تقليد سنوي تُحافظ عليه الجامعة

تقرير: انتخابات بيرزيت.. تغليب  ثقافة صندوق الاقتراع على "صندوق السلاح"!

مناظرة جامعة بيرزيت
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

وسط اهتمام شعبي واجتماعي وسياسي واسع، بدأ طلبة جامعة بيرزيت، صباح اليوم الأربعاء، انتخاب ممثليهم في مجلس اتحاد طلبة الجامعة للعام الدراسي 2023-2024، حيث تتنافس الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت على 51 مقعداً، من مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة في دورته الحالية، فيما يبلغ عدد الطلبة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 12163 طالباً وطالبة.

تعكس روح بيرزيت المتفردة

وتتنافس ثلاث كتل طلابية على مقاعد المؤتمر العام البالغ عددها 51 مقعداً وهي: القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي (ق)، وكتلة الوفاء الإسلامية (ك) وكتلة الشهيد ياسر عرفات (ي).

وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها في تمام الساعة 8:30 صباحاً، وتُغلق عند الساعة الرابعة مساءً، فيما يقترع الطلبة في خمسة مراكز وهي: كلية الآداب، والهندسة، والتجارة، والعلوم، وقاعة كمال ناصر.

وكانت كتلة اليسار الموحد قد أعلنت انسحابها من انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة، ولم تنظر اللجنة التحضيرية للانتخابات بهذا الطلب وذلك لانتهاء الفترة القانونية المخصصة للانسحاب.

وشهدت الجامعة، بالأمس، مناظرة انتخابية بين الكتل المتنافسة، فيما عرضت أول أمس الكتل الطلابية دعايتها وبرامجها الانتخابية.

مؤشر وليس مقياس على توجهات الشارع

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، أنَّ "انتخابات جامعة بيرزيت، مُؤشر وليس مقياس على توجهات الشارع الفلسطيني، لأنَّ طلاب الجامعة تفكيرهم "برجوازي" حالم" ليس واقعياً، ويُفكرون بانتمائهم السياسي أكثر من مصالحهم"، وفق وصفه.

وأكّد الأقطش، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ الانتخابات العامة هي من تعكس حقيقية تفكير المجتمع الفلسطيني، فطلبة الجامعات يعكسون تفكير الابن، حيث النرجسية، بينما تفكير الأب "الانتخابات العامة" أكثر واقعية.

واعتقد أنَّ انتخابات جامعة بيرزيت، تعكس روحها في تربية جيل تفكيره ديمقراطي تعددي يؤمن بالتبادل السلمي للسلطة، وهو الأمر الذي تتميز به عن بقية الجامعات التي تعتبر الانتخابات وسيلة لسيطرة الحزب الواحد.

وبالحديث عن مبررات عدم إجراء انتخابات الجامعات بغزّة، قال الأقطش: "إنَّه لا يوجد أيّ مبرر لتعطيل العملية الانتخابية في جامعات غزّة؛ فيجب فصل الجسم الطلابي عن الخلافات السياسية"، داعياً الجميع للتعلم من تجربة بيرزيت في ترك الحرية الكاملة للطلاب في التعبير عن مواقفهم بلا خوف رغم بعض الملاحظات.

الطلاب يتكلمون بلا حسابات

من جهته، اتفق مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية، د. أحمد رفيق عوض، مع سابقة، بأنَّ الطلاب يُغلبون حماسهم على الواقعية فهم يتكلمون بلا حسابات "وحرقوا السفن" على حد وصفه في مناظرة الأمس، مُضيفاً: "طلاب جامعة بيرزيت متشابهون في العمر والفئة الاقتصادية، ويتأثروا باللحظة التاريخية والجو العام مع عدم التقليل من نتائج الانتخابات، لكِنها لا تعكس نتائج الشارع فهو غير متماثل، نظراً لاختلاف الفئات العمرية والجغرافيا أيضاً".

وأشاد عوض، في حديثه لوكالة "خبر"، بأهمية الانتخابات، لطلاب الجامعات، باعتبارهم قادة المستقبل، وتدريبهم على فكرة تداول السلطة، والاعتراف بالرأي الآخر والجدل والنقاش العمومي وسعة الصدر.

وأضاف: "الانتخابات مهمة لبناء مجتمع سليم يؤمن بتداول السلطة واللعبة الديمقراطية وقوة صندوق الاقتراع، وليس بقوة صندوق السلاح".

أما عن انطباعاته على مناظرة طلاب جامعة بيرزيت، بالأمس، أوضح عوض، أنَّ "حسابات الطلاب أقل من غيرهم، ويرغبون في نيل إعجاب من حولهم، لذلك يجب عدم تضخيم المسألة فالطلاب يُريدون الفوز وفي المناظرة كان "حرق كل السفن" لإرضاء الآخرين".

وختم عوض حديثه، بشأن تعطيل انتخابات الجامعات في غزة، بدعوة حركة حماس -السلطة الحاكمة في غزّة- إلى السماح بإجراء الانتخابات؛ لأنّه لا مبرر يمنع إجرائها، وفق حديثه.