما هي الفائدة الاستراتيجية التي جنتها إسرائيل من هذه العملية؟ هل أصبح "الجهاد الإسلامي" من بعدها أكثر ارتداعاً؟ أثناء كتابة هذه السطور، أطلق التنظيم أكثر من 300 صاروخ على إسرائيل، والحبل على الجرار، وطبعاً، هذا يعني أنه لم يرتدع. في رأيك، هل سيوقف "الجهاد الإسلامي" نشاطه بعد اغتيال القادة الثلاثة؟ تعلم بأن هذا لن يحدث.
هل سيخاف قادة التنظيم من القيام بمهماتهم خوفاً على حياتهم؟ تعلم جيداً بأن هذا ليس صحيحاً. القادة الذين اغتيلوا سيحلّ محلهم آخرون. ومَن سيحل محلهم سيكون له الأهداف وأساليب العمل عينها. والحال هذه، من أجل ماذا فعلت ذلك؟ من أجل مَن قتلت هؤلاء المواطنين وأولادهم ونساءهم وجيرانهم؟ ولماذا هذا جيد؟ علاوةً على ذلك، كيف يمكن أن يكون ضميرك مرتاحاً؟ فأنت تعرف أنك لم تحقق الهدوء، وأنت تعلم بأنك لم تمنع التصعيد. وأنت تعلم بأنك لم ترسل أي "رسالة" إلى إيران. فهي ستواصل طريقها. وسائل الإعلام الرئيسة، وفي طليعتها نشرات الأخبار في التلفزيونات، تكاد تفقد وعيها إعجاباً بالقدرات الاستخباراتية والعملانية التي أظهرها الجيش تحت قيادتك. والمعلقون المثيرون للشفقة من شدة إعجابهم، هم فقط مَن وصلتهم الرسالة.
لقد اقترحت على غالانت هذه العملية. هل مرّت في ذهنك، ولو ثانية، فكرة أنها غير مفيدة؟ وليس لها سبب جيد، وأن كل هذا الموت والدم والدمار لن يغيّر شيئاً، وبالتالي لا لزوم لها؟ ألا تشعر بأنك مثل الذبابة التي تصطدم ألف مرة بالنافذة المغلقة؟ ألم تلاحظ المحاكاة، والأسلوب الذي يكرر نفسه، ألم تشعر بالكذب؟ أكيد أنت تعرف، فلماذا والحال هذه، تفعل ما تفعله؟ أنت تتصرف كإنسان آلي من دون تفكير. كيف تبرر لنفسك كل المعاناة والمال اللذين تحصدهما هذه الجولات؟ أرسلت طيارين لقتل الأولاد خلال نومهم - من أجل ماذا؟ من أجل عملية بين سلسلة لا تنتهي من العمليات؟
قد يكون هناك الكثير من الأسباب السياسية الجيدة للقيام بهذه العملية - تحسين وضع نتنياهو في استطلاعات الرأي، وتحسين علاقته بإيتمار بن غفير، وإزالة تهديد فرط الحكومة، وتوحيد الشعب حول الوضع الأمني، وتحويل الانتباه عن الانقلاب القضائي، وإعطاء الطيارين الاحتياطيين ما ينشغلون به غير الاحتجاج، وتحويل الانتباه عن الهوة الاقتصادية الآخذة في الاتساع. لكن يجب أن نسألك: ما هو السبب الجيد، العسكري والمهني والاستراتيجي، الذي لديك؟ آمل أن تلاحقك أرواح الذي قتلتهم في غزة حتى آخر يوم في حياتك. مع الأسف، يبدو أن هذا لن يحدث لأنك لست من هذا النوع.

عن "هآرتس"