الكاتب: عطا الله شاهين
ذات حلمٍ شاهدتُ امرأة تجلسُ على قمةِ جبلٍ حينما كان الشّفق يشع بلونه الرائع، كانت تلك المرأة وقتها تؤدي طقوسا بحركات صامتة، وتتأمّل كامرأة تمارس اليوغا باحترافٍ عالٍ، فذاك المشهد كان ساحرا لدرجة أنّني تجمدتُ من الخوف ومن صمت المكان ..
لا اعتقد بأنها لمحتني حينما كانت تجلسُ القرفصاء على التراب الأحمر، ففضولي لحظتها دفعني لكيْ اقتربَ منها أكثر، ولأرى جُنونَ الصّمت الذي حلّ عليها، وبعد دقائق شاهدتُ ضوءً أحمر يرسل شعاعه من السماء صوب قمة الجبل، فهي تحت الضوء بدتْ أجمل، فذاك المشهد جعلني أتسلقُ شجرة قديمة لكيْ أرى تلك الطّقوس، وبقيتُ على الشّجرة حتى غفوتَ هناك.. وأذكُر بأنَّني سقطتُ من على الشّجرة وأفَقْتُ من حُلْمِي المجنون، لكنّني لمْ أنسَ ذاك الحلْمَ الذي كانَ أروع حُلْم حلمته في حياتي، لأنني فيه شاهدتُ الأنوثة وهي صامتة بصخبٍ، وجمال لا يشبه أي جمالٍ لامرأة ساحرة، فهي كانت متقنة بجنون، ومن لحظة وقوعي من على الشجرة وأنا أحاول في كل ليلة أنْ أحلم بها مرة أخرى لكي أشاهدها فقطْ، لكنّ الأحلامَ عندي لمْ تعدْ تأتي، لأنّني أُصبتُ بالخرف، ولا أتذكّر شيئا من ذاك الحُلْمِ سوى قدّ تلك المرأة الذي ظل عالقاً في ذاكرة لا تتذكر شيئا.. ربما سأتذكرها ذات حلم، لكنني أشكُّ في ذلك لأنني كل يوم أنسى كل شيء..