تبدّدت أحلام عائلة "نبهان" التي تضم عدداً من الأشخاص ذوي الإعاقة، بعدما أغارت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" على منزلهم المكون من أربع طوابق في شمال قطاع غزّة، ويضم نحو 45 شخصاً كانوا سيقضوا تحت ركامه لولا عناية الرحمن التي حالت دون مجزرة جماعية مُحققة.
العائلة التي تضم عدداً من ذوي الإعاقة، روت لمراسلة "خبر"، كيف تمكنوا من مغادرة منزلهم بأعجوبة، وتركوا خلفهم ذكريات الطفولة وتحول المنزل الذي تم تشييده بشقاء السنين إلى كومة من الحجارة، فأصبح أفراد هذه العائلة المكلومة بلا مأوى وليس بوسعهم سوى المبيت فوق أطلاله.
دقائق معدودة هي المهلة التي منحهم إياها جيش الاحتلال لمغادرة المنزل، قبل أنّ يتم الإغارة عليه بأكثر أنواع الصواريخ قوةً في مساء يوم 13 مايو 2023، فهرعوا لمغادرة منزلهم في أسرع وقتٍ ممكن بينما كان الأطفال نائمين والأشخاص ذوي الإعاقة ليس بمقدورهم الحركة.
حنين ذات الإبتسامة البريئة فقدت في قصف منزل عائلتها كرسيها المتحرك الذي كان وسيلتها الوحيدة للتنقل بحرية والذي أصبح تحت أنقاض المنزل، فقالت ببراءة وبكلماتٍ مؤثرة: "أنا راح.. أحلامنا راح.. بيتنا راح.. أنا بدي كرسي متحرك وبدي ترجع حياتنا الحلوة وبيتنا الحلو".
أما عن أريج، فهي المصابة بمرض الصرع ولا يمكن السيطرة عليها إلا بوضعها في غرفة مغلقة كونها غير مسؤولة عن ردود فعلها، وقالت لمراسلة "خبر": "القصف هيك أجا واحنا خفنا وهيك أجا الصاروخ وطلعنا من البيت وخفنا".
وأشارت العائلة إلى أنَّها تعتاش بشكلٍ يومي، فاليوم الذي لا يعمل فيه رب الأسرة لا تستطيع فيه توفير لقمة العيش، مُعتبرةً أنَّ يوم قصف منزلها هو "يوم النكبة" بالنسبة لها.
وفي التاسع من مايو الحالي، شنَّ الاحتلال "الإسرائيلي" عدواناً جديداً على البقعة الفقيرة الصغيرة المسماة قطاع غزّة، ما أدى لاستشهاد نحو 33 مواطناً بينهم 6 أطفال و3 سيدات وإصابة العشرات، ليثبت مُجدداً أنَّ كل من يعيش في هذه المدينة هو في مرمى أهداف "إسرائيل"، وأنّه يكره غزّة حدَّ القتل ويخافها حدَّ الجريمة.