بقلم: سميح خلف

لماذا أبو علي شاهين رحمه الله؟

سميح خلف
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

المحطة الأولى : لماذا أبو عل شاهين ؟

أبوعلي شاهين ، هذا المناضل المظلوم في داخل أطر حركة فتح ، أبو علي شاهين مؤسس حركة الشبيبة الفتحاوية الفلسطينية ومنذ منتصف السبعينات على الأقل ، هذا المناضل الذي يمكن أن نختلف معه ، ولكن يبقى الشئ الثابت أنه مناضل فتحاوي أعطى لحركة فتح ما لم يعطيه الآخرون الذين تبوءوا مواقع مختلفة في السلطة الفلسطينية وفي حركة فتح ، يلام على أبوعلي شاهين أنه متشدد ومتعصب لقيادة الداخل .

شهدت السنوات الأخيرة أطروحات مختلفة لأبوعلي شاهين كإمتعاضه من الممارسات التي تمارس في داخل حركة فتح والخاصة بأطرها ، وهو من المطالبين بالتجديد في داخل قيادة حركة فتح ومجلسها الثوري ، أبوعلي شاهين له انتقادات أيضا على صعيد القيادات الفتحاوية في اللجنة المركزية ، ويرى أن المعادلة مختلة في داخل القيادة الفتحاوية فيما يخص قطاع غزة .

أبوعلي شاهين وحماس : لأبوعلي شاهين عدة انتقادات حادة لتعاطي حماس مع المشكل الفلسطيني ببعده السياسي والاقتصادي ، وله وجهة نظر أيضا في القوة التنفيذية ، يقال أن أبوعلي شاهين أثناء وجوده في الحكومة كوزير تموين ، أنه قد أساء استخدام منصبه ، وأنا أقول أن الأخ أبوعلي شاهين ببنيته الفتحاوية وبعقليته التي تصبغها مآسي اللجوء والتشرد لن يتخلى عن بنيته الأساسية كمناضل أساسي في داخل قطاع غزة ، حمل حركة فتح على كتفيه طوال فترات النضال وإلى الآن ، ولذلك أبوعلي شاهين رغم طرحه السياسي المعتدل وتطرفه بخصوص الأطر الفتحاوية وطرق إصلاحها ، فإن أبوعلي شاهين محل استهداف من عدة قوى على الساحة الفلسطينية ، سواء فتحاوية أو غير فتحاوية ، فأبوعلي شاهين يمثل تراث حركى في الممارسة والإخلاص لمبادئ حركة فتح ولأهدافها ولقضية اللاجئين ، لأنه أحد مساماتها، ولذلك أبوعلي شاهين سيبقى مستهدفا لعدة اعتبارات لأنه طالب بالتجديد في داخل أطر حركة فتح ولأنه وقف أمام الإنغلاق الفكري في الساحة الفلسطينية ، وإذا كان أبوعلي شاهين متعصبا لفتحاويته فهذا من مدى إخلاصه ووفاءه للشعب الفلسطيني ولحركة فتح ، أما أنداده في الساحة الفلسطينية وهم واضحون ، فهم في داخل الصف الفتحاوي وكذلك في خارج الصف الفتحاوي ، ولكن يتفق الجميع على ان أبوعلي شاهين يمثل حقيقة تجربة حركية كاملة داخل الوطن.

فكثير من الجهات لا تريد أن يرتبط حاضر هذه الحركة بتاريخها المجيد اعدادا وتجربة ، وكثير من القوى في الساحة الفلسطينية ترى منه صخرة فتحاوية كبيرة يجب التخلص منها على قاعدة حسم معادلة القوى في قطاع غزة ، أقول ذلك رغم أنني سأتعرض لكثير من المنتقدين ، ولكن هذه الحقيقة يجب أن تقال ، لقد انتقدت أبوعلي شاهين في السابق حينما تحدث عن الماضي فقط ، ولم يضع خطوط للحاضر ، ولكن أعتقد أن أبوعلي شاهين الآن يغرد في وسط غربان ليس لها إلا النعيق الشاذ عن الموجات الصوتية المعتادة .

ويبقى أبوعلي شاهين تجربة حركية مستهدفة في داخل قطاع غزة وغير قطاع غزة .