هارتس : وزير المستوطنين

نحاميا.jpeg
حجم الخط

بقلم: نحاميا شترسلر

 




في هذه الليلة (أمس) ستتم إجازة ميزانية 2023 – 2024 في الكنيست.
يدور الحديث عن ميزانية سيئة لا يوجد فيها أي محرك نمو، وليس فيها أي علاج لغلاء المعيشة. هذه ميزانية سلب. حصلت "يهدوت هتوراة" في اللحظة الأخيرة على زيادة تبلغ 250 مليون شيكل لصالح طلاب المدارس الدينية، بعد أن قام الائتلاف بنهب 14 مليار شيكل من الخزينة العامة.
يحدث هذا عندما لا يكون هناك وزير للمالية. بتسلئيل سموتريتش هو حاضر – غائب. هو وزير المستوطنات، لكنه ليس وزير المالية. وعندما لا يكون هناك وزير مالية فلن يكون هناك من سيضع الحدود ويحافظ على الخزينة.
ينهب كل عضو كنيست حسب قدرته، وكل حزب يفرغ من الصندوق حسب قوته.
لم يعد الحريديون يكتفون بحلب البقرة العلمانية، بل يريدون عمل الـ "ستيك" منها. وسموتريتش بدلاً من وقف السلب يشجعهم على الاستمرار. لا يستمع لأقوال الخبراء التحذيرية، ولا يريد التعلم أيضاً. له شخصية الولد الصغير الذي يثق بأنه يعرف كل شيء.
منذ فترة طويلة لم يكن عندنا وزير مالية سياسي إلى هذه الدرجة، يهتم فقط بجماعته: المستوطنين، والحريديين القوميين، والتعليم الديني. هذا وضع يميز الدولة الديكتاتورية. فهناك أموال الضرائب التي يتم ضخها لمقربي السلطة. في روسيا تصل هذه الأموال إلى النخبة الثرية، أصدقاء بوتين.
وعندنا تصل هذه الأموال إلى غفني وغولدكنوفف والمستوطنين. لو أن سموتريتش كان وزير مالية حقيقياً لكان حارب ضد المليارات السبعة التي يحصل عليها الحريديون. ولكن من الواضح أن زيادة ميزانية الحريديين، الذين لا يدرسون المواضيع الأساسية ويضاعفون ميزانية المدارس الدينية ورسوم الطالب الديني وتوزيع كوبونات الغذاء على الطلاب وتشجيع التطفل والكسل، كل ذلك سيحول إسرائيل إلى دولة دينية، فقيرة ومتخلفة.
لن يأتي المستثمرون إلى مثل هذه الدولة الفقيرة التي تنتحر بشكل متعمد، وسيهرب العلمانيون وسينهار الاقتصاد.
قائمة إخفاقات سموتريتش طويلة. كان يجب عليه التدخل في المفاوضات وتقليل الأموال الضخمة في الاتفاق الائتلافي.
بعد ذلك كان يجب عليه أن يقلص المبلغ، كما فعل وزراء مالية قبله، لكن سموتريتش لم يفعل أي شيء، وهو أيضاً لم يقم بوضع الحدود.
كان يجب عليه القول لغولدكنوفف وغفني وبن غفير: أنتم يمكنكم المطالبة كما تشاؤون، لكن لن أعطي. أنا أهتم بالاقتصاد. ولكن سموتريتش تصرف مثل الآباء الذين لا يضعون أي حدود لأولادهم من كثرة الخوف وعدم فهم دورهم، وبذلك يضرون أولادهم وأنفسهم أيضاً.
لا يفهم سموتريتش أيضاً في الإدارة. فمن جهة هو يتفاخر بالعجز القليل الذي يخطط له في الميزانية. ولكن من جهة أخرى يقول إنه غير فظيع إذا ارتفعت النفقات قليلاً "لأنّ هناك هامشاً للتنفس".
هذا خطأ كلاسيكي لمن لا يفهم دوره. يجب أن يعرض وزير المالية عجزاً محافظاً، يأخذ في الحسبان انخفاضاً متوقعاً في المداخيل. ويصمم عليه بثبات. وإذا طلب منه أي شخص زيادة فيجب عليه اشتراط ذلك بتقليص موازٍ، وإلا فان الطلبات ستزداد دون حدود، وسيزداد العجز وسيصل إلى أبعاد كارثية. يقودنا سموتريتش إلى هناك.
هو أيضاً لا يفهم في السياسة. من المحظور على وزير المالية السماح لرئيس الحكومة بإجراء مفاوضات حول الميزانية مع الحريديين من وراء ظهره. هذا دخول إلى منطقته. في اللحظة التي يعرف فيها الجميع بأنه فقط مع بيبي يمكن عقد صفقة، فان وزير المالية سيتحول إلى كاريكاتير. الصفة الأكثر خطورة في سموتريتش هي تجاهله للواقع.
هو لم يتطرق إلى وثائق التحذير التي قدمها كبار وزارة المالية، وتجاهل أقوال مدراء البنوك، واستخف بالاقتصاديين في موديس واس آند بي، وقام بإلغاء أقوال محافظ البنك المركزي، والآن هو يقوم بإلغاء أقوال 250 رجل اقتصاد كبيراً، حذروه من أضرار بعيد المدى بالاقتصاد.
يدور الحديث عن وزير هاذٍ لا يقوم بدوره، ويسير في وزارته بغطرسة غير مفهومة، في الوقت الذي تدل فيه كل المؤشرات على الفشل. في هذه الليلة (أمس) سيقوم بإجازة ميزانية سيئة تخترق جميع حدود الفساد.
هذه ميزانية سلب يمكن فقط أن تمر في دولة لا يوجد فيها وزير مالية.

عن "هآرتس"